في الوقت الذي كُشف فيه النقاب عن الاتصالات التي تمّت وراء الكواليس، وأدّت إلى اتفاق التطبيع بين البحرين وإسرائيل، ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية "كان" أن الاتفاق يتضمن تبادل سفراء، وتنظيم رحلات جوية مباشرة، ومشاريع تعاون اقتصادي.
وقال ممثل إسرائيل في الأمم المتحدة جلعاد أردان، إنه شرع في إجراء اتصالات مع نظيره البحريني جمال فارس الرويعي، بهدف التمهيد للتعاون الثنائي داخل المنظمة الأممية.
وفي مقابلة مع قناة "كان"، أضاف أردان أن الاتصال بالرويعي هدف إلى "توسيع دائرة السلام، على اعتبار أن ذلك يمكن أن يفضي إلى تغيير قواعد اللعبة في الأمم المتحدة... نحن بتنا في عهد جديد، فقد بات بإمكاننا أن نواجه التحديات التي يمكن أن تهدد الاستقرار في المنطقة".
إلى ذلك، كشف موقع "والاه" تفاصيل التطورات التي تمّت من خلف الكواليس، وأدّت إلى الإعلان عن اتفاق التطبيع الكامل بين البحرين وإسرائيل، حيث أشار إلى أن هذا التطور جاء في أعقاب حصول المنامة على "ضوء أخضر" من السعودية.
وفي تقرير نشره الموقع وأعدّه المعلق السياسي باراك رفيد، أوضح أن الزيارة التي قام بها صهر وكبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب، جاريد كوشنر، أخيراً إلى المنامة، لعبت دوراً مهماً أيضاً في دفع البحرين للموافقة على تطبيع كامل مع إسرائيل.
ولفت إلى أن الإذن الذي حصلت عليه البحرين من السعودية، ساعد في موافقتها على التوقيع على اتفاق تطبيع كامل مع إسرائيل، قبل موعد التوقيع على الاتفاق مع الإمارات، على اعتبار أن هذه الخطوة تخدم أهداف ترامب.
وبحسب الموقع، فقد استغرقت الاتصالات التي جرت بين الأميركيين وكلّ من البحرين والسعودية، وانتهت بموافقة المنامة على التوقيع على اتفاق تطبيع كامل مع إسرائيل، 29 يوماً فقط، مشيراً إلى أن البحرين وإسرائيل ارتبطتا بعلاقات سرية لأكثر من عقدين.
وذكر رفيد أنه في الثالث عشر من أغسطس/آب الماضي، وبعد ساعات من الإعلان عن اتفاق التطبيع الكامل بين إسرائيل والإمارات، اتصل مسؤول بحريني كبير بكلّ من كوشنر والمبعوث الأميركي إلى المنطقة آفي بيركوفيتش، وأبلغهما بأن البحرين ستكون الدولة التي ستلي الإمارات في تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وأضاف الموقع أنه في أعقاب اتصال المسؤول البحريني بمستشارَي ترامب، جرت مباحثات ماراثونية بين كلّ من البحرين والولايات المتحدة وإسرائيل استهدفت التوافق على ما يتضمنه الاتفاق.
وذكر الموقع أنه إلى جانب كلّ من كوشنر وبيركوفيتش، فقد شارك في الاتصالات الهادفة لإتمام التوافق المبدئي على الاتفاق بين إسرائيل والبحرين، كلّ من مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض روبرت أوبريان، والمبعوث الأميركي المكلّف بالملف الإيراني المستقيل براين هوك، والمسؤول عن ملف الشرق الأوسط في البيت الأبيض الجنرال ميغيل كوريا، والسفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان، والموظف الكبير في البيت الأبيض آدم باولر.
وقد تولّى كل من كوشنر وبيركوفيتش إجراء الاتصالات بشكل مباشر مع ولي العهد البحريني سلمان بن حمد وأحد مستشاريه البارزين والسفير البحريني في واشنطن، في حين تولّى إجراء الاتصالات في الجانب الإسرائيلي السفير في واشنطن رون ديرمر ورئيس الوزراء نفسه بنيامين نتنياهو.
وأبرز الموقع حقيقة أن كوشنر وبيركوفيتش أبلغا كلاً من وزيري الحرب والخارجية الإسرائيليين بني غانتس وغابي أشكنازي بالتطورات على صعيد الاتفاق المتبلور مع البحرين خلال الزيارة الأخيرة التي قاما بها إلى تل أبيب.
وكشف الموقع عن أن كوشنر، قبل زيارته الأخيرة للبحرين، اصطحب معه نسخة من التوراة اشتراها من الولايات المتحدة، وقدمها هدية لملك البحرين، مشيراً إلى أن بيروكفيتش دخل القاعة التي كان يتم فيها اللقاء بين كوشنر وملك البحرين، بينما كان الأخير يحمل كتاب التوراة بيده.
وعلى الرغم من أن تقدماً كبيراً حدث في اللقاءات التي جمعت ملك البحرين وولي عهده بكل من كوشنر وبيركوفيتش وتم التوافق على معظم تفاصيل الاتفاق المتبلور، إلا أنه تم تأجيل الإعلان عنه حتى يتم التأكد من أن السعودية توافق على هذه الخطوة.
وحول هدف البيت الأبيض من إعلان الاتفاق بين إسرائيل والبحرين قبل موعد التوقيع على الاتفاق مع الإمارات، نقل الموقع عن مسؤول أميركي كبير قوله إن الإدارة الأميركية اعتقدت أن مشاركة دولتين عربيتين في حفل التوقيع على الاتفاق مع الإمارات "يحمل في طياته رسالة ذات صدى واسع في العالم".
وأردف المسؤول قائلاً: "لقد حطم الإماراتيون الجليد وكانوا الرواد، لكن البحرينيين أيضاً يستحقون الكثير من التقدير، لأنهم استضافوا قبل ذلك المؤتمر التي تم فيه الإعلان عن الشق الاقتصادي لخطة ترامب، وساعدوا إدارة ترامب بشكل كبير في الكثير من القضايا في السنوات الثلاث الأخيرة"، على حدّ تعبيره.
وفي السياق، قال الحاخام مارك شنير، وهو حاخام أميركي يعمل مستشاراً للملك البحريني لشؤون التسامح، إن الملك "يقدّر إسرائيل بسبب قدراتها التقنية والإبداعية في مجال الصحة، وبسبب منعتها العسكرية". ونقلت قناة "كان" عن شنير قوله: "لقد رأى الملك دائماً في تدشين العلاقات مع إسرائيل win-win situation"، على حدّ تعبيره.