15 نوفمبر 2024
طلاب مصر رافعة التغيير
الطلاب ذلك الصوت الحر، الطلاب ذلك الأمل الدافق، الطلاب دوماً حركة فاعلة في تقديم نماذج احتجاجية قادرة على التغيير وإحداث التأثير. ذلك الطالب الذي تحاول دولة الاستبداد محاصرته وترويعه، تشن عليه الحملات، بدءاً من تشويهه وانتهاء بقتله بدم بارد، تمارس معه القتل المعنوي والاغتيال المادي. الطالب، وفق قواعد المستبد النكدة، يأتي فقط ليتعلم في الجامعة، وفق خطة التطويع الكبرى، وتنشئة عقلية القطيع، وإذا لم يمتثل، فليس له إلا كل صنوف الترويع والتفزيع. الجامعة حظيرة تمنع فيها الممارسة الحرة وحرية التعبير، تهمة أي طالب أن يضبط متلبساً بالتفكير مع سبق الإصرار على الحرية وتعمد إحداث التأثير، التعليم لديهم طالب أعمى، رصيده لدى خبراء التعليم أن يكون بليداً، تنافسه في أن يكون الأغبى، يتلقى فلا يرفض، يحفظ ويؤدي من غير فهمٍ فلا ينقد، لأن النقد أول طريق الاحتجاج، وتحديد كل ما يتعلق بالإرادة والاختيار والمسار. مدّعو الحكمة بأثر رجعي يدّعون دائماً أنهم شباب، وكأن الشباب تهمة، أو جريمة، أو حالة سلبية تعبر عن مرحلة "طيش الشباب"، نعم يريد أصحاب الحكمة من العواجيز والشعر الأشيب أن يفكّروا له، ولا بأس بتحديد خياره ومصيره ومستقبله.
الطلاب الصوت الحر، يرفضون أن تتحول الجامعة إلى ممارسة طقوس العبيد والعبودية، يؤكدون أن الجامعة ساحة لتعلم العزة من مرجع الكرامة وممارسة الحرية، الجامعة ساحة حرة مفتوحة تحرك المعنى والقيمة، وتحرض على الرؤية المنفتحة والنقد، يعرف الطالب أن الجامعة والمجتمع لا ينفصلان، يشعر بهمومه، ويحس بكل آلامه واحتياجاته. الطالب يصرخ، وبأعلى صوته، الجامعة ليست سجناً، ليست سيركاً هدفه تدجين الحيوانات، تؤمر فتتحرك، وتفعل ما تؤمر. الجامعة علم يسعى، وفكر يبقى، وعمل فاعل يتراكم ويؤثر، يُحيي ويحيا. الطالب، هذه المرة، ضبط متلبساً بالإرادة، يحفظ قيمة ويؤسس قيمة. ما هذا طالب عربيد يمارس فكراً ويحمل إرادة، طالب ينقد ويتحفظ، الطالب، يا سادة، يتجرأ، يخرج عن حده، الطالب يُمنع، الطالب يُقمع. الطالب لا يرفض، الطالب يخضع، الطالب الذي تُرك له الحبل على غاربه يحتج، يتظاهر يهتف، لقد ارتكب الكبيرة إذاً، إنه يهدد أمن الوطن.
تهديد أمن الوطن، الطلبة مجرمون، ضبطوا من قبل يمارسون التفكير، وضبطوا بحيازة عقل، وضبطوا وهم يحملون فكراً. يتعاملون ويتعاطون الممنوعات وسكتّم عنهم، فازدادوا غيّاً ومدوا
في فعلهم اليوم يتحدثون عن الإرادة. ألم نقل لكم إنهم يسيرون على طريق الإجرام والمجرمين. التهديد بالفصل أو الفصل الفعلي لا يكفي، أتدري ما تهمته، ضُبط وهو يظهر سوءاته. لقد عبّر عن إرادته، ما لكم تستهينون وتسكتون عن فعلته. غداً سيطالب بحقه، ولن تجدوا له مرداً، أو مصداً، أفسدتموه دللتموه، أراه الآن يتجرأ ويمارس نقداً، أراه الآن يفتح فمه ويهتف، إنه يحتج، لقد تحرك، يا للهول، إنه يتظاهر داخل حرم الجامعة، دنّس الجامعة بتظاهره، ألم نقل لكم، هذا الأمر لن يمر. استنفر أصحاب الشأن في خدمة الاستبداد بأجر، أو بدون أجر، كلهم مأجورون لخدمة المستبد، يتلمسون نياته، ويسبقون مطالبه، استنفار لكل صنوف الأمن، أمن الجامعة لا يكفي، أمن الداخلية والشرطة لا يكفي، فلندفع بشركات أمنية، قد لا تكفي، فلتحاصر الجامعة بمدرعات شرطية ودبابات عسكرية. الطلبة ما زالوا يحتجون، فلنعلن أحكاماً عرفية، "الجامعة منشأة (ثكنة عسكرية)، التلويح بمحاكمات عسكرية.
بدأ التحقيق من لجان الأمنجية والأكاديمجية، أمن ومجالس فصل وتأديب، مُدان بكل أنواع الإدانة، أتستطيع أن تنكر، أحرازك واضحة لا تنكر، حيازة عقل، والمشكلة أنه يستعمله، ويخفي إرادة في نفسه. إرهابي مسلح يحمل إرادة مستقلة، وكذلك ضبط معه سلاح النقد الفتاك، واستخدام شعارات تقوّض أمن الدولة، مثل حرية التعبير وحقوقه الإنسانية والسياسية. هل تنكر، بعد هذه الأحراز الواضحة والأدلة الدامغة؟ هل تعرف أنك يمكن أن تُفصل، الطلبة تهمهم وكأنها ترفض، فيأتيه الصوت، وربما السوط، إن لم تقبل أو تسكت لن يكتفى بفصلك، بل نفصل رأسك عن جسدك، الطلبة ما زالوا يرفضون، الطلبة ما زالوا يحتجون، إذا فلتكن هناك سياسات استباقية وقائية، فلنؤلف جهاز المخبرين، خبراء تطوير التعليم لا فائدة منهم، إنه جهاز المخبرين يرأسه رئيس الجامعة الأمنجي، وطلبة شرفاء وأعضاء هيئة تدريس بصاصون مبلغون لأجهزة الأمن، هذا حال الجامعة وحال الطلبة، الأمر يسوء الأمر يتدهور، الجامعة ثكنة عسكرية.
أنذرت الإجراءات الأمنية المشدَدة التي استبقت بها السلطات المصرية العام الجامعي الحالي بإجراءات السلطة، تهدف إلى تطويقهم واحتوائهم، فانفجرت بذلك الصدامات في أغلب الجامعات المصرية. وبحسب رصد منظمة مؤشر الديمقراطية (وهي منظمة دولية تهتم بوضع حقوق الإنسان والديمقراطية في العالم)، فقد قتل منذ انقلاب الثالث من يوليو/تموز 2013 نحو 209 طلاب داخل الحرم الجامعي، بينهم ست فتيات، وأصيب مئات بجروح، واعتقل نحو 1970 طالباً، وذلك حتى أواخر شهر أكتوبر/تشرين الأول 2014. وعرض أحد الناشطين صورتين تحملان تناقضاً رهيباً: إحداهما لبلطجية يحملون عصياً وأسلحة بيضاء داخل جامعة المنصورة، والأخرى تظهر طابوراً طويلا لطلاب يصطفون أمام باب الجامعة، في انتظار سماح الأمن لهم بالدخول. وعلق قائلاً "هذا هو التعليم في عصر السيسي، البلطجية داخل الجامعات والطلاب خارجها".
لم تعد البلطجة تقتصر على المسجلين خطراً، والذين تسيّرهم الأجهزة بمعرفتها وتوجيهها، بل نشير الى معنى آخر من البلطجة، يمارسه وزير التعليم العالي، حينما يعقد انتخابات للاتحادات الطلابية، وتأتي نتائجها على غير هواه، فيلغيها ويلغي نتائجها، وتفصيل ذلك يستحق منا معالجة البلطجة الجامعية على الطلبة والتقاليد الجامعية، ولذلك حديث لاحق.
الطلاب الصوت الحر، يرفضون أن تتحول الجامعة إلى ممارسة طقوس العبيد والعبودية، يؤكدون أن الجامعة ساحة لتعلم العزة من مرجع الكرامة وممارسة الحرية، الجامعة ساحة حرة مفتوحة تحرك المعنى والقيمة، وتحرض على الرؤية المنفتحة والنقد، يعرف الطالب أن الجامعة والمجتمع لا ينفصلان، يشعر بهمومه، ويحس بكل آلامه واحتياجاته. الطالب يصرخ، وبأعلى صوته، الجامعة ليست سجناً، ليست سيركاً هدفه تدجين الحيوانات، تؤمر فتتحرك، وتفعل ما تؤمر. الجامعة علم يسعى، وفكر يبقى، وعمل فاعل يتراكم ويؤثر، يُحيي ويحيا. الطالب، هذه المرة، ضبط متلبساً بالإرادة، يحفظ قيمة ويؤسس قيمة. ما هذا طالب عربيد يمارس فكراً ويحمل إرادة، طالب ينقد ويتحفظ، الطالب، يا سادة، يتجرأ، يخرج عن حده، الطالب يُمنع، الطالب يُقمع. الطالب لا يرفض، الطالب يخضع، الطالب الذي تُرك له الحبل على غاربه يحتج، يتظاهر يهتف، لقد ارتكب الكبيرة إذاً، إنه يهدد أمن الوطن.
تهديد أمن الوطن، الطلبة مجرمون، ضبطوا من قبل يمارسون التفكير، وضبطوا بحيازة عقل، وضبطوا وهم يحملون فكراً. يتعاملون ويتعاطون الممنوعات وسكتّم عنهم، فازدادوا غيّاً ومدوا
بدأ التحقيق من لجان الأمنجية والأكاديمجية، أمن ومجالس فصل وتأديب، مُدان بكل أنواع الإدانة، أتستطيع أن تنكر، أحرازك واضحة لا تنكر، حيازة عقل، والمشكلة أنه يستعمله، ويخفي إرادة في نفسه. إرهابي مسلح يحمل إرادة مستقلة، وكذلك ضبط معه سلاح النقد الفتاك، واستخدام شعارات تقوّض أمن الدولة، مثل حرية التعبير وحقوقه الإنسانية والسياسية. هل تنكر، بعد هذه الأحراز الواضحة والأدلة الدامغة؟ هل تعرف أنك يمكن أن تُفصل، الطلبة تهمهم وكأنها ترفض، فيأتيه الصوت، وربما السوط، إن لم تقبل أو تسكت لن يكتفى بفصلك، بل نفصل رأسك عن جسدك، الطلبة ما زالوا يرفضون، الطلبة ما زالوا يحتجون، إذا فلتكن هناك سياسات استباقية وقائية، فلنؤلف جهاز المخبرين، خبراء تطوير التعليم لا فائدة منهم، إنه جهاز المخبرين يرأسه رئيس الجامعة الأمنجي، وطلبة شرفاء وأعضاء هيئة تدريس بصاصون مبلغون لأجهزة الأمن، هذا حال الجامعة وحال الطلبة، الأمر يسوء الأمر يتدهور، الجامعة ثكنة عسكرية.
أنذرت الإجراءات الأمنية المشدَدة التي استبقت بها السلطات المصرية العام الجامعي الحالي بإجراءات السلطة، تهدف إلى تطويقهم واحتوائهم، فانفجرت بذلك الصدامات في أغلب الجامعات المصرية. وبحسب رصد منظمة مؤشر الديمقراطية (وهي منظمة دولية تهتم بوضع حقوق الإنسان والديمقراطية في العالم)، فقد قتل منذ انقلاب الثالث من يوليو/تموز 2013 نحو 209 طلاب داخل الحرم الجامعي، بينهم ست فتيات، وأصيب مئات بجروح، واعتقل نحو 1970 طالباً، وذلك حتى أواخر شهر أكتوبر/تشرين الأول 2014. وعرض أحد الناشطين صورتين تحملان تناقضاً رهيباً: إحداهما لبلطجية يحملون عصياً وأسلحة بيضاء داخل جامعة المنصورة، والأخرى تظهر طابوراً طويلا لطلاب يصطفون أمام باب الجامعة، في انتظار سماح الأمن لهم بالدخول. وعلق قائلاً "هذا هو التعليم في عصر السيسي، البلطجية داخل الجامعات والطلاب خارجها".
لم تعد البلطجة تقتصر على المسجلين خطراً، والذين تسيّرهم الأجهزة بمعرفتها وتوجيهها، بل نشير الى معنى آخر من البلطجة، يمارسه وزير التعليم العالي، حينما يعقد انتخابات للاتحادات الطلابية، وتأتي نتائجها على غير هواه، فيلغيها ويلغي نتائجها، وتفصيل ذلك يستحق منا معالجة البلطجة الجامعية على الطلبة والتقاليد الجامعية، ولذلك حديث لاحق.