ما زالت نسبة كبيرة من العائلات البريطانية محافظة على تقاليد عيد الميلاد، على الرغم من ابتعاد الشعب عموماً عن الالتزام بالأمور الدينية، لدرجة الإلحاد بالنسبة إلى البعض والتشكيك بوجود الله. بيد أنّ التمسّك بزينة العيد وأطباقه وحلوياته الخاصة وزيارة بابا نويل، يبقى من العادات المجتمعية الثابتة التي لا تتبدّل مع تبدّل المعتقدات.
قد لا يرى بعض الأجانب، من عادات البريطانيين الخاصة باحتفالات عيد الميلاد، إلا كميّات الكحول الكبيرة التي يُقال إنهم يتجرّعونها. في المقابل، لا ترى فئة كبيرة من أهل الغرب في الوافدين من الشرق الأوسط سوى ملامح صحراء، وقد لا يتردّدون في السؤال عن الجمال وعن كيفية التنقل في تلك البلاد.
يستعدّ ديف (52 عاماً) وهو بريطاني الأصل، للاحتفال هذه الليلة بالعيد. يخبر عن بعض تقاليدهم قائلاً لـ "العربي الجديد" إنّهم يطهون الديك الرومي (أو الحبش) في كلّ عام بمناسبة عيد الميلاد، "على الرغم من أنّنا بغالبيتنا لا نتناوله خلال الأيام العادية، ولا نفضّله على أنواع الطعام الأخرى". ويشير إلى أنّ بعض البريطانيين يكرهون مذاق الديك الرومي الجاف، لكنّهم يصرّون على تناوله احتفالاً بالمناسبة. يضيف ديف أنّ "ثمّة أنواعاً من الحلويات أيضاً لا نعدّها إلا في أيّام العيد، وبعضها يُحضّر قبل العيد بشهر ويخزّن إلى هذه الأيام". أمّا شجرة الميلاد، فيؤكّد على أنها "أساسية ولا بدّ من أن تزيّن في جميع المنازل". بابا نويل (أو سانتا كلوز بالإنجليزية) أيضاً من أساسيات العيد، "ونحن نترك له كأساً من الكحول على الطاولة، ليتناوله حين يزور منزلنا ليضع هداياه". لكن البعض يشير إلى ضرورة أن يكون المشروب خالياً من الكحول، إذ "ينبغي على بابا نويل أن يقود عربته".
من جهتها، تقول هيذر (39 عاماً) وهي بريطانيّة الأصل أيضاً، إنّها ما زالت تنثر على الأرض تلك القصاصات البراقة، ابتداءً من مدخنة المنزل وانتهاءً إلى غرفة نوم ابنتها، كي تخلق نوعاً من سحر الميلاد وبهجته في المنزل.
بسّام (41 عاماً) من الأردن، يقول لـ "العربي الجديد" إنّ الميلاد في بريطانيا "يبقى بالنسبة إلي تلك المناسبة المقدّسة التي يجتمع فيها الأهل للصلاة وتناول العشاء احتفالاً بميلاد يسوع المسيح". ويكمل أنّه يحاول قدر المستطاع تجنّب اختصار الميلاد بالزينة والملابس الجديدة والسهر والحفلات، ويلتزم بزيارة الكنيسة والصلاة عند منتصف ليلة العيد من كلّ عام، و"أحاول تربية أولادي على فهم أهميّة الميلاد لدى المسيحيين".
العرب المسيحيّون المقيمون في بريطانيا، اتفقوا على عادات العيد لديهم، من اجتماع العائلة على مائدة العشاء، وتقديم المساعدة للفقراء الذين لا مأوى لهم، والصلاة، وشراء الهدايا خصوصاً للأطفال، وزيارة بابا نويل الذي ينتظره الصغار بشوق وحماسة.
بالنسبة إلى ماري (56 عاماً) وهي من أصول عربية، "من الجميل أن ينتظر الأطفال هدية العيد من بابا نويل، لكن من المؤسف أن ننسى أنّه ميلاد المسيح ونتجاهل قداسة العيد، ليصبح فقط موسماً اقتصادياً تزدهر فيه الأسواق". تضيف أنّها لا تتوقع "رؤية أي قيمة أو ذكر للمسيح بعد سنوات قليلة من اليوم، إذا استمرّت الاحتفالات على هذا المنوال، تركّز على الهدايا والزينة ولا تلتفت إلى أنّ الميلاد هو يوم غيّر مجرى حياة البشر".
في السياق ذاته، لا تختلف لهفة أطفال بريطانيا عن غيرهم من أطفال العالم تجاه العيد والحصول على الهدايا في هذه المناسبة. هم دائماً واثقون من أنّ بابا نويل سيلبّي طلباتهم، فيكتبون له لائحة بما يرغبون به ويرسلونها إليه قبيل العيد. وهم غالباً ما يجدون هداياهم في الجوارب أو أكياس الوسادات، التي تعلّق عادة بالقرب من المدخنة أو من أسرتهم.
أشجار وأضواء
يعود انتشار أشجار عيد الميلاد في بريطانيا إلى تقليد للأمير ألبرت زوج الملكة فيكتوريا، الذي استخدمها للاحتفال بالعيد على طريقته الخاصة. في هذه المناسبة أيضاً، تزّين أكثر مدن بريطانيا وقراها وضواحيها بأضواء الميلاد. ويشتهر شارع "أوكسفورد ستريت" في العاصمة البريطانية لندن بالإضاءة الأجمل. ويقصد آلاف الأشخاص الشارع للتمتّع بمشاهدتها، ابتداءً من نوفمبر/ تشرين الثاني من كلّ عام.
اقرأ أيضاً: شرق المسيح حزينٌ.. يئنّ في عيده
قد لا يرى بعض الأجانب، من عادات البريطانيين الخاصة باحتفالات عيد الميلاد، إلا كميّات الكحول الكبيرة التي يُقال إنهم يتجرّعونها. في المقابل، لا ترى فئة كبيرة من أهل الغرب في الوافدين من الشرق الأوسط سوى ملامح صحراء، وقد لا يتردّدون في السؤال عن الجمال وعن كيفية التنقل في تلك البلاد.
يستعدّ ديف (52 عاماً) وهو بريطاني الأصل، للاحتفال هذه الليلة بالعيد. يخبر عن بعض تقاليدهم قائلاً لـ "العربي الجديد" إنّهم يطهون الديك الرومي (أو الحبش) في كلّ عام بمناسبة عيد الميلاد، "على الرغم من أنّنا بغالبيتنا لا نتناوله خلال الأيام العادية، ولا نفضّله على أنواع الطعام الأخرى". ويشير إلى أنّ بعض البريطانيين يكرهون مذاق الديك الرومي الجاف، لكنّهم يصرّون على تناوله احتفالاً بالمناسبة. يضيف ديف أنّ "ثمّة أنواعاً من الحلويات أيضاً لا نعدّها إلا في أيّام العيد، وبعضها يُحضّر قبل العيد بشهر ويخزّن إلى هذه الأيام". أمّا شجرة الميلاد، فيؤكّد على أنها "أساسية ولا بدّ من أن تزيّن في جميع المنازل". بابا نويل (أو سانتا كلوز بالإنجليزية) أيضاً من أساسيات العيد، "ونحن نترك له كأساً من الكحول على الطاولة، ليتناوله حين يزور منزلنا ليضع هداياه". لكن البعض يشير إلى ضرورة أن يكون المشروب خالياً من الكحول، إذ "ينبغي على بابا نويل أن يقود عربته".
من جهتها، تقول هيذر (39 عاماً) وهي بريطانيّة الأصل أيضاً، إنّها ما زالت تنثر على الأرض تلك القصاصات البراقة، ابتداءً من مدخنة المنزل وانتهاءً إلى غرفة نوم ابنتها، كي تخلق نوعاً من سحر الميلاد وبهجته في المنزل.
بسّام (41 عاماً) من الأردن، يقول لـ "العربي الجديد" إنّ الميلاد في بريطانيا "يبقى بالنسبة إلي تلك المناسبة المقدّسة التي يجتمع فيها الأهل للصلاة وتناول العشاء احتفالاً بميلاد يسوع المسيح". ويكمل أنّه يحاول قدر المستطاع تجنّب اختصار الميلاد بالزينة والملابس الجديدة والسهر والحفلات، ويلتزم بزيارة الكنيسة والصلاة عند منتصف ليلة العيد من كلّ عام، و"أحاول تربية أولادي على فهم أهميّة الميلاد لدى المسيحيين".
العرب المسيحيّون المقيمون في بريطانيا، اتفقوا على عادات العيد لديهم، من اجتماع العائلة على مائدة العشاء، وتقديم المساعدة للفقراء الذين لا مأوى لهم، والصلاة، وشراء الهدايا خصوصاً للأطفال، وزيارة بابا نويل الذي ينتظره الصغار بشوق وحماسة.
بالنسبة إلى ماري (56 عاماً) وهي من أصول عربية، "من الجميل أن ينتظر الأطفال هدية العيد من بابا نويل، لكن من المؤسف أن ننسى أنّه ميلاد المسيح ونتجاهل قداسة العيد، ليصبح فقط موسماً اقتصادياً تزدهر فيه الأسواق". تضيف أنّها لا تتوقع "رؤية أي قيمة أو ذكر للمسيح بعد سنوات قليلة من اليوم، إذا استمرّت الاحتفالات على هذا المنوال، تركّز على الهدايا والزينة ولا تلتفت إلى أنّ الميلاد هو يوم غيّر مجرى حياة البشر".
في السياق ذاته، لا تختلف لهفة أطفال بريطانيا عن غيرهم من أطفال العالم تجاه العيد والحصول على الهدايا في هذه المناسبة. هم دائماً واثقون من أنّ بابا نويل سيلبّي طلباتهم، فيكتبون له لائحة بما يرغبون به ويرسلونها إليه قبيل العيد. وهم غالباً ما يجدون هداياهم في الجوارب أو أكياس الوسادات، التي تعلّق عادة بالقرب من المدخنة أو من أسرتهم.
أشجار وأضواء
يعود انتشار أشجار عيد الميلاد في بريطانيا إلى تقليد للأمير ألبرت زوج الملكة فيكتوريا، الذي استخدمها للاحتفال بالعيد على طريقته الخاصة. في هذه المناسبة أيضاً، تزّين أكثر مدن بريطانيا وقراها وضواحيها بأضواء الميلاد. ويشتهر شارع "أوكسفورد ستريت" في العاصمة البريطانية لندن بالإضاءة الأجمل. ويقصد آلاف الأشخاص الشارع للتمتّع بمشاهدتها، ابتداءً من نوفمبر/ تشرين الثاني من كلّ عام.
اقرأ أيضاً: شرق المسيح حزينٌ.. يئنّ في عيده