خلق الطوارق الآلات الموسيقية والطبول الفنية، لتحاكي وجدهم الروحي، وشغفهم بالموسيقى والغناء. فمن جبال الهقار والطاسيلي في الجزائر، إلى مرتفعات النيجر ومالي المجاورتين، رافقت قبائل الطوارق القصائد الشعرية المغنّاة. وتميَّز إرثهم الفني بخاصيَّة انتقاله من جيلٍ إلى جيلٍ بواسطة المرأة الطارقية التي تُعدّ إحدى ركائز الذاكرة الجماعيّة بالمنطقة. حيث وجدت نساء الطوارق في آلة "الإمزاد" ( آلة موسيقية تقليدية عند قبائل طوارق الأهقار، محدبة الشكل تعزف عليها النساء ومحرمة على الرجال) ملاذهنّ الروحي والصوفي. من أشهر مبدعات الطوارق بالموسيقى والغناء والشعر:
داسين ولت إيهم
يطلق عليها اسم أميرة الوتر الواحد، وهي إحدى جميلات الأهقار المعروفات، من مواليد 1873 بالأهقار. فتن بها الكثير من رجال الأهقار وقادتها، وهي من النساء اللواتي اشتهرْن بموسيقى الإمزاد وبالشعر. كما كان لها حضورٌ في السياسة لما عرفت به من فطنة وسداد رأي. تذهب الروايات إلى أن داسين لها طقسها الخاص الذي تعزف به على الإمزاد. ونُسِجَت على حياتها العديد من الحكايات والأساطير وعرفت بقوة شخصيتها. توفيت عام 1933.
تارزاق بن عمر
تلقب بعميدة موسيقى الإمزاد، وتعتبَر مرجعاً رئيساً للثقافة الطارقية، وسفيرة موسيقى الإمزاد في العالم، وذلك لقدرتها على رفع الموروث الطارقي إلى العالمية، من خلال قصائد تغني الحياة اليومية المعاصرة والعادات والتقاليد والأفراح والمآسي. عملت الفنانة باجتهاد لا يعرف الكلل والملل في المحافظة، كما مثلت الطابع الصحراوي الأصيل الجزائري في عدة بلدان من العالم مثل فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وحتى اليابان، حيث نظمت في السنوات الأخيرة إلى جانب عميد الأغنية الطارقية الفنان الراحل عثمان بالي عدداً من الحفلات الحريصة على استمرارية فن الإمزاد. كما سعت خلال حياتها إلى تلقين هذا النوع من الموسيقى إلى الجيل الصاعد من الفتيات بمدينة جانت، عن طريق إنشائها لمدرسة ببيتها، تعنى بتعليم الإمزاد بين سنوات 2002 و2005. توفيت عام 2009 عن عمر ناهز 84 سنة، وبرحيلها فقدت منطقة الطاسيلي جزءاً من موروثها الثقافي الشعبي العريق الذي مافتئت نساء المنطقة تعمل على الحفاظ عليه كتعبير ثقافي عن الهوية الجزائرية.
اقــرأ أيضاً
بادي لالة
ولدت عام 1937 في تيماوين (في جيزام) جنوب تمنراست، بالقرب من الحدود النيجيرية، واسمها الحقيقي بادي لالا بنت سالم. بدأت حياتها المهنية كمغنية في الاحتفالات العائلية. انطلقت موهبتها مع أول أغنية لها "تعال معنا". تعاونت بادي لالة مع موسيقيين شباب من الطوارق الجزائريين، وكذلك مع مجموعة مالي تينواروين. لا تزال تعيش، وصرحت قبل أيام عن رفضها الاعتزال. شاركت في العديد من المهرجانات الدولية المخصصة للموسيقى العالمية منذ عام 1973. كما قامت بتسجيلات للإذاعة في عام 1974. وقد أدخلت سنة 1977 القیثارة الإلكترونیة على الموسیقى التي تعزفھا دون أن تنقص شیئا من أصالة النصوص التي تغنیھا بصوت متمیّز. في سنة 1980، أصدرت بادي لالة ألبومها الأول Padidou Editions. إنها المربية للأسلوب الموسيقي الذي أحدث ثورة في الثقافة الصحراوية هناك. تجسد بادي لالة الديناميكية الفنية المعاصرة للطوارق وهي ممثلة رئيسية للتجديد الجمالي والموسيقي، معيدة خلق عالم الموسيقى والشعور في منطقة الأهقار بكل ثرائه التقليدي والمعاصر.
داسين ولت إيهم
يطلق عليها اسم أميرة الوتر الواحد، وهي إحدى جميلات الأهقار المعروفات، من مواليد 1873 بالأهقار. فتن بها الكثير من رجال الأهقار وقادتها، وهي من النساء اللواتي اشتهرْن بموسيقى الإمزاد وبالشعر. كما كان لها حضورٌ في السياسة لما عرفت به من فطنة وسداد رأي. تذهب الروايات إلى أن داسين لها طقسها الخاص الذي تعزف به على الإمزاد. ونُسِجَت على حياتها العديد من الحكايات والأساطير وعرفت بقوة شخصيتها. توفيت عام 1933.
تارزاق بن عمر
تلقب بعميدة موسيقى الإمزاد، وتعتبَر مرجعاً رئيساً للثقافة الطارقية، وسفيرة موسيقى الإمزاد في العالم، وذلك لقدرتها على رفع الموروث الطارقي إلى العالمية، من خلال قصائد تغني الحياة اليومية المعاصرة والعادات والتقاليد والأفراح والمآسي. عملت الفنانة باجتهاد لا يعرف الكلل والملل في المحافظة، كما مثلت الطابع الصحراوي الأصيل الجزائري في عدة بلدان من العالم مثل فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وحتى اليابان، حيث نظمت في السنوات الأخيرة إلى جانب عميد الأغنية الطارقية الفنان الراحل عثمان بالي عدداً من الحفلات الحريصة على استمرارية فن الإمزاد. كما سعت خلال حياتها إلى تلقين هذا النوع من الموسيقى إلى الجيل الصاعد من الفتيات بمدينة جانت، عن طريق إنشائها لمدرسة ببيتها، تعنى بتعليم الإمزاد بين سنوات 2002 و2005. توفيت عام 2009 عن عمر ناهز 84 سنة، وبرحيلها فقدت منطقة الطاسيلي جزءاً من موروثها الثقافي الشعبي العريق الذي مافتئت نساء المنطقة تعمل على الحفاظ عليه كتعبير ثقافي عن الهوية الجزائرية.
بادي لالة
ولدت عام 1937 في تيماوين (في جيزام) جنوب تمنراست، بالقرب من الحدود النيجيرية، واسمها الحقيقي بادي لالا بنت سالم. بدأت حياتها المهنية كمغنية في الاحتفالات العائلية. انطلقت موهبتها مع أول أغنية لها "تعال معنا". تعاونت بادي لالة مع موسيقيين شباب من الطوارق الجزائريين، وكذلك مع مجموعة مالي تينواروين. لا تزال تعيش، وصرحت قبل أيام عن رفضها الاعتزال. شاركت في العديد من المهرجانات الدولية المخصصة للموسيقى العالمية منذ عام 1973. كما قامت بتسجيلات للإذاعة في عام 1974. وقد أدخلت سنة 1977 القیثارة الإلكترونیة على الموسیقى التي تعزفھا دون أن تنقص شیئا من أصالة النصوص التي تغنیھا بصوت متمیّز. في سنة 1980، أصدرت بادي لالة ألبومها الأول Padidou Editions. إنها المربية للأسلوب الموسيقي الذي أحدث ثورة في الثقافة الصحراوية هناك. تجسد بادي لالة الديناميكية الفنية المعاصرة للطوارق وهي ممثلة رئيسية للتجديد الجمالي والموسيقي، معيدة خلق عالم الموسيقى والشعور في منطقة الأهقار بكل ثرائه التقليدي والمعاصر.