كان عام 2018 كسابقيه، ثقيل الوطء على الإعلاميين والعاملين في الحقل الإعلامي السوري المعارض، حيث شهد مقتل واعتقال العشرات منهم على يد مختلف أطراف النزاع في البلاد، وهو ما دفع المنظّمات الدولية إلى تصنيف سورية مجدداً في خانة ثاني أكثر بلد فتكاً بالصحافيين، كما عادت لتتذيّل قائمة البلدان في الحريات الصحافية.
تراجع الدعم
شهد عام 2018 تراجعاً كبيراً في دعم الإعلام السوري المعارض من قبل المؤسسات والمنظمات الغربية، وهو ما أدى إلى توقّف عدد من وسائل الإعلام من صحف وإذاعات ومواقع إلكترونية إخبارية.
وقد توقفت النسخة الورقية من صحيفة "صدى الشام"، وصحيفة "كلنا سوريون"، وصحيفة "تمدن"، إضافةً إلى توقّف إذاعة "هوا سمارت" عن البث بسبب انقطاع التمويل، ما يؤكد أن توقف الدعم جاء لأسباب سياسية اشتراط منظمات أوروبية على وسائل إعلام المعارضة التسجيل لدى النظام لضمان عدم توقف الدعم المادي.
اغتيال وجه الثورة المدني
وثّقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" منذ مطلع 2018 حتى ديسمبر/كانون الأول، مقتل 24 عاملاً في المجال الإعلامي على أيدي أطراف النزاع في سورية، مشيرةً إلى أنّها لم تقُم بتوثيق جميع الحالات، في ظلّ الخطر والملاحقة من قبل النظام السوري وبعض المجموعات المسلّحة الأخرى.
ويُعد اغتيال الناشطَين الإعلاميَّيْن، رائد الفارس وحمود جنيد، إثر إطلاق نار مباشر عليهما في مدينة كفرنبل جنوب إدلب، شمال غرب سورية، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أبرز الأحداث التي ألمت بالإعلام السوري المعارض. واتهم ناشطون "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) بالوقوف وراء العملية لأنها تسيطر على المنطقة، فضلاً عن قيامها باغتيال واعتقال ناشطين إعلاميين وسياسيين في وقت سابق.
وصدمت حادثة الاغتيال الشارع السوري المعارض، خصوصاً أنّ رائد الفارس الذي كان المدير العام لـ"اتحاد المكاتب الثورية"، ومدير راديو "فريش" في مدينة كفرنبل، كان يتلقّى على الدوام تهديدات من قبل جماعات متطرفة مرتبطة بـ"النصرة" حاولت اغتياله، كما أنها أغلقت الراديو في 2014، واقتحمت مقره في 2015.
وكان الفارس من أهم ناشطي محافظة إدلب، معقل "هيئة تحرير الشام"، الذين ظلّوا محافظين على الخطاب المدني السلمي للثورة، رافضين سياسات "الهيئة" وتوجهها للهيمنة المطلقة على شمال غرب سورية، كما كان واحداً من الناظمين للعمل المدني، وأحد الفاعلين الأساسيين في مدينة كفرنبل.
انتهاكات بالجملة
قالت منظمة "مراسلون بلا حدود" في تقريرها السنوي الذي صدر منتصف ديسمبر/كانون الأول الحالي إن سورية ثاني أكثر بلد فتكاً بالصحافيين خلال 2018 بعد أفغانستان، مشيرةً إلى مقتل 11 صحافياً خلال العام في سورية. وقبعت سورية في المركز 177 من أصل 180 بلداً في العالم للعام الرابع على التوالي حسب التصنيف العالمي لحرية الصحافة.
من جانبه، رصد "المركز السوري للحريات الصحافية" مجمل الانتهاكات التي تعرض لها إعلاميون وعاملون في الحقل الإعلامي المعارض خلال عام 2018. وبيّن المركز أن النصف الأول من العام شهد وقوع 51 انتهاكاً بحق الإعلام في سورية، بنسبة انخفاض كبيرة مقارنةً بانتهاكات النصف الأول من عام 2017 حين بلغت 132انتهاكاً.
وأشار الى أنه سُجل في شهرمارس/آذار العدد الأكبر من الانتهاكات بـ14 حالة، تلاه شهر فبراير/شباط (11 حالة)، فيناير/ كانون الثاني (10 حالات)، ثم مايو/أيار بـ 7 حالات، وأبريل/نيسان بـ 6 حالات، في حين سُجلت النسبة الأقل من الانتهاكات في شهر يونيو/حزيران بـ 3 حالات.
اقــرأ أيضاً
ووفقاً للتقرير، تنوعت الانتهاكات خلال النصف الأول من عام 2018، إذ وثق المركز 9 حالات قتل، و24 حالة ضرب وإصابة، و14 حالة خطف واحتجاز، وحالة واحدة ضد المؤسسات الإعلامية، فيما تم توثيق 3 انتهاكات أخرى.
وذكر التقرير أن شهري فبراير ومارس سجلا أكبر نسبة حالات القتل بحق الإعلاميين بـ 8 حالات مناصفةً، في حين سجلت الحالة الأخيرة في أيار، مبيناً أن القوات الروسية تصدرت قائمة الجهات المسؤولة عن قتل الإعلاميين بـ 4 حالات، تلاها النظام السوري بمسؤوليته عن 3 حالات، وحالة واحدة على يد "حزب الاتحاد الديمقراطي" (PYD)، في حين لم تعرف الجهة المسؤولة عن الحالة الأخيرة.
وتصدرت القوات الروسية أيضاً قائمة الجهات المسؤولة عن ارتكاب الانتهاكات بمسؤوليتها عن 15 حالة، تلتها قوات المعارضة بـ10 حالات، فالنظام السوري بـ 9 حالات، ثم جهات خارجية بـ 6، بينما ارتكبت "هيئة تحرير الشام" و"حزب الاتحاد الديمقراطي" 6 حالات مناصفةً، بينما لم يتم التمكن من تحديد الجهة المسؤولة عن ارتكاب 5 حالات.
ولم يكن النصف الثاني أفضل حالاً، إذ شهد هو الآخر العديد من الانتهاكات بحق الصحافيين السوريين، وأوضح المرصد أن شهر تموز/يوليو شهد 11 انتهاكاً منها منع قناتين تلفزيونيتين من العمل في مناطق المعارضة. ووثق المركز خلال تموز مقتل الإعلامي والمصور الفوتوغرافي الفلسطيني/السوري نيراز سعيد، تحت التعذيب في سجون النظام السوري بعد اعتقال دام نحو ثلاث سنوات.
كما وثق المركز خلال الشهر ذاته مقتل المراسل الحربي لقناة "سما" الفضائية التابعة للنظام مصطفى سلامة. وأيضاً كشف أقرباء الناشط الإعلامي علاء الدين إيبش المعروف باسم "محمد الدمشقي"، نبأ إعدامه ميدانياً في سجون النظام السوري بعد اعتقاله منذ عام 2013، ليرتفع بذلك عدد الإعلاميين الذين وثق المركز مقتلهم منذ منتصف آذار/مارس 2011 إلى 434 إعلامياً.
وفي أغسطس/آب، وثق المركز 11 انتهاكاً بحق الإعلام في سورية، أبرزها مقتل الناشط الإعلامي أحمد محمود عزيزة، جراء قصف جوي روسي استهدف بلدة أورم الكبرى في ريف حلب الغربي، أثناء تغطيته للأحداث في المدينة. ووثق خلال شهر أيلول/سبتمبر 2018 انتهاكين وقعا ضد الإعلام في سورية، كما وثق 8 انتهاكات بحق الإعلام في سورية خلال تشرين الأول/أكتوبر، ومثلها خلال نوفمبر/تشرين الثاني، أبرزها اغتيال الناشطين الإعلاميين رائد الفارس وحمود جنيد، واحتجاز الناشط الإعلامي بلال سريول من قبل مجموعة مسلحة تابعة لـ"فرقة السلطان مراد" المنضوي تحت لواء الجيش الحر في مدينة عفرين شمال حلب، واعتقال فرع أمن الدولة اللبناني الناشط الإعلامي السوري عبد الحفيظ الحولاني، على خلفية إعداده تقريراً لموقع "زمان الوصل" عن حالات إجهاض تعرضت لها لاجئات سوريات في مخيمات عرسال اللبنانية.
تراجع الدعم
شهد عام 2018 تراجعاً كبيراً في دعم الإعلام السوري المعارض من قبل المؤسسات والمنظمات الغربية، وهو ما أدى إلى توقّف عدد من وسائل الإعلام من صحف وإذاعات ومواقع إلكترونية إخبارية.
وقد توقفت النسخة الورقية من صحيفة "صدى الشام"، وصحيفة "كلنا سوريون"، وصحيفة "تمدن"، إضافةً إلى توقّف إذاعة "هوا سمارت" عن البث بسبب انقطاع التمويل، ما يؤكد أن توقف الدعم جاء لأسباب سياسية اشتراط منظمات أوروبية على وسائل إعلام المعارضة التسجيل لدى النظام لضمان عدم توقف الدعم المادي.
اغتيال وجه الثورة المدني
وثّقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" منذ مطلع 2018 حتى ديسمبر/كانون الأول، مقتل 24 عاملاً في المجال الإعلامي على أيدي أطراف النزاع في سورية، مشيرةً إلى أنّها لم تقُم بتوثيق جميع الحالات، في ظلّ الخطر والملاحقة من قبل النظام السوري وبعض المجموعات المسلّحة الأخرى.
ويُعد اغتيال الناشطَين الإعلاميَّيْن، رائد الفارس وحمود جنيد، إثر إطلاق نار مباشر عليهما في مدينة كفرنبل جنوب إدلب، شمال غرب سورية، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أبرز الأحداث التي ألمت بالإعلام السوري المعارض. واتهم ناشطون "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) بالوقوف وراء العملية لأنها تسيطر على المنطقة، فضلاً عن قيامها باغتيال واعتقال ناشطين إعلاميين وسياسيين في وقت سابق.
وصدمت حادثة الاغتيال الشارع السوري المعارض، خصوصاً أنّ رائد الفارس الذي كان المدير العام لـ"اتحاد المكاتب الثورية"، ومدير راديو "فريش" في مدينة كفرنبل، كان يتلقّى على الدوام تهديدات من قبل جماعات متطرفة مرتبطة بـ"النصرة" حاولت اغتياله، كما أنها أغلقت الراديو في 2014، واقتحمت مقره في 2015.
وكان الفارس من أهم ناشطي محافظة إدلب، معقل "هيئة تحرير الشام"، الذين ظلّوا محافظين على الخطاب المدني السلمي للثورة، رافضين سياسات "الهيئة" وتوجهها للهيمنة المطلقة على شمال غرب سورية، كما كان واحداً من الناظمين للعمل المدني، وأحد الفاعلين الأساسيين في مدينة كفرنبل.
انتهاكات بالجملة
قالت منظمة "مراسلون بلا حدود" في تقريرها السنوي الذي صدر منتصف ديسمبر/كانون الأول الحالي إن سورية ثاني أكثر بلد فتكاً بالصحافيين خلال 2018 بعد أفغانستان، مشيرةً إلى مقتل 11 صحافياً خلال العام في سورية. وقبعت سورية في المركز 177 من أصل 180 بلداً في العالم للعام الرابع على التوالي حسب التصنيف العالمي لحرية الصحافة.
من جانبه، رصد "المركز السوري للحريات الصحافية" مجمل الانتهاكات التي تعرض لها إعلاميون وعاملون في الحقل الإعلامي المعارض خلال عام 2018. وبيّن المركز أن النصف الأول من العام شهد وقوع 51 انتهاكاً بحق الإعلام في سورية، بنسبة انخفاض كبيرة مقارنةً بانتهاكات النصف الأول من عام 2017 حين بلغت 132انتهاكاً.
وأشار الى أنه سُجل في شهرمارس/آذار العدد الأكبر من الانتهاكات بـ14 حالة، تلاه شهر فبراير/شباط (11 حالة)، فيناير/ كانون الثاني (10 حالات)، ثم مايو/أيار بـ 7 حالات، وأبريل/نيسان بـ 6 حالات، في حين سُجلت النسبة الأقل من الانتهاكات في شهر يونيو/حزيران بـ 3 حالات.
ووفقاً للتقرير، تنوعت الانتهاكات خلال النصف الأول من عام 2018، إذ وثق المركز 9 حالات قتل، و24 حالة ضرب وإصابة، و14 حالة خطف واحتجاز، وحالة واحدة ضد المؤسسات الإعلامية، فيما تم توثيق 3 انتهاكات أخرى.
وذكر التقرير أن شهري فبراير ومارس سجلا أكبر نسبة حالات القتل بحق الإعلاميين بـ 8 حالات مناصفةً، في حين سجلت الحالة الأخيرة في أيار، مبيناً أن القوات الروسية تصدرت قائمة الجهات المسؤولة عن قتل الإعلاميين بـ 4 حالات، تلاها النظام السوري بمسؤوليته عن 3 حالات، وحالة واحدة على يد "حزب الاتحاد الديمقراطي" (PYD)، في حين لم تعرف الجهة المسؤولة عن الحالة الأخيرة.
وتصدرت القوات الروسية أيضاً قائمة الجهات المسؤولة عن ارتكاب الانتهاكات بمسؤوليتها عن 15 حالة، تلتها قوات المعارضة بـ10 حالات، فالنظام السوري بـ 9 حالات، ثم جهات خارجية بـ 6، بينما ارتكبت "هيئة تحرير الشام" و"حزب الاتحاد الديمقراطي" 6 حالات مناصفةً، بينما لم يتم التمكن من تحديد الجهة المسؤولة عن ارتكاب 5 حالات.
ولم يكن النصف الثاني أفضل حالاً، إذ شهد هو الآخر العديد من الانتهاكات بحق الصحافيين السوريين، وأوضح المرصد أن شهر تموز/يوليو شهد 11 انتهاكاً منها منع قناتين تلفزيونيتين من العمل في مناطق المعارضة. ووثق المركز خلال تموز مقتل الإعلامي والمصور الفوتوغرافي الفلسطيني/السوري نيراز سعيد، تحت التعذيب في سجون النظام السوري بعد اعتقال دام نحو ثلاث سنوات.
كما وثق المركز خلال الشهر ذاته مقتل المراسل الحربي لقناة "سما" الفضائية التابعة للنظام مصطفى سلامة. وأيضاً كشف أقرباء الناشط الإعلامي علاء الدين إيبش المعروف باسم "محمد الدمشقي"، نبأ إعدامه ميدانياً في سجون النظام السوري بعد اعتقاله منذ عام 2013، ليرتفع بذلك عدد الإعلاميين الذين وثق المركز مقتلهم منذ منتصف آذار/مارس 2011 إلى 434 إعلامياً.
وفي أغسطس/آب، وثق المركز 11 انتهاكاً بحق الإعلام في سورية، أبرزها مقتل الناشط الإعلامي أحمد محمود عزيزة، جراء قصف جوي روسي استهدف بلدة أورم الكبرى في ريف حلب الغربي، أثناء تغطيته للأحداث في المدينة. ووثق خلال شهر أيلول/سبتمبر 2018 انتهاكين وقعا ضد الإعلام في سورية، كما وثق 8 انتهاكات بحق الإعلام في سورية خلال تشرين الأول/أكتوبر، ومثلها خلال نوفمبر/تشرين الثاني، أبرزها اغتيال الناشطين الإعلاميين رائد الفارس وحمود جنيد، واحتجاز الناشط الإعلامي بلال سريول من قبل مجموعة مسلحة تابعة لـ"فرقة السلطان مراد" المنضوي تحت لواء الجيش الحر في مدينة عفرين شمال حلب، واعتقال فرع أمن الدولة اللبناني الناشط الإعلامي السوري عبد الحفيظ الحولاني، على خلفية إعداده تقريراً لموقع "زمان الوصل" عن حالات إجهاض تعرضت لها لاجئات سوريات في مخيمات عرسال اللبنانية.