عايدة سعودي تعود بأمر رئاسي: "اقتل آلافاً وأنقذ قطة"

03 ديسمبر 2014
عادت سعودي إلى عملها بعد حملة ضغط كبيرة (فيسبوك)
+ الخط -

"فلتقتل الآلاف ثم تنقذ حياة قطة جريحة فيصفقون لك على إنسانيتك"، هذا ملخص قصة عبد الفتاح السيسي مع الإعلام ومذيعة "راديو هيتس" عايدة سعودي، فبعد إغلاق القنوات، وحبس الصحافيين، وتعذيبهم، وقتلهم، يأتي قرار السيسي بعودة سعودي لعملها، ليصفق له مؤيدوه "شايفين حرية الإعلام".

إذ لم تكد تمضي ساعات على إيقاف الإعلامية عايدة سعودي عن الهواء، بعد مقدمتها على "راديو هيتس" والتي انتقدت فيها براءة الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، حتى أُبلغت بإعادتها إلى الهواء على الإذاعة... بأمر من رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي.

وكتبت سعودي على حسابها على "تويتر" ليلاً: "بعد مداخلتي في برنامج السادة المحترمون، كلموني من رئاسة الجمهورية وبلغوني أن الرئيس أمر برجوعي لمنصبي الطبيعي. أحب طبعاً أوصف سعادتي بأن الدعم بتاع كل الناس على تويتر وفيسبوك هو السبب".

وأضافت: "معركة صغيرة في وسط معارك الحق اللي لازم ناخدها لآخرها. ونصدق في حقنا وصدقنا وقوة موقفنا. أشكر اهتمام الرئاسة بتفاصيل صغيرة زي دي، أشكر محمد فتحي على كلامه النهار ده عني في لقاء الرئيس بشباب الإعلاميين، أشكر يوسف الحسيني وبرنامجه وفريق عمله علشان دعموني. وبجد كل إعلامي كلمني واهتم شكراً... إحنا كتير. والحق حق". وكان قد سبق هذا التعليق "ستاتوس" آخر كتبته قبل قرار إعادتها قالت فيه: "مبدئياً كده الفايدة الوحيدة والمهمة جداً من اللي حصل اني اتأكدت إننا كتييييير".

وكان السيسي قد التقى أمس بعدد من الصحافيين الشباب الذين أبلغوه عن ضيقهم من إيقاف عايدة سعودي، فـ"رق قلب" السيسي، وأمر رئيس قطاع الإذاعة والتلفزيون عصام الأمير بعودة سعودي إلى عملها.  ثم قام المذيع يوسف الحسيني بمداخلة تليفونية معها على قناة "أون تي في"، حكت فيها قصة إيقافها مع رئيسها في العمل محمد عبد الله رئيس مجلس إدارة صوت القاهرة، الذي تعنّت معها بسبب آرائها السياسية... ويعرب لها الحسيني عن ثقته برئيس الجمهورية، وأنه "بمجرد ذكر الموضوع أمامه سيجعل قرار إيقافها كأن لم يكن". وهكذا كان قرار إعادتها إلى العمل. فانطلقت المواقع الإخبارية والحسابات الشخصية المؤيدة للنظام، في وصلة تطبيل عن الرئيس الذي يؤمن بحرية الإعلام، وكأن الدماء التي لم تجف منذ عدة أيام في ميدان عبد المنعم رياض، والصحافيين الذين تم سحلهم وإهانتهم، بسبب تصويرهم اعتداء أمن السيسي على المعترضين على حكم مبارك، كأنه هباءً منثورا أو "فوتوشوب"...
محاولات تلميع صورة السيسي كمدافع عن حرية الإعلام، أكملها الشباب الإعلاميون الذين استدعاهم للقائه، وذلك عبر حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل، ووصل التطبيل بأحدهم أن قال في إحدى تدويناته: "الرئيس السيسي عقد لقاء الإعلاميين النهار ده لمدة 6 ساعات، لم يقطعهم سوى 10 دقائق لأداء صلاة العصر، ولم يصمت سوى لترديد الأذان.. وده من غير مزايدة".
ولم تمنع تلك المحاولات، أن يتعاطف الكثير مع سعودي، دفاعاً عن هامش الحرية المتبقي لهم عبر القنوات والصحف التي يعملون فيها، وعبر مواقع التواصل التي يعتبرها الجميع متنفساً لهم وملاذاً أخيراً لن يتنازلوا عنه. فالناشطة الحقوقية منى سيف قالت: "يعني أما حد يوقفوه عن شغله بشكل تعسفي عقاباً على عدم التزامه بالهيستيريا الجماعية، لازم يتعمل دوشة وضغط فالرئاسة تتدخل وترجعه لشغله". والصحافية ناديا أبو المجد علقت: "لا يجب أن يتم إيقاف صحافي أو إعلامي بقرار جمهوري، أو هوى أو نفاق لسلطة الانقلاب، ولا أن يعود بقرار رئاسي، جمهورية الموز".
في حين استنكر البعض تدخلات الرئاسة والأجهزة الأمنية في الإعلام، وطالبوا بالمعاملة بالمثل في كل القطاعات لإنصاف الموقوفين والمستبعدين من أعمالهم، فقالت غادة بدراوي: "هي الرئاسة بقت ترجع الناس للشغل؟ طيب ممكن ترجع العمال مثلا لشغلهم؟ وفيه واحد متخانق مع مراته كمان يا ريس". وقال المدون أحمد شقير: "يعني إيه الرئاسة تقرر عودة عايدة سعودي لعملها براديو هيتس؟ وإيه تداخل الاختصاصات الرهيب ده؟ إيه علاقة الرئاسة أصلاً".
في حين قام المعروفون بولائهم للنظام بالتطبيل للقرار، ووضعوه في خانة الإنجازات، فالإعلامي يوسف الحسيني نسب لنفسه ولبرنامجه الفضل في لفت نظر السيسي للقضية، والتي عجل بحلها وعبر عن ذلك بتدوينة على حسابه الشخصي، وقال: "قرار بعودة عايدة سعودي بعد تدخل الرئاسة استجابة لمداخلاتها مع المذيع يوسف الحسيني في السادة المحترمون"، وقال الإعلامي أحمد العسيلي: "لسه عارف إن الرئاسة تدخلت لإيقاف عايدة سعودي، بونط ممتاز للرئاسة صحيح، لكن يَبقى إيقافها أصلاً فعل جبان وغير محترم".
فيما رأى كثيرون أنّ إعادتها إلى عملها سببه الضغط الذي حصل على مواقع التواصل. فكتبت رشا عبد الله: "عايدة سعودي رجعت منصبها بقرار جمهوري... إنها قوة مواقع التواصل". فيما كتب عمرو عبد الحميد: "المسؤول الذي أصدر قرار فصل عايدة سعودي كيف ينظر إلى نفسه في المرآة بعد عودتها بقرار من الرئيس السيسي؟.. قلنا إن الدببة أخطر من داعش".

من جهته غرّد محمود سلماني كاتباً: "الرئاسة تأمر بعودة عايدة سعودي إلى عملها في راديوهتس، ده خبر حقيقي، لا مؤاخذة بس هو مفيش حاجة بتمشي إلا باوامر الرئيس؟ دولة الرئيس؟". أما أسامة سلامة فقال: "يعني إيقاف سعودي قمة الفاشية والاستبداد.. بس قرار عودتها لو السيسي هو اللي أصدره يبقى بردو فاشية واستبداد".

المساهمون