لعبة لغويَّة بسيطة، تمَّت بإضافة حرف العين، غير الموجود في اللغة الإنكليزية، على اسم الفنانة العالمية، آديل، والتي تتمتع بشعبية كبيرة في العالم العربي، لتخلقَ الفنّانة الافتراضية "عديلة"، التي أطلقَت على نفسها لقب "كوكب الغرب"، تقليداً للقب السيدة، أم كلثوم، الجماهيري "كوكب الشرق"، وسرعان ما تحوَّلت هذه الشخصيَّة الافتراضيَّة، إلى نجمة من نجوم مواقع التواصل الاجتماعي.
في البداية، تناغم نشاط "عديلة" الفني مع طفوليّة الاسم، فأنتجت العديد من الفيديوهات، من خلال الدمج بين بعض الأغاني العربية لنجوى كرم وجواهر ونوال الزغبي وغيرهنّ، مع بعض الفيديو كليبات الأجنبية لأديل ونيكي مناج وريانا وغيرهن، لتستطيع من خلال تقنية المونتاج، أن تنتج فيديوهات جديدة، تتمتَّع بالطرافة وخفّة الدم، فزادت شعبيّتها بسرعة كبيرة. وبعد ذلك، بدأت الفنانة، عديلة، تلعب دور الإعلاميّة الساخرة، فبدأت بانتقاد الحالة السياسية السائدة داخل لبنان، ورشّحت نفسها للرئاسة، وانتقدت كذلك الفنانين العرب، وسخرت منهم، فتجاهل بعضهم سخريتها، وتفاعل البعض الآخر معها. وشكَّل هذا التفاعل بين الفنّانين العرب والفنّانة الافتراضيّة، موضوعاً شيقاً للجماهير.
في الشهر الثالث من هذه السنة، قامت عديلة بفضح الفنان المصري، عصام كاريكا، الذي كان قد أرسل لها رسالة من حسابه الرسمي على "فيسبوك"، مفادها أنه يرغب بالتعاون الفني مع الفنانة البريطانية، أديل، إذ كان يعتقد بأن صفحة "عديلة"، هي الصفحة الرسمية لأديل! فالتقطت عديلة صورة للرسالة، وأكدت بأنَّها لا تفبرك الأمر، وبأن هذا الهراء هو حقيقة فعلاً. ولم يستطع، كاريكا، التملُّص من السخرية، سوى باعترافه بأنَّ الرسالة بُعثَت من حسابه، ولكن ذلك حدث عندما كان مُهكَّراً، وزاد رد كاريكا من شهرة عديلة، وانتشرت القصّة على نطاق أوسع.
وأمَّا نوال الزغبي، فقد تفاعلت مع عديلة أيضاً، فبعد أن نشرت الأخيرة بمناسبة عيد ميلاد الزغبي صورة لها، أرفقتها بعبارة "سنة جميلة يا حبيبتي، كم صار عمرك الآن، 25 أم 28 سنة؟"، فردّت الزغبي عليها بعد دقائق. وعادت الزغبي بعد ذلك للتفاعل مع عديلة، عندما شاركت على صفحتها في موقع فيسبوك صورة فبركتها عديلة، تجمع الزغبي مع الفنانة هيفاء وهبي والفنانة البريطانية آديل، وتفاعلت وهبي مع الصورة بنفس الطريقة.
وبالنسبة لنجوى كرم، ففضَّلت عدم التفاعل مع عديلة لفترة طويلة، حيث كانت كرم من النجوم المتواجدين دائماً في صفحة عديلة، ولكنها خرجت عن صمتها عندما قامت عديلة بالكشف عن اللائحة التي انتخبتها كرم في انتخابات البلدية التي أجريت في لبنان مُؤخَّراً، حيث لم تعجب كرم بهذه المزحة، وردت على عديلة، بأنَّ هذا الأسلوب في المزاج لا يعبّر عن التحضر.
أمَّا المغني، حامد سنو، الذي قدم مع فرقته "مشروع ليلى" حفلة في لبنان في اليوم الخامس من الشهر الجاري، تفاعل مع عديلة أيضاً، فقام بنشر صورة فبركتها عديلة، حيث وضعت صورة الفنانة آديل بين أعضاء الفرقة، وأرفقت الصورة بعبارة ساخرة: "أحبّكم جداً، ويشرّفني أن أكون ضيفة شرفٍ في حفلتكم بمهرجان "بيبلوس" غداً، وسنغنّي أغنيتي المفضلة لـ "مشروع ليلى". فنشر، سنو، الصورة، وعلّق عليها باللغة الإنكليزية "Guys I can't I'm dying".
ولكن في بعض الأحيان، تجاوز التفاعل مع عديلة حد التعليقات المستاءة من السخرية، أو المبتهجة فيها، فاتَّسم تفاعل، نانسي عجرم، وجمهورها بالحدة، حيث أعلنت الحرب على عديلة. وقام "العجارم" (أي جمهور عجرم) بالإبلاغ عن الصفحة لإغلاقها، بعد أن سَخَرت عديلة من الطريقة التي تلتقط فيها عجرم صور "السيلفي" مع ذوي الاحتياجات الخاصة عن بعد، مما استفز عديلة، فازدادت سخريتها من عجرم، ونشرت لها الكثير من الصور، كإعلانات لحفاضات "بامبرز"، المرفقة مع صور لنانسي، وذلك تسبَّب بدوره بازدياد العداء ضد صفحة عديلة، التي باتت مُهدّدة فعليّاً بالإغلاق.
Facebook Post |