وعلى الرغم من ذلك فإن العم أبو بكر واسمه الحقيقي"مصطفى حسن مهدي"، وقد أطلق صاحب المنجرة اسمه على ابنه الذي يرعاه حالياً، فهو يتمتع بموهبة نادرة، في تشكيل المجسمات الخشبية بواسطة الآلات البدائية وبأصابعه فقط من دون استخدام آلات النجارة الحديثة، فينحت منها الشاحنات والقاطرات، وكذلك وجوه الأشخاص وحتى قبة المسجد الأقصى الذي يتمنى زيارته.
كان العم مصطفى يدين بالمسيحية، ثم أعلن إسلامه وأصبح يتوق لزيارة فلسطين والصلاة في المسجد الأقصى، وعلى ذلك فقد انتظم في المسجد بصحبة ابن "معلمه"، الشاب مصطفى، وظل يعمل في المنجرة ويصمم المجسمات النادرة التي يتهافت عليها الناس، وقد تلقى عرضاً من أحد المتاحف التركية لتصميم بعض المجسمات وبيعها له.
يعمل العم أبو بكر ليلاً ونهاراً، على كل مجسم يفكر في نحته، ولكن لا يستغرق أكبر هذه المجسمات أكثر من ثلاثة أيام من العمل المتواصل.
بلغة الإشارة يقول العم مصطفى أنه كان يعمل في صباه كنجار ذاع صيته، وقد صمم معظم الأثاث الخشبي في قصور صدام حسين، وعلم فنون الصنعة لابن معلمه الشاب مصطفى، ولكن وبعد بلوغه الخامسة والخمسين من عمره، اكتشف إصابته بالسرطان، ويخطط حالياً وفي أسرع وقت للسفر خارج العراق للعلاج، وربما يسافر إلى الهند لتلقي العلاج والاطلاع على المنحوتات الهندية، لكي ينحت مثلها بيديه.