في مخيم الجلزون، بالقرب من مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، يبدو الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات حاضراً بصورة كبيرة له، على نصب تذكاري رخامي بزيّه العسكري وكوفيته، بينما عُلقت صوره في بيوت الفلسطينيين الذين يريدون الاحتفاظ بذكرى رجل يجسد معركتهم.
وقد أطلق أهالي المخيم على الساحة الصغيرة اسم ميدان عرفات. كما وضعت صور وملصقات لشهداء المخيم عند النصب، في الميدان الذي يعتبر المركز التجاري للمخيم الواقع في قضاء رام الله ويعيش فيه نحو 13 ألف لاجئ فلسطيني، من حوالى 35 بلدة وقرية فلسطينية.
وقد رسم على أحد جدرانه سهم يشير إلى القدس التي تبعد 19 كيلومتراً.
يقول أحد سكان رام الله، أبو حافظ صافي، "أحب أبو عمار. أحب تاريخه، وصوره. أحب وطينته التاريخية".
كان عرفات يستقبل زواره الفلسطينيين، ويلتقط الصور معهم، سواء أكانوا وفوداً أم أفراداً عاديين مع أطفالهم ونسائهم في المناسبات.
وقد توفي في 11 نوفمبر / تشرين الثاني العام 2004، في مستشفى عسكري قرب باريس، بعد تدهور مفاجئ في صحته، إثر معاناة من ألم في الأمعاء من دون حُمّى بينما كان في مقره في رام الله، حيث حاصره الجيش الإسرائيلي منذ ديسمبر/ كانون الأول العام 2001. ولم تعرف أسباب وفاته حتى الآن.