كشفَت عمليَّات بحثٍ تحت الماء في البحر الأسود، مجموعة من الآثار النادرة، والتي يُعتَقدُ بأنَّها تضمُّ بقايا لـ"سفينة نوح"، أحد أكثر ألغاز كتب الديانات السماويَّة شهرةً وغموضًا، كما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانيَّة "بي بي سي"، يوم أمس الثلاثاء.
واستخدم العلماءُ مُركبتين يتمُّ التحكّم فيهما عن بعد، الأمر الذي أعطاهم دقّة ووضوحًا شديدًا في رؤية تفاصيل كلّ المُكتشفات.
ويقع مكان الاكتشاف بالضبط قبالة ساحل نيسيبار في بلغاريا، إذْ اكتشِفه عام 2016، علماء رسم خرائط المحيطات، أثناء رسمهم خرائط لقاع البحر الأسود.
وتعودُ القطع المكتشفة القابعة في قاع البحر إلى آلاف السنين، ويُرجِّح الباحثون أنها جزءٌ من أسطول بحريٍّ أكبر. ومن بينها، سفينة حربيَّة تعود إلى الحضارة اليونانيَّة، وتحديدًا إلى عام 400 قبل الميلاد.
وفي ذات السياق، أعلن فريق البحث، إيجاده بقايا سفينة، ربّما تعود إلى "سفينة نوح"، قبل حوالي 7600 سنة. آنذاك، لم يكن البحر الأسود بهذا الحجم، بل كان بحيرة مياهٍ عذبةٍ صغيرة.
وسيكتسب الاكتشاف أهميّة كبرى، إذا ما أكّدت العينات الجيولوجية المأخوذة من قاع البحر الأسود، أنَّ هذه المنطقة هي نفسها التي شهدت فيضانات هائلة أدت إلى غرق كل الحضارات القديمة قبل آلاف السنين، في إطار ما يعرف بـ "طوفان نوح".
وأشار العلماء إلى أنَّ نقص الأكسجين في مثل هذه الأعماق، له دورٌ أساسي في أن الحطام قد تم الحفاظ عليه تمامًا، إذْ إنَّ هذه الأماكن ليست صالحة للحياة أبدًا، باستثناء بعض أنواع البكتيريا. كما أن الأخشاب تتحلل فعليًا، تاركة الهياكل الكبرى، وحتى النقوش المعقدة، سليمة ومرئيَّة للعين المجرّدة.
ويعتقد بعض العلماء بأنَّ الفيضان المروع، والذي تقول الكتب السماويّة المُقدَّسة، بأنَّ الله أنزله بالبشر، كعقاب على انتشار الفساد والعنف في العالم، قد حدث في البحر الأسود قبل 7600 عام.
وذُكِرت قصّة "سفينة نوح"، أيضاً، في أسطورة الخلق البابليَّة و"ملحمة جلجامش" في بلاد ما بين النهرين.