علي الدوخي... كرامة تهان في سبيل لقمة العيش

18 مارس 2019
أشعر بالغربة هنا (العربي الجديد)
+ الخط -

علي محمد الدوخي، ستيني فلسطيني ولد لاجئاً، وعاش في سورية، قبل أن تجبره ظروف الحرب على النزوح إلى لبنان

الفلسطيني النازح إلى لبنان من سورية بسبب الحرب الدائرة فيها منذ ثماني سنوات، علي محمد الدوخي، تعود أصوله إلى طبرية في فلسطين المحتلة.

يقول الدوخي، وهو من مواليد عام 1950 في النبطية، جنوب لبنان: "لجأ أهلي إلى لبنان في عام النكبة، وبعد ولادتي بفترة، قرر والدي أن نذهب إلى سورية للعيش فيها. وهكذا كانت لنا حياة كريمة هناك". يتابع: "كبرت هناك وعملت في إدارة رسمية، إذ كنت أعدّ القهوة والشاي للموظفين، وبعدما بلغت سن التقاعد قبل سنوات كنت قد أصبت بمرض السكري، وبأوجاع في قدميّ، ولم أعد قادراً على العمل".

يضيف: "بيتنا في سورية كان ملكاً لنا، لم نكن نتكلف عناء البحث عن مصدر دخل لسداد إيجاره، لكنّنا بعدما وقعت الأزمة السورية، لم نستطع البقاء هناك، خوفاً من الحرب، فنزحنا إلى لبنان، وسكنّا في مخيم عين الحلوة (صيدا، جنوب لبنان)". عن الحياة هنا يقول: "البيت الذي استأجرته مع ابني، غرفة واحدة نعيش فيها سبعة أفراد. عندما أحلت إلى التقاعد كان ابناي يصرفان عليّ، لكن بعد موت ابني الأول تحمّل الثاني معي نفقات الأسرة، لكنّنا بمدخولنا البسيط، لا نستطيع استئجار بيت أكبر بغرفة على الأقل. ابني معلم أدوات صحية (سبّاك) ولا يستطيع العمل في لبنان إلاّ ما ندر، والحياة في المخيم صعبة جداً، والمؤسسات الاجتماعية غسلت يديها من النازحين الذين ليس باستطاعتهم العودة إلى سورية. الأونروا فقط تقدم لنا المساعدات، إذ أتقاضى مبلغ 190 ألف ليرة لبنانية (127 دولاراً أميركياً)، ويتقاضى ابني 300 ألف ليرة (200 دولار) علماً أنّ لديه أربعة أولاد، لكنّنا لا نملك إلاّ أن نرضى بما قسم لنا، وإن ثقلت الديون علينا، حتى أنّي لا أتمكن من الحصول على الدواء أحياناً".

يقول الدوخي: "ولدت لاجئاً، لكنّي لم أعرف مرارة اللجوء إلا عندما تركنا سورية نحو لبنان، فخروجنا من بيتنا أشعرنا بالإذلال. لم يكن ينقصنا شيء مما نحتاج، فالبيت لنا، والعمل متوفر، والحياة سهلة. كلّ شيء تغير في عين الحلوة". ويختم: "أشعر بالغربة هنا. أتمنى أن تنتهي الحرب، وأعود إلى سورية لأعيش ما بقي لي من حياتي بكرامة. هنا كرامات الناس تهان، مقابل البحث عن رغيف يسدّ جوعهم".




في حالة الدوخي وحالة نازحين فلسطينيين آخرين من سورية، المأساة كبيرة جداً، والسؤال الذي يطرحه حول الدور الغائب للفصائل الفلسطينية، والمؤسسات الاجتماعية، والمنظمات الدولية، في إغاثة المحتاجين منهم، يكبر يوماً بعد يوم.