ويجري على نطاق واسع تداول معلومات بأن مملوك يرقد في مستشفى الشامي في دمشق، حيث يتلقى العلاج من مرض سرطان الدم، الذي أصيب به أخيراً، فيما تقول مصادر أخرى، إن مملوك وُضع من قِبل سلطات النظام السوري تحت الإقامة الجبرية، بعد رصد مكالمة بينه وبين الاستخبارات التركية، قبيل وفاة غزالي. وتقول المعلومات المتداولة إن مملوك عرض على الاستخبارات التركية صفقة يخرج بموجبها من سورية.
ووسط هذا اللغط حول مصير مملوك، الذي كانت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" قد قالت قبل أيام إنه بصحة جيدة، وموجود على رأس عمله، يجري استحضار مصير شخصيات أمنية بارزة واجهت الموت في ظروف غامضة، والقاسم المشترك بينها أنها قد تكون على صلة بملف اغتيال الحريري، بدءاً من وزير الداخلية الأسبق، غازي كنعان، الذي قيل إنه انتحر في مكتبه بدمشق، رئيس الاستخبارات العسكرية في دير الزور، اللواء جامع جامع، والذي كان مساعداً لرستم غزالي في لبنان، وصولاً إلى غزالي نفسه، الذي توفي قبل عشرة أيام، بعد شجار مع رئيس الأمن العسكري، رفيق شحادة، انتهى بعزلهما معاً، يضاف إليهم اللواء، آصف شوكت، الذي قُتل في تفجير خلية الأزمة عام 2012، وهو أيضاً أحد الأشخاص الذين تشك سلطات التحقيق في تورطهم باغتيال الحريري، أو أن تكون لديه معلومات على الأقل بشأن العملية.
وكانت مصادر إعلامية قد ذكرت أن غزالي كان على وشك الإعلان عن بعض ما يعرفه بشأن قضية اغتيال الحريري، وهو ما عجّل بأمر تصفيته في مستشفى الشامي (الذي يرقد فيه مملوك حالياً).
اقرأ أيضاً: رستم غزالي... نهاية رجل المهمات الرخيصة
وفضلاً عن عملية اغتيال الحريري، من المعتقد أن لهذه الشخصيات صلة أيضاً بعمليات اغتيال أخرى تشمل مجموعة كبيرة من السياسيين اللبنانيين المناوئين للنظام السوري، خصوصاً بعد اعتراف النائب والوزير اللبناني السابق، ميشال سماحة، عن تزويده من مملوك بقنابل لتفجيرها في جوامع شمال لبنان، بهدف إحداث فتنة طائفية.
يذكر أن القضاء العسكري في لبنان طلب الإعدام لسماحة ومملوك بتهمة التخطيط لأعمال إرهابية، غداة اعتقال سماحة مطلع عام 2013.
وكان الإعلامي الإيراني، أمير موسوي، المقرّب من نظام طهران، قد قال على صفحته في "فيسبوك" إن "وعكة صحية ألمت بمملوك كانت نتيجة الإسراف في تناول عشاء دسم أدى لارتفاع الكولسترول، وصحته في تعافٍ مستمر".
ومملوك من مواليد دمشق عام 1946، وكان يشغل منصب رئيس فرع أمن الدولة، قبل ترؤسه مكتب الأمن القومي، خلفاً لهشام بختيار، الذي قُتل في تفجير خلية الأزمة، ويُعدّ من أبرز القادة الأمنيين السوريين، وقد فرض عليه كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عقوبات اقتصادية بتهم قمع التظاهرات أثناء الثورة السورية.
وترددت أنباء أيضاً عن أن الرئيس السوري، بشار الأسد، قد عيّن بالفعل خلفاً لمملوك وهو العميد، توفيق حيدر، رئيساً لمكتب الأمن القومي. وحيدر من مواليد قرية البودي في ريف جبلة، وينتمي إلى عشيرة الحدادين العلوية، وهي العشيرة نفسها التي ينتمي إليها محمد مخلوف، خال بشار الأسد.
وحيدر مؤسس ومدير الفرع الخاص، وهو فرع من الاستخبارات مقره مبنى رئاسة الحكومة، ويُعتبر أحد أذرع جهاز الاستخبارات الجوية، وله دور خفي في عملية تثبيت أقدام النظام السوري. وكان في لبنان برتبة عقيد، ويُعرف كمسؤول عن مفرزة شتورا ويتصف بشدة البطش.
اقرأ أيضاً: لبنان: ميشال سماحة يعترف.. ويحاول التملّص من التهمة