أفرجت نيابة أمن الدولة الأردنية، بعد ظهر اليوم، عن الزميل عماد حجاج، رئيس قسم الكاريكاتير في "العربي الجديد" الذي أوقف إثر نشره كاريكاتيراً ينتقد التطبيع الإماراتي الإسرائيلي.
وقال حجاج لـ "العربي الجديد" إن لائحة الاتهامات لم تقتصر على الكاريكاتير الأخير، بل تكرر بند تعكير صفو العلاقات مع دولة شقيقة، ثلاث مرات، فإضافة إلى الكاريكاتير المتعلق بالإمارات، هناك اثنان آخران، واحد عن اتهامات ولي عهد السعودية باختراق هاتف جيف بيزوس، الرئيس التنفيذي لشركة أمازون، والثاني عن الإعلام السعودي الموجّه.
خمسة أيام قضاها حجاج في السجن، كان معزولاً فيها عن العالم وعن الملابسات التي تزداد غموضاً بشأن قضيته، ما جعله وزوجته التي زارته صباح اليوم يفكران في الأسوأ، مع احتمال تمديد السجن، ومضي أحكام أمن الدولة إلى نهايتها، في ظل ثلاث تهم تعني السجن عدة سنوات.
عقب الظهيرة، كانت المفاجأة. يقول "كنت مكتئباً وأنا في عزلتي، إلى أن فتحت طاقة الفرج، وإذا بأحد عساكر السجن جاء يصيح فرحاً من أول الممر حتى مهجع السجناء: أبو محجوب إفراج".
"أبو محجوب" أيقونة حجاج التي يعرفها الأردنيون، ويتمثلون مواقفه البسيطة بشماغه، وسحنته الطولية المتغضنة وذقنه المنجلية، وسخريته اللاذعة.
ورغم أن السجن قاس، إلا أن حجاج يثمن المحبة التي أحيط بها بوصفه "أبو محجوب" الذي حفظوه عن ظهر قلب، سواء من رجال الأمن، الذين يقول إنهم أحسنوا معاملته، أو من السجناء الذين شاركهم المهجع.
وأبدى حجاج ارتياحه لتحويل القضية إلى القضاء المدني، قائلاً إنها "بادرة طيبة"، وإن القضاء الأردني "عادل بما يكفي" لتقدير أنه لا يبث الكراهية بين الدول والشعوب، وإنما ما يفعله يصدر عن فنان كاريكاتير، له رأيه السياسي.
ووفقاً له "منذ عقدين وأنا أرسم ضد التطبيع، ولا يجوز أن أتهم بالعبث بأمن الدولة، بينما الحقيقة أن الشارع الذي أعرفه يرفض التطبيع مع الاحتلال، فوجدت نفسي تلقائياً بين صفوفهم".
رسام الكاريكاتير #عماد_حجاج يصرّح للتلفزيون العربي عن موقفه بعد إطلاق السلطات الأردنية سراحه👇@EmadHajjaj pic.twitter.com/0qCaQI1rXI
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 30, 2020
أول من التقى حجاج من العالم الخارجي كان نقيب الصحافيين الأردنيين راكان السعايدة، الذي كان في انتظاره بمكتب مدير السجن. وفي الخارج كان ثمة نشطاء وأصدقاء، ولدى وصوله إلى البيت تجمعت الفضائيات ووسائل الإعلام لمتابعة الحدث.
وشكر حجاج كل من آزروه في محنته، معتبراً العاصفة الإلكترونية والوسوم التي طالبت بحريته عاملاً حاسماً في الإفراج عنه.
أخيراً استشهد حجاج بقصيدة محمود درويش "لا تعتذر عما فعلت"، قائلاً "هذا هو قدري الذي عرفته وخبرته مع كل ما وقع لي في تجارب سابقة وجدت نفسي فيها في الشارع، مفصولاً من عملي. إنني رسام ولست مجرماً".