08 مارس 2019
عن ثورة 25 يناير
محمد لطفي (مصر)
سيظل تاريخ 25 يناير/ كانون الثاني 2011 أيقونة للشعب المصري، وواحدا من أيام العز والفخار والمجد والكرامة. سيظل هذا اليوم وما تلاه من أحداث لمدة 18 يوم، هي الأعظم والأجمل في تاريخ مصر الحديث، على الرغم من أنف المتآمرين والمشككين ومزوري التاريخ.
لم يكن ما حدث مؤامرة خارجية، ولا استهدافا داخليا أو تمرد مراهقين وانفلات بلطجية، وذلك كما يحاول بعضهم الادعاء والتبرير والتشكيك، بل كان ثورةً سلميةً حقيقية، قام بها الشعب الأعزل وتوحدت فيها كل طوائفه وفئاته، ثورة صادقة محمّلة بالأماني الجميلة والأحلام العظيمة لإطاحة نظام فاسد استمر30 عاما، وكان لها ما أرادت.
كانت ثورة أعجب بها وتعجب منها العالم بأسره، وقال فيها "كالعادة يصنع المصريون التاريخ"، و"ما زال المصريون يعلموننا الدرس تلو الآخر" و"علينا أن ننحني للشعب المصري العظيم"... هكذا كان تقدير العالم كله لهذا اليوم الخالد في تاريخنا الحديث، فلم يحدث أن اعتصم شعب في الشوارع والميادين اعتصاما سلمياً 18 يوما من دون حالة شغب واحدة (من جانبه) إلى أن اضطر النظام للتنحي والتخلي عن الحكم.
كي لا ننسى، سقط الشهداء بالمئات، لكنهم جميعا سقطوا برصاص النظام وأجهزته الأمنية وطرفه الثالث (مخابرات الجيش)، سقط الشهداء في شارع محمد محمود، وظهر ضابط النظام فخورا بإصابة مواطن في عينه، سقط شهداء حي ماسبيرو بتدبير الطرف الثالث، سقط الشهداء وأصيب كثيرون، استشهدوا جميعا إيمانا بحق الشعب في بلده والحرية والعدالة الاجتماعية، صعدت أرواحهم دفاعا عن حرية التعبير والديمقراطية والمطالبة بحياة كريمة.
نجحت الثورة في إجبار النظام على التخلي عن الحكم، ولم يتخلّ طواعية أو حباً في مصر، أو حقناً لدماء المصريين كما يدعي بعض مزوري التاريخ الآن.
كان 25 يناير 2011 زلزالا أذهب عقل النظام، وحاول طوال 18 يوم البقاء وخداع الثوار، ولكنه لم يستطع، وعندما أيقن بفشله ويأس من الاستمرار أعلن التخلي والرحيل.
وعلى الرغم مما أثبتته الأيام بعد ذلك من فكر خبيث، وتدبير لئيم قام به النظام مع قادة الجيش، للتضحية بالفرد، والإبقاء على النظام بأساليبه العفنه نفسها وبحكمه الفاسد... على الرغم من ذلك، إلا أن تنحي الرئيس آنذاك، وتخليه عن الحكم، هو أكبر نجاح لثورة شعبية سلمية.
بعد التخلي عن الحكم، بدأت المؤامرة ولم يكن الشعب، للأسف، مدركا لما يحاك ضده، ويدبر له من قادة الجيش وفلول النظام السابق، فخرج الشعب كله فرحا بالديمقراطية، وحقه في اختيار رئيسه، والأمل في الحياة الكريمة، واختار فعلا رئيسه، لأول مرة بحرية كاملة، ولكن لم يكن لقادة الجيش أن يسمحوا لهذا الاختيار بالاستمرار، فتم تهيئة المناخ بالأذرع الإعلامية وفلول النظام والمليارات الخارجية، للانقضاض على ثورة الشعب، ووأد حلمه. وللأسف أيضا، نجحت الثورة المضادة في إطاحة باختيار الشعب، وكان أسوأ ما نجحت فيه تقسيم الشعب إلى فريقين، وتغنّى إعلامها "إنتو شعب وإحنا شعب!"، وعاد النظام السابق في صورة أكثر بطشا وأشد ظلما وأكبر فسادا مما كان.
نعم، نجحت الثورة المضادة، وجاء النظام الأكثر فسادا وظلما، ولكن السؤال: هل يمكن له أن يستمر؟ أم أن توابع زلزال 25 يناير 2011 قادرة على أن تطيح بنيانه، وتهزم جبروته وسلطانه، وتنهي فساده؟
كانت ثورة أعجب بها وتعجب منها العالم بأسره، وقال فيها "كالعادة يصنع المصريون التاريخ"، و"ما زال المصريون يعلموننا الدرس تلو الآخر" و"علينا أن ننحني للشعب المصري العظيم"... هكذا كان تقدير العالم كله لهذا اليوم الخالد في تاريخنا الحديث، فلم يحدث أن اعتصم شعب في الشوارع والميادين اعتصاما سلمياً 18 يوما من دون حالة شغب واحدة (من جانبه) إلى أن اضطر النظام للتنحي والتخلي عن الحكم.
كي لا ننسى، سقط الشهداء بالمئات، لكنهم جميعا سقطوا برصاص النظام وأجهزته الأمنية وطرفه الثالث (مخابرات الجيش)، سقط الشهداء في شارع محمد محمود، وظهر ضابط النظام فخورا بإصابة مواطن في عينه، سقط شهداء حي ماسبيرو بتدبير الطرف الثالث، سقط الشهداء وأصيب كثيرون، استشهدوا جميعا إيمانا بحق الشعب في بلده والحرية والعدالة الاجتماعية، صعدت أرواحهم دفاعا عن حرية التعبير والديمقراطية والمطالبة بحياة كريمة.
نجحت الثورة في إجبار النظام على التخلي عن الحكم، ولم يتخلّ طواعية أو حباً في مصر، أو حقناً لدماء المصريين كما يدعي بعض مزوري التاريخ الآن.
كان 25 يناير 2011 زلزالا أذهب عقل النظام، وحاول طوال 18 يوم البقاء وخداع الثوار، ولكنه لم يستطع، وعندما أيقن بفشله ويأس من الاستمرار أعلن التخلي والرحيل.
وعلى الرغم مما أثبتته الأيام بعد ذلك من فكر خبيث، وتدبير لئيم قام به النظام مع قادة الجيش، للتضحية بالفرد، والإبقاء على النظام بأساليبه العفنه نفسها وبحكمه الفاسد... على الرغم من ذلك، إلا أن تنحي الرئيس آنذاك، وتخليه عن الحكم، هو أكبر نجاح لثورة شعبية سلمية.
بعد التخلي عن الحكم، بدأت المؤامرة ولم يكن الشعب، للأسف، مدركا لما يحاك ضده، ويدبر له من قادة الجيش وفلول النظام السابق، فخرج الشعب كله فرحا بالديمقراطية، وحقه في اختيار رئيسه، والأمل في الحياة الكريمة، واختار فعلا رئيسه، لأول مرة بحرية كاملة، ولكن لم يكن لقادة الجيش أن يسمحوا لهذا الاختيار بالاستمرار، فتم تهيئة المناخ بالأذرع الإعلامية وفلول النظام والمليارات الخارجية، للانقضاض على ثورة الشعب، ووأد حلمه. وللأسف أيضا، نجحت الثورة المضادة في إطاحة باختيار الشعب، وكان أسوأ ما نجحت فيه تقسيم الشعب إلى فريقين، وتغنّى إعلامها "إنتو شعب وإحنا شعب!"، وعاد النظام السابق في صورة أكثر بطشا وأشد ظلما وأكبر فسادا مما كان.
نعم، نجحت الثورة المضادة، وجاء النظام الأكثر فسادا وظلما، ولكن السؤال: هل يمكن له أن يستمر؟ أم أن توابع زلزال 25 يناير 2011 قادرة على أن تطيح بنيانه، وتهزم جبروته وسلطانه، وتنهي فساده؟
مقالات أخرى
19 أكتوبر 2018
15 مايو 2018
28 ابريل 2018