27 سبتمبر 2018
عن داعش وتقرير "ديرشبيغل"
ربما تكون المعلومات عن مخططات داعش، كما نشرتها مجلة دير شبيغل، مفيدة لمعرفة آليات عمل التنظيم. لكن المعلومات حول تأسيس التنظيم ومَنْ أسسه خاطئة، ومقطوعة عن سياق سابق. لهذا، يظهر من التقرير أن التنظيم تشكل في سورية سنة 2012، وامتد إلى العراق، وهي فكرة عممها الإعلام في السنتين السابقتين، والأخطر ربط تأسيس داعش بضباط من النظام العراقي السابق، وربط وحشيته بهم.
أولاً، "الدولة الإسلامية في العراق والشام – داعش" امتداد لتنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين الذي أسسه أبو مصعب الزرقاوي فرعاً لتنظيم القاعدة في العراق، والذي تحوّل، بعد مقتله، إلى تنظيم دولة العراق الإسلامية، وظل يحمل هذا الاسم إلى إبريل/نيسان سنة 2013 حيث أعلن ضم جبهة النصرة وتشكيل داعش، رفضت الأخيرة هذا الضم، وظل جزء منها مستمراً في نشاطه. بالتالي، التنظيم "عراقي" (أي ينشط في العراق) بالأساس، وتمدد إلى سورية بعد سنتين من الثورة. وهذا الأمر مهم في فهم الدور الذي لعبه التنظيم، وإظهار أنه "غير سوري" أصلاً.
ثانياً، نُشرت المعلومات عن حجي بكر قبل سنوات، وربما كانت الرواية التي وردت سابقاً أكثر دقة وأهمية، فهو ضابط مخابرات في "نظام صدام"، وربط اسمه بتعيين أبو بكر البغدادي أميراً لتنظيم دولة العراق، بعد مقتل أبو عمر البغدادي سنة 2010. وقد ارتبطت هذه المرحلة بتحوّل دور تنظيم دولة العراق إلى الخضوع لسياسة نوري المالكي، وبالأساس لإيران، طبعاً وفق الدور الذي ظهر منذ نشوء الحراك الشعبي في كل العراق، بعد بدء الثورات العربية، ومن ثم تمركزه في المنطقة الغربية من العراق، حيث لعب دور إرباك الحراك وتشويهه، خصوصاً بعد الاعتصام الطويل ضد السلطة العراقية. وأوضحت تصريحات لمسؤولين من حكومة نوري المالكي حينها (ومن حزبه) أن المالكي هو من أطلق سراح عناصر داعش من سجن أبو غريب، وأرسلها إلى سورية. في تلك الفترة، تمركز نشاط داعش في سورية أكثر، بعد فض المالكي الاعتصام بالقوة. بمعنى أن مقتل أبو عمر البغدادي وتعيين أبو بكر البغدادي من حجي بكر يعني أن الأخير أحدث تحولاً في "ارتباط" تنظيم دولة العراق من أميركا التي كانت تنسحب من العراق إلى إيران، فيمكن التكهن بأن بكر ربما كان عنصراً في المخابرات العراقية، وربما تحوّل من زمن سابق للعمل لمصلحة إيران، وقد أُشير إلى أنه التقى أبو بكر البغدادي في سجن أميركي.
ثالثاً، تهدف الإشارة إلى وجود ضباط من الجيش العراقي (يقول بعضهم من المخابرات) إلى التغطية على "شيء"، حيث يربط حجي بكر بالنظام العراقي الذي أسقطه الاحتلال الأميركي، وليس بإيران، خصوصاً أن تقرير "دير شبيغل" يشير وكأن من يقود داعش ضباط من نظام صدام. والآن، يجري ربط الوحشية بذلك النظام. لا أدافع عن النظام العراقي السابق، ولا تبرير عنفه تجاه المعارضين، لكن، في الأمر مبالغة مقصودة لا بد من عدم الانجرار إلى تصديقها ببساطة، نتيجة العداء الشديد للنظامين البعثيين في العراق وسورية، فالأمر أخطر من أن تمرر هذه الأفكار ببساطة. فالوحشية التي تمارسها داعش من نتاج "هوليودي" تحديداً، ولها غرض سياسي. وأخيراً، صرّح رئيس وزراء العراق، حيدر العبادي، أن معظم داعش في بلاده من الأجانب (وكذلك في سورية)، ويمكن أن يُضاف، هنا، أن ذلك كان واضحاً في القيادات والكادرات الأساسية.
رابعاً، يمكن القول إن قتل حجي بكر ارتبط بإعادة تحويل دور داعش، بعد أن قررت أميركا استراتيجية التدخل في العراق وسورية "ضدها". فقد عادت إلى مالكها، فبعد أن "أنجزت المهمة" المحلية، باتت مدخل إنجاز مهمة أميركية، مع ملاحظة أن أميركا لم تكن تعارض دور تنظيم دولة العراق، ثم داعش، ضد الحراك الشعبي، في العراق وسورية.
أولاً، "الدولة الإسلامية في العراق والشام – داعش" امتداد لتنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين الذي أسسه أبو مصعب الزرقاوي فرعاً لتنظيم القاعدة في العراق، والذي تحوّل، بعد مقتله، إلى تنظيم دولة العراق الإسلامية، وظل يحمل هذا الاسم إلى إبريل/نيسان سنة 2013 حيث أعلن ضم جبهة النصرة وتشكيل داعش، رفضت الأخيرة هذا الضم، وظل جزء منها مستمراً في نشاطه. بالتالي، التنظيم "عراقي" (أي ينشط في العراق) بالأساس، وتمدد إلى سورية بعد سنتين من الثورة. وهذا الأمر مهم في فهم الدور الذي لعبه التنظيم، وإظهار أنه "غير سوري" أصلاً.
ثانياً، نُشرت المعلومات عن حجي بكر قبل سنوات، وربما كانت الرواية التي وردت سابقاً أكثر دقة وأهمية، فهو ضابط مخابرات في "نظام صدام"، وربط اسمه بتعيين أبو بكر البغدادي أميراً لتنظيم دولة العراق، بعد مقتل أبو عمر البغدادي سنة 2010. وقد ارتبطت هذه المرحلة بتحوّل دور تنظيم دولة العراق إلى الخضوع لسياسة نوري المالكي، وبالأساس لإيران، طبعاً وفق الدور الذي ظهر منذ نشوء الحراك الشعبي في كل العراق، بعد بدء الثورات العربية، ومن ثم تمركزه في المنطقة الغربية من العراق، حيث لعب دور إرباك الحراك وتشويهه، خصوصاً بعد الاعتصام الطويل ضد السلطة العراقية. وأوضحت تصريحات لمسؤولين من حكومة نوري المالكي حينها (ومن حزبه) أن المالكي هو من أطلق سراح عناصر داعش من سجن أبو غريب، وأرسلها إلى سورية. في تلك الفترة، تمركز نشاط داعش في سورية أكثر، بعد فض المالكي الاعتصام بالقوة. بمعنى أن مقتل أبو عمر البغدادي وتعيين أبو بكر البغدادي من حجي بكر يعني أن الأخير أحدث تحولاً في "ارتباط" تنظيم دولة العراق من أميركا التي كانت تنسحب من العراق إلى إيران، فيمكن التكهن بأن بكر ربما كان عنصراً في المخابرات العراقية، وربما تحوّل من زمن سابق للعمل لمصلحة إيران، وقد أُشير إلى أنه التقى أبو بكر البغدادي في سجن أميركي.
ثالثاً، تهدف الإشارة إلى وجود ضباط من الجيش العراقي (يقول بعضهم من المخابرات) إلى التغطية على "شيء"، حيث يربط حجي بكر بالنظام العراقي الذي أسقطه الاحتلال الأميركي، وليس بإيران، خصوصاً أن تقرير "دير شبيغل" يشير وكأن من يقود داعش ضباط من نظام صدام. والآن، يجري ربط الوحشية بذلك النظام. لا أدافع عن النظام العراقي السابق، ولا تبرير عنفه تجاه المعارضين، لكن، في الأمر مبالغة مقصودة لا بد من عدم الانجرار إلى تصديقها ببساطة، نتيجة العداء الشديد للنظامين البعثيين في العراق وسورية، فالأمر أخطر من أن تمرر هذه الأفكار ببساطة. فالوحشية التي تمارسها داعش من نتاج "هوليودي" تحديداً، ولها غرض سياسي. وأخيراً، صرّح رئيس وزراء العراق، حيدر العبادي، أن معظم داعش في بلاده من الأجانب (وكذلك في سورية)، ويمكن أن يُضاف، هنا، أن ذلك كان واضحاً في القيادات والكادرات الأساسية.
رابعاً، يمكن القول إن قتل حجي بكر ارتبط بإعادة تحويل دور داعش، بعد أن قررت أميركا استراتيجية التدخل في العراق وسورية "ضدها". فقد عادت إلى مالكها، فبعد أن "أنجزت المهمة" المحلية، باتت مدخل إنجاز مهمة أميركية، مع ملاحظة أن أميركا لم تكن تعارض دور تنظيم دولة العراق، ثم داعش، ضد الحراك الشعبي، في العراق وسورية.