26 مارس 2019
عن مزرعة الحيوانات
عبد الفتاح عزاوي (المغرب)
تمكن جورج أورويل صاحب الكتاب الشهير ''مزرعة الحيوانات'' من تسليط الضوء على الاستبداد بجميع أشكاله، حيث أبرز أن الثورة يمكنها أن تتحول إلى سيف ذي حدين في مواجهة من فجروها، وتصبح، بالتالي، عبئا ووبالا عليهم إن هم حرفوا مسارها، وخانوا مبادئها.
يحكي أورويل' عن مزرعة كانت توجد في إنجلترا، ترجع ملكيتها إلى السيد جونز المعروف بمعاملته القاسية للحيوانات الموجودة داخلها، والذي شكل رمزا للخيانة والطمع والقهر بالنسبة إليها. وكان بها خنزيرا عجوزا يسمى ميجور، عرف بحكمته وذكائه، وكان صوته مسموعاً ومحترما من جميع الحيوانات. ذات ليلة قرر ميجور أن يحكي لهم حلما رآه في منامه، مضمونه أن أصل البلاء هو السيد جونز المستبد الذي يستغلهم ليل نهار، فكيف لا وهو الذي يستهلك من دون أن ينتج؟ لذا أوحى لهم بحتمية التمرد والثورة ضد استبداده، إن هم أرادوا العيش بكرامة وحرية.
وبعد موت ميجور بأيام، لبت جميع الحيوانات نداء الثورة الذي تزعمه الخنزيران سنوبول ونابليون ضد السيد جونز، وأطاحوا به، وتم تغيير اسم المزرعة من طرف الثائرين ليصبح ''مزرعة الحيوانات''، وتم التعاهد على الاستمرار في نهج الخيار الثوري والتمسك بوصايا الثورة .
بعد ذلك، تمكنت الثورة من تحقيق بعض أهدافها تدريجيا. لكن، مع مرور الأيام، بدأت الخنازير تظهر بعض السلوكات المشينة تجاه باقي الحيوانات، ما أدى إلى تأجيج نار الفرقة والخلاف داخل المزرعة ، كما احتدم صراع شرس بين الخنزيرين سنوبول ونابليون حول الطاحونة، ما دفع بنابليون إلى إطلاق كلابه الشرسة على سنوبول الذي فر بجلده، ونجا بأعجوبة من موت محقق. لتبدأ بعد ذلك مرحلة الحكم الفردي لنابليون.
أضحى نابليون الآمر والناهي في المزرعة، فبعد احتلاله مسكن السيد جونز، استولى على جميع ممتلكاته، وأصبح يستعمل ثيابه وأدواته، بل أصبح يقلده حتى في مشيته، كما حرفت باقي الخنازير وصايا الثورة، وانغمست في حياة الترف والبذخ حد التخمة، بينما بقيت الحيوانات الأخرى تعاني من ويلات القهر والجوع والظلم.
ولإحكام قبضته التسلطية، استعان نابليون بآلة إعلامية شرسة أوكل إدارتها للخنزير '' سكويلر'' الذي أصبح يطبل ويزمر لإنجازاته صباح مساء، ويكيل الاتهامات وكل ما هو سيء إلى الخائن سنوبول. لتزداد حالة المزرعة سوءا على سوء، وتصبح الثورة كابوسا في أعين من عاشوها، وساهموا فيها بالغالي والنفيس لنجاحها، وتتحول الأحلام الوردية إلى آلام.
لقد فشلت الحيوانات الثورية في ثورتها عندما بدأ الصراع يحتدم فيما بينها، واستحواذ بعضها على الحكم وتفردها بالامتيازات، وتخليها عن مبادئها الثورية
يحكي أورويل' عن مزرعة كانت توجد في إنجلترا، ترجع ملكيتها إلى السيد جونز المعروف بمعاملته القاسية للحيوانات الموجودة داخلها، والذي شكل رمزا للخيانة والطمع والقهر بالنسبة إليها. وكان بها خنزيرا عجوزا يسمى ميجور، عرف بحكمته وذكائه، وكان صوته مسموعاً ومحترما من جميع الحيوانات. ذات ليلة قرر ميجور أن يحكي لهم حلما رآه في منامه، مضمونه أن أصل البلاء هو السيد جونز المستبد الذي يستغلهم ليل نهار، فكيف لا وهو الذي يستهلك من دون أن ينتج؟ لذا أوحى لهم بحتمية التمرد والثورة ضد استبداده، إن هم أرادوا العيش بكرامة وحرية.
وبعد موت ميجور بأيام، لبت جميع الحيوانات نداء الثورة الذي تزعمه الخنزيران سنوبول ونابليون ضد السيد جونز، وأطاحوا به، وتم تغيير اسم المزرعة من طرف الثائرين ليصبح ''مزرعة الحيوانات''، وتم التعاهد على الاستمرار في نهج الخيار الثوري والتمسك بوصايا الثورة .
بعد ذلك، تمكنت الثورة من تحقيق بعض أهدافها تدريجيا. لكن، مع مرور الأيام، بدأت الخنازير تظهر بعض السلوكات المشينة تجاه باقي الحيوانات، ما أدى إلى تأجيج نار الفرقة والخلاف داخل المزرعة ، كما احتدم صراع شرس بين الخنزيرين سنوبول ونابليون حول الطاحونة، ما دفع بنابليون إلى إطلاق كلابه الشرسة على سنوبول الذي فر بجلده، ونجا بأعجوبة من موت محقق. لتبدأ بعد ذلك مرحلة الحكم الفردي لنابليون.
أضحى نابليون الآمر والناهي في المزرعة، فبعد احتلاله مسكن السيد جونز، استولى على جميع ممتلكاته، وأصبح يستعمل ثيابه وأدواته، بل أصبح يقلده حتى في مشيته، كما حرفت باقي الخنازير وصايا الثورة، وانغمست في حياة الترف والبذخ حد التخمة، بينما بقيت الحيوانات الأخرى تعاني من ويلات القهر والجوع والظلم.
ولإحكام قبضته التسلطية، استعان نابليون بآلة إعلامية شرسة أوكل إدارتها للخنزير '' سكويلر'' الذي أصبح يطبل ويزمر لإنجازاته صباح مساء، ويكيل الاتهامات وكل ما هو سيء إلى الخائن سنوبول. لتزداد حالة المزرعة سوءا على سوء، وتصبح الثورة كابوسا في أعين من عاشوها، وساهموا فيها بالغالي والنفيس لنجاحها، وتتحول الأحلام الوردية إلى آلام.
لقد فشلت الحيوانات الثورية في ثورتها عندما بدأ الصراع يحتدم فيما بينها، واستحواذ بعضها على الحكم وتفردها بالامتيازات، وتخليها عن مبادئها الثورية
مقالات أخرى
04 ديسمبر 2017
20 نوفمبر 2017
18 يونيو 2017