التزم المصلّون في بلدة علار بالتباعد الجسدي، بحسب العلامات التي تم وضعها لأماكن الصلاة، وتمّ الالتزام بعدم التسليم باليد والتقبيل بعد الصلاة، أمّا التزام كلّ مصلٍ بإحضار سجادة صلاته الخاصة فبدا أقل وضوحاً، بينما غابت الكمّامات كلياً عن المشهد.
يقول شديد لـ"العربي الجديد": "وضعنا اللاصقات داخل المسجد حتى يبقى الناس بعيدين عن بعضهم، وهذا أفضل، إذ إنهم لا يلتزمون بجميع التعليمات، إلا إذا رأوا شيئاً يذكّرهم بها من حولهم. ورأينا أنه من الأفضل وضع اللاصقات حتى يلتزموا، وساعدناهم أيضاً على ذلك، من خلال التوجيه في الخطبة. وقبل الصلوات حققنا التباعد الجسدي، والتوقف عن التقبيل والسلام باليد".
يؤكّد شديد أهمية دور أئمة المساجد، والإمام هو الذي يمكن أن يوجّه المصلّين التوجيه الصحيح كما قال، مرجحاً أن يلتف المصلّون حول من يرفع راية الخير والصواب. وأشار إلى أنّ الالتزام بالتعليمات والأخذ بالأسباب من صلب الدين، وهو ما كرّره شديد في خطبته.
أبدى المصلون ارتياحهم لأدائهم أول صلاة جمعة بعد إغلاق دور العبادة، الذي امتدّ منذ إعلان حالة الطوارئ للحدّ من انتشار الفيروس في 5 مارس/ آذار وحتى 25 من الشهر الحالي.
يقول مجاهد برهان شديد لـ"العربي الجديد": "عودة المساجد أمر جميل، ونتوقع من الناس أن يلتزموا بالإجراءات الصحية. رأينا اليوم التزامهم بالوقوف في المواقع المشارة إليهم، وعدم السلام بالأيدي، وبعضهم التزم بإحضار سجادة صلاته، لكن معظمهم لم يلتزموا بهذا الأمر. هذه الجمعة الأولى بعد الجائحة، ولكن أعتقد أن الأيام المقبلة ستحمل التزاماً أكبر وتحملاً للمسؤولية من الجميع".
ويعوّل شديد على الالتزام بالإجراءات والإرشادات في المحافظة على الوضع الصحي، وتراجع أعداد الإصابات بفيروس كورونا في فلسطين. وشدّد على أنّ إعلان إصابة 10 أشخاص أمس بالفيروس، في محافظة قلقيلية شمال الضفة، زادت من أهمية الالتزام بتعليمات الوقاية، إذ أعلنت وزارة الصحة عن عدد من البروتوكولات الصحية لعودة عمل قطاعات عديدة، كالمقاهي والمطاعم والنوادي وقاعات الأفراح، فضلاً عن عقد امتحانات الثانوية العامة غداً السبت، وفقاً لبروتوكول صحي آخر.
من جانب آخر، منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الجمعة، المصلّين من الوصول إلى الحرم الإبراهيمي، في مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، لأداء صلاة الفجر. كذلك منعت مؤذّن الحرم الإبراهيمي من رفع الأذان، إذ أفادت وكالة الأنباء الرسمية "وفا" بأن قوات الاحتلال شدّدت من إجراءاتها على البوابات الإلكترونية والطرق المؤدية إلى الحرم الإبراهيمي، ومنعت المواطنين من الوصول إليه، ولم تسمح إلّا بدخول عدد قليل فقط منهم، وطردت المواطنين الفلسطينيين الذين احتشدوا لتأدية الصلاة في الساحات الخارجية للحرم.