رفضت الغزية غدير عمر الاستسلام لواقع قطاع غزة الاقتصادي الصعب. ولأنها لطالما أحبت صناعة الإكسسوارات، تعلّمتها وصارت أول امرأة تفتتح محلها الخاص
بحكم التقاليد، يبدو صعباً على فتاة في قطاع غزة أن تُشرف على مشروع تجاري، وتنافس من خلاله آخرين. ما زال المجتمع محافظاً، ونادراً ما يدعم فتاة في مشاريع تجارية يحتكرها الرجال. لكن في سوق جباليا الذي يكتظ بالناس منذ الصباح، تجد محلاً تجارياً يبدو مميزاً وفيه مجموعة كبيرة من الإكسسوارات. تديره المهندسة غدير منصور عمر، وهي من سكان بلدة بيت لاهيا، وقد أثبتت جدارتها في أن تكون أول شابة تنشئ محلاً تجارياً في منطقة المخيم المحافظة.
تبلغ غدير من العمر 27 عاماً، وقد درست تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في جامعة القدس المفتوحة، وتخرجت عام 2011. منذ طفولتها، كانت تحب الرسم والفنون، وأنهت المرحلة الثانوية بمعدل 85 في المائة. بعد تخرّجها من الجامعة، لاحظت أن فرص العمل قليلة جداً، عدا عن تدني الأجور. وهي لطالما اعتبرت أن البطالة مذلة للشباب الطموح.
قبل تخرّجها، وجدت عملاً في الحقل المجتمعي، ما ساعدها على الانخراط في المجتمع وإن كان عملها بعيداً عن مجال تخصصها. أيضاً، عملت كناشطة مع مؤسسات عدة تهتم بتطوير الكوادر الشبابة في المهارات الحياتية وإدارة الوقت. تقول لـ"العربي الجديد": "لم أجد مكاناً مناسباً لتوظيف ما تعلّمته في الهندسة، وكنت أبحث عن عمل لتطوير مهاراتي كفتاة". في تلك الفترة، عادت للنشاطات المجتمعية، خصوصاً أنها أحبت هذا العمل. في وقت لاحق، لجأت إلى العمل مع مؤسسات المجتمع المدني في مجال الأبحاث والدراسات وإدارة المجموعات الشبابية والتدريب وتمكين الفئات المهمشة، خصوصاً دعم المرأة.
لكن طموح غدير كان كبيراً، وقد أرادت أن يكون لها مشروعها الخاص. فكرت في صناعة الإكسسوارات. في البداية، بدأت التعلّم من خلال الانترنت، لأن ذلك لم يكن متاحاً في غزة. بعدها، صارت تفكّر أكثر في المشروع وكيفية تطبيقه في شمال القطاع، من خلال إتقان صناعتها وتسويقها.
بدأت تتواصل مع التجار لشراء ما تريده من الخارج، ثم باشرت بصناعة الإكسسوارات. وحين عرضتها على مجموعة من التجار، أعربوا عن إعجابهم بها. هكذا بدأت مشروعها من خلال عرض ما تصنعه في بعض المحال التجارية. خلال هذه الفترة، فكرت في تدريب النساء على هذه الصناعة من خلال مؤسسات المجتمع المدني. تقول إن المؤسسات المسؤولة عن تمكين المرأة كانت تدرّب على الخياطة والتطريز وما من أمور أخرى مميزة، مضيفة: "كنت أول من أدخل هذا التدريب في قطاع غزة".
هكذا، نجحت غدير في تدريب مجموعات نسائية، خصوصاً الأكثر فقراً منهن واللواتي يعانين من السرطان أو المعوّقات. وفي الوقت الحالي، تعمل على تدريب الأكبر سناً (بين 40 و60 عاماً)، بالتعاون مع مؤسسة "الرؤيا" العالمية التي تهتم بتطبيق أفكارها، فيما تحرص هي على التعاون معها.
لطالما استبعدت غدير فكرة أن تملك محلاً تجارياً. لكن حين كانت تتجوّل في الأسواق مع التجار الذين تتعامل معهم، كانت تتساءل: "هل يمكن أن أنجح في حال فتحت محلاً خاصاً بي في السوق؟". مع الوقت، بدأ يقصدها الناس وقد اشتهرت في صناعة إكسسواراتها. وفي بداية عام 2013 وبإمكانيات متواضعة، بدأت في تنفيذ حلمها. أدخلت بعض السلع الضرورية التي تحتاجها في عملها، وفتحت محلها وسط سوق مخيم جباليا، وأطلقت عليه اسم "هارموني". وصارت أوّل فتاة في القطاع تفتح محلاً تجارياً في مجال بيع الإكسسوارات والهدايا، وقد حصلت على ترخيص من وزارة الاقتصاد.
بعد مرور نحو عام، واجهت مشاكل عدة في محلّها كونها فتاة تطلق مشروعاً خاصاً في مجتمع محافظ وبجهد شخصي. مع ذلك، لم تستسلم وأرادت أن تكون نموذجاً مميّزاً في السوق الذي يحتكره الرجال. وبدأت تحصد ثمار جهدها، وبرز اسمها في السوق وصار لها زبائنها بعدما ساندها أهلها والمؤسسات التي تعاملت معها. تضيف أن الصعوبة الأكبر في مشروع كهذا هو في انتقالها من مجال تخصصها إلى صناعة الإكسسوارات والتجارة. فجأة، صارت محاسبة وإدارية ومتمكنة من البيع والشراء، عدا عن التدريب. وتلفت إلى أن هذا كان عبئاً كبيراً في البداية. لكنها نجحت في الأمر وصارت لديها خبرتها أيضاً.
دعيت غدير للمشاركة في معرض في مدينة القدس، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي رفض إعطاءها تصريحاً. في الوقت الحالي، تحاول التأقلم في ظل ظروف القطاع الاقتصادية الصعبة، وتسعى جاهدة إلى المشاركة في معارض في القطاع لأنها تطمح إلى مزيد من النجاح. كذلك، تشارك خلال الشهر الحالي في معرض في مدينة رام الله في الضفة الغربية.
اقرأ أيضاً: نور تصنع أثوابها
بحكم التقاليد، يبدو صعباً على فتاة في قطاع غزة أن تُشرف على مشروع تجاري، وتنافس من خلاله آخرين. ما زال المجتمع محافظاً، ونادراً ما يدعم فتاة في مشاريع تجارية يحتكرها الرجال. لكن في سوق جباليا الذي يكتظ بالناس منذ الصباح، تجد محلاً تجارياً يبدو مميزاً وفيه مجموعة كبيرة من الإكسسوارات. تديره المهندسة غدير منصور عمر، وهي من سكان بلدة بيت لاهيا، وقد أثبتت جدارتها في أن تكون أول شابة تنشئ محلاً تجارياً في منطقة المخيم المحافظة.
تبلغ غدير من العمر 27 عاماً، وقد درست تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في جامعة القدس المفتوحة، وتخرجت عام 2011. منذ طفولتها، كانت تحب الرسم والفنون، وأنهت المرحلة الثانوية بمعدل 85 في المائة. بعد تخرّجها من الجامعة، لاحظت أن فرص العمل قليلة جداً، عدا عن تدني الأجور. وهي لطالما اعتبرت أن البطالة مذلة للشباب الطموح.
قبل تخرّجها، وجدت عملاً في الحقل المجتمعي، ما ساعدها على الانخراط في المجتمع وإن كان عملها بعيداً عن مجال تخصصها. أيضاً، عملت كناشطة مع مؤسسات عدة تهتم بتطوير الكوادر الشبابة في المهارات الحياتية وإدارة الوقت. تقول لـ"العربي الجديد": "لم أجد مكاناً مناسباً لتوظيف ما تعلّمته في الهندسة، وكنت أبحث عن عمل لتطوير مهاراتي كفتاة". في تلك الفترة، عادت للنشاطات المجتمعية، خصوصاً أنها أحبت هذا العمل. في وقت لاحق، لجأت إلى العمل مع مؤسسات المجتمع المدني في مجال الأبحاث والدراسات وإدارة المجموعات الشبابية والتدريب وتمكين الفئات المهمشة، خصوصاً دعم المرأة.
لكن طموح غدير كان كبيراً، وقد أرادت أن يكون لها مشروعها الخاص. فكرت في صناعة الإكسسوارات. في البداية، بدأت التعلّم من خلال الانترنت، لأن ذلك لم يكن متاحاً في غزة. بعدها، صارت تفكّر أكثر في المشروع وكيفية تطبيقه في شمال القطاع، من خلال إتقان صناعتها وتسويقها.
بدأت تتواصل مع التجار لشراء ما تريده من الخارج، ثم باشرت بصناعة الإكسسوارات. وحين عرضتها على مجموعة من التجار، أعربوا عن إعجابهم بها. هكذا بدأت مشروعها من خلال عرض ما تصنعه في بعض المحال التجارية. خلال هذه الفترة، فكرت في تدريب النساء على هذه الصناعة من خلال مؤسسات المجتمع المدني. تقول إن المؤسسات المسؤولة عن تمكين المرأة كانت تدرّب على الخياطة والتطريز وما من أمور أخرى مميزة، مضيفة: "كنت أول من أدخل هذا التدريب في قطاع غزة".
هكذا، نجحت غدير في تدريب مجموعات نسائية، خصوصاً الأكثر فقراً منهن واللواتي يعانين من السرطان أو المعوّقات. وفي الوقت الحالي، تعمل على تدريب الأكبر سناً (بين 40 و60 عاماً)، بالتعاون مع مؤسسة "الرؤيا" العالمية التي تهتم بتطبيق أفكارها، فيما تحرص هي على التعاون معها.
لطالما استبعدت غدير فكرة أن تملك محلاً تجارياً. لكن حين كانت تتجوّل في الأسواق مع التجار الذين تتعامل معهم، كانت تتساءل: "هل يمكن أن أنجح في حال فتحت محلاً خاصاً بي في السوق؟". مع الوقت، بدأ يقصدها الناس وقد اشتهرت في صناعة إكسسواراتها. وفي بداية عام 2013 وبإمكانيات متواضعة، بدأت في تنفيذ حلمها. أدخلت بعض السلع الضرورية التي تحتاجها في عملها، وفتحت محلها وسط سوق مخيم جباليا، وأطلقت عليه اسم "هارموني". وصارت أوّل فتاة في القطاع تفتح محلاً تجارياً في مجال بيع الإكسسوارات والهدايا، وقد حصلت على ترخيص من وزارة الاقتصاد.
بعد مرور نحو عام، واجهت مشاكل عدة في محلّها كونها فتاة تطلق مشروعاً خاصاً في مجتمع محافظ وبجهد شخصي. مع ذلك، لم تستسلم وأرادت أن تكون نموذجاً مميّزاً في السوق الذي يحتكره الرجال. وبدأت تحصد ثمار جهدها، وبرز اسمها في السوق وصار لها زبائنها بعدما ساندها أهلها والمؤسسات التي تعاملت معها. تضيف أن الصعوبة الأكبر في مشروع كهذا هو في انتقالها من مجال تخصصها إلى صناعة الإكسسوارات والتجارة. فجأة، صارت محاسبة وإدارية ومتمكنة من البيع والشراء، عدا عن التدريب. وتلفت إلى أن هذا كان عبئاً كبيراً في البداية. لكنها نجحت في الأمر وصارت لديها خبرتها أيضاً.
دعيت غدير للمشاركة في معرض في مدينة القدس، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي رفض إعطاءها تصريحاً. في الوقت الحالي، تحاول التأقلم في ظل ظروف القطاع الاقتصادية الصعبة، وتسعى جاهدة إلى المشاركة في معارض في القطاع لأنها تطمح إلى مزيد من النجاح. كذلك، تشارك خلال الشهر الحالي في معرض في مدينة رام الله في الضفة الغربية.
اقرأ أيضاً: نور تصنع أثوابها