23 مارس 2019
غزة تحترق بالشموع
نجوى اقطيفان (فلسطين)
شمعة تضيء ظلمتنا، هي قادرة أيضاً على الإضرار بنا.
كنا سابقا نستخدم الشمعة في احتفالات أعياد ميلاد أطفالنا، ونضع ما يدل على أعمارهم، وبشهيق وزفير يطفئون شمعاتهم، ويشعر الأطفال بعدها بالراحة والسعادة في آن واحد. ومع مرور الوقت، ومع أزمة الكهرباء المفتعلة في قطاع غزة، أصبحت هذه الشمعات من تضيء ظلمتنا، فمنذ بداية الأزمة استعملت الشمعات ولمبات الكاز عوضاً عن الكهرباء. ومع تفاقم أزمة الكهرباء، أصبح هناك مولدات كهربائية، وتدريجياً وصلت إلى لمبات كهربائية، تضاء ببطارية تشحن كلما جاءت الكهرباء.
لا يوجد بديل عن الكهرباء إلا وكانت له ضحاياه، فالشمع ولمبات الكاز أدت إلى حرائق في منازل المواطنين، وكذلك مولدات الكهرباء.
ولكن، دائما يلقى الذنب على الاستخدام الخاطئ للأهل، ولا يلفت النظر إلى هؤلاء الذين كانوا سببا في تفاقم الأزمة، فالمسؤولية تلقى، هنا، على المسؤولين عن هذه البقعة الملعونة والمسماة قطاع غزة، كونهم هم من يحكمون ويسيطرون على هذه البقعة السوداء من الوطن.
كنا سابقاً نلقي اللوم على حكومة الاحتلال الإسرائيلي عن كل ما يحدث لنا من أزمات، لكن في هذه "الغزة" لا يوجد احتلال، بل هناك أناسٌ مثلنا يطلق عليهم بشر، هم من يتحكمون في أمور حياتنا، هم من يعطون وهم من يمنعون، وعلى إيقاع مزاجهم نعيش ونعتاش الظلم والقهر يومياً، من دون أن ننطق بكلمة، وإلا يكون السجن ظلمتنا.
انتقل ثلاثة أطفال إلى ربهم، ليكون أرحم عليهم من هؤلاء الموجودين في الأرض الملعونة، فبحثاً عن الكهرباء، لم يجدوا سوى شمعات تضيء ظلمة الليل، فتحولت تلك الشمعات إلى أداة قدر أحمق، لينتقل الأطفال إلى السماء.
ليست الحادثة الأولى في غزة، فقد تكرّرت كثيراً في جباليا والبريج ودير البلح وغيرها، فمنذ ظهور أزمة الكهرباء، ونحن نسمع عن حريق نشب في أحد المنازل، بسبب الاستخدام الخاطئ للشمع، في حين ينسى السبب الحقيقي.
وكما نقول، في المثل الشعبي، "يقتلون القتيل ويمشوا في جنازته"، هذا هو الأدهى بالأمر أيها السادة، فمن كانوا سبباً في مثل هذه الحرائق كانوا يشيعون جنازة الأطفال الثلاثة من عائلة الهندي، ويصلّون عليهم.
بعد الانتهاء من الجنازة، ألقوا اللوم مباشرة على شماعة الاحتلال الإسرائيلي التي دائماً نتعلق بها، من دون الاعتراف بأننا سبب في إحدى هذه الأزمات، أو أن تلقى على حكومة رام الله الشماعة الأخرى التي أوجدناها، لكي نلقي عليها أسباب فشلنا في إدارة الأزمات، ومحاولة إيجاد حلول واقعية، لنخرج البلاد إلى بر الأمان.
ثلاث خطوط تغذي غزة بالكهرباء، إحداها من مصر لا تأخذ عليه أي رسوم، وآخر من الاحتلال وتدفع الرسوم في مقابله، وثالث من داخل غزة، فلو تريثنا قليلاً قبل إلقاء الاتهامات على بعض، لكان السؤال: ألم تكن هذه الخطوط موجودة منذ زمن، ومنذ تولت السلطة مهامها في غزة عام 1994؟ إذ لم تكن تلك المشكلة متواجدة، إلا إذا حدث عطل في أحد الخطوط، حيث تعود الكهرباء بعد ساعات، فماذا حدث ويحدث الآن؟ أم أن ما يحدث يحدث لكي تشغلوا بال أهل غزة بعيدا عن أهدافكم وسياساتكم الباطلة!
فلماذا لم نسمع عن أزمة الكهرباء في زمن السلطة، مع العلم أن شركة الكهرباء كانت تعتمد على الخطوط الثلاثة نفسها لإضاءة غزة؟ وماذا عن ضريبة البلو التي تناشدون برفعها عن شركتكم، هل سترفعونها أيضاً عن فاتورة كهرباء المواطنين أم ستستمرون في إضافتها؟ أين ستذهب تلك الضريبة، ومن سيستفيد منها؟ ولماذا لا تجنون فواتير الكهرباء لمؤسسات وشخصيات في غزة؟ مع العلم أنهم يستخدمون نحو 40% من استهلاك الكهرباء يومياً، ولا يتأثرون بقطعها!
ملاحظة: حققت الشركة الفلسطينية للكهرباء في غزة أرباحا صافية للعام 2015 بلغت 13.6 مليون دولار أميركي، مقارنة مع 1.8 مليون دولار للفترة نفسها من العام 2014، حسب تقريرها السنوي في مارس/ آذار الماضي، وإجمالي أرباح بقيمة 97 مليون دولار منذ عام 2003.
كنا سابقا نستخدم الشمعة في احتفالات أعياد ميلاد أطفالنا، ونضع ما يدل على أعمارهم، وبشهيق وزفير يطفئون شمعاتهم، ويشعر الأطفال بعدها بالراحة والسعادة في آن واحد. ومع مرور الوقت، ومع أزمة الكهرباء المفتعلة في قطاع غزة، أصبحت هذه الشمعات من تضيء ظلمتنا، فمنذ بداية الأزمة استعملت الشمعات ولمبات الكاز عوضاً عن الكهرباء. ومع تفاقم أزمة الكهرباء، أصبح هناك مولدات كهربائية، وتدريجياً وصلت إلى لمبات كهربائية، تضاء ببطارية تشحن كلما جاءت الكهرباء.
لا يوجد بديل عن الكهرباء إلا وكانت له ضحاياه، فالشمع ولمبات الكاز أدت إلى حرائق في منازل المواطنين، وكذلك مولدات الكهرباء.
ولكن، دائما يلقى الذنب على الاستخدام الخاطئ للأهل، ولا يلفت النظر إلى هؤلاء الذين كانوا سببا في تفاقم الأزمة، فالمسؤولية تلقى، هنا، على المسؤولين عن هذه البقعة الملعونة والمسماة قطاع غزة، كونهم هم من يحكمون ويسيطرون على هذه البقعة السوداء من الوطن.
كنا سابقاً نلقي اللوم على حكومة الاحتلال الإسرائيلي عن كل ما يحدث لنا من أزمات، لكن في هذه "الغزة" لا يوجد احتلال، بل هناك أناسٌ مثلنا يطلق عليهم بشر، هم من يتحكمون في أمور حياتنا، هم من يعطون وهم من يمنعون، وعلى إيقاع مزاجهم نعيش ونعتاش الظلم والقهر يومياً، من دون أن ننطق بكلمة، وإلا يكون السجن ظلمتنا.
انتقل ثلاثة أطفال إلى ربهم، ليكون أرحم عليهم من هؤلاء الموجودين في الأرض الملعونة، فبحثاً عن الكهرباء، لم يجدوا سوى شمعات تضيء ظلمة الليل، فتحولت تلك الشمعات إلى أداة قدر أحمق، لينتقل الأطفال إلى السماء.
ليست الحادثة الأولى في غزة، فقد تكرّرت كثيراً في جباليا والبريج ودير البلح وغيرها، فمنذ ظهور أزمة الكهرباء، ونحن نسمع عن حريق نشب في أحد المنازل، بسبب الاستخدام الخاطئ للشمع، في حين ينسى السبب الحقيقي.
وكما نقول، في المثل الشعبي، "يقتلون القتيل ويمشوا في جنازته"، هذا هو الأدهى بالأمر أيها السادة، فمن كانوا سبباً في مثل هذه الحرائق كانوا يشيعون جنازة الأطفال الثلاثة من عائلة الهندي، ويصلّون عليهم.
بعد الانتهاء من الجنازة، ألقوا اللوم مباشرة على شماعة الاحتلال الإسرائيلي التي دائماً نتعلق بها، من دون الاعتراف بأننا سبب في إحدى هذه الأزمات، أو أن تلقى على حكومة رام الله الشماعة الأخرى التي أوجدناها، لكي نلقي عليها أسباب فشلنا في إدارة الأزمات، ومحاولة إيجاد حلول واقعية، لنخرج البلاد إلى بر الأمان.
ثلاث خطوط تغذي غزة بالكهرباء، إحداها من مصر لا تأخذ عليه أي رسوم، وآخر من الاحتلال وتدفع الرسوم في مقابله، وثالث من داخل غزة، فلو تريثنا قليلاً قبل إلقاء الاتهامات على بعض، لكان السؤال: ألم تكن هذه الخطوط موجودة منذ زمن، ومنذ تولت السلطة مهامها في غزة عام 1994؟ إذ لم تكن تلك المشكلة متواجدة، إلا إذا حدث عطل في أحد الخطوط، حيث تعود الكهرباء بعد ساعات، فماذا حدث ويحدث الآن؟ أم أن ما يحدث يحدث لكي تشغلوا بال أهل غزة بعيدا عن أهدافكم وسياساتكم الباطلة!
فلماذا لم نسمع عن أزمة الكهرباء في زمن السلطة، مع العلم أن شركة الكهرباء كانت تعتمد على الخطوط الثلاثة نفسها لإضاءة غزة؟ وماذا عن ضريبة البلو التي تناشدون برفعها عن شركتكم، هل سترفعونها أيضاً عن فاتورة كهرباء المواطنين أم ستستمرون في إضافتها؟ أين ستذهب تلك الضريبة، ومن سيستفيد منها؟ ولماذا لا تجنون فواتير الكهرباء لمؤسسات وشخصيات في غزة؟ مع العلم أنهم يستخدمون نحو 40% من استهلاك الكهرباء يومياً، ولا يتأثرون بقطعها!
ملاحظة: حققت الشركة الفلسطينية للكهرباء في غزة أرباحا صافية للعام 2015 بلغت 13.6 مليون دولار أميركي، مقارنة مع 1.8 مليون دولار للفترة نفسها من العام 2014، حسب تقريرها السنوي في مارس/ آذار الماضي، وإجمالي أرباح بقيمة 97 مليون دولار منذ عام 2003.