وسوى الروم خلف ظهرك روم

عملية سلفيت التي وقعت قبل أيام، وقام بها الفدائي الفلسطيني عمر أبو ليلى (19 عاما) بمفرده، أزعجت حكومة الاحتلال الإسرائيلي كثيرا، فهي لم تتوقع، في بادئ الأمر، أن منفذها شخص واحد فقط، نظرا لقوة العملية والاشتباكات التي دارت خلالها.
عمر أبو ليلى ضعيف البنية ظاهريا، لكنه مدرب عسكريا جيدا، تعلم على استخدام السلاح وكيفية التخطيط لأي عملية، إذ قام بتنفيذ العملية الفدائية ضد بني صهيون وحده من دون مساعدة أحد. ولم يفكر بشيء سوى إيمانه بالجهاد في سبيل الله، وانتقاما من ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء شعبه، وخصوصا الاعتداءات أخيرا في القدس والمسجد الأقصى، واقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاتهم بحق المصلين وتدنيس المسجد بأقدامهم النجسة، وإغلاق باب الرحمة، وردا على انتهاكاته بحق الأسرى في السجون الظالمة، ومضاعفة الاستيطان ومصادرة الأراضي الفلسطينية.
استشهد عمر، بعدما أطلقت عليه قوات الاحتلال الإسرائيلي مئات الرصاصات، إن لم تكن الآلاف عليه. لم يكتفوا بذلك، بل أطلقوا ثلاثة صواريخ، ليخرج ضابط الإسعاف قائلا: "وجدنا بقايا من فتات اللحم والدماغ". هنا توقف صوت الصواريخ والرصاص، وخرجوا وأعلنوا عن انتصارهم المزيف.
بعد أقل من ساعتين في نابلس تم إطلاق الرصاص على سيارة فلسطينية حمراء سقط فيها الشهيدان رائد حمدان وزيد نوري، ثم أحضرت قوات الاحتلال جرافة لتجهز على السيارة. هذه هي سياسة الاحتلال تجاه أبناء الشعب الفلسطيني المطالبين بأن يكون لهم وطن مستقل، يعيشون فيه بسلام كباقي شعوب الأرض.
على جانب آخر من هذا الوطن المحتل، تمارس قوات حركة حماس سياسة أخرى في تعذيب أبناء قطاع غزة الذين خرجوا كي يطالبوا بالحياة، بالعيش بكرامة، بالعدالة والأمان. ولكن ما كان لجيش حماس وكتائب عز الدين القسام، إلا أن اعتدت على المحتجين من أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، وعلى حرمات بيوتهم من النساء والأطفال، واتبعت سياسة تكسير العظام، ومنعت الصحافيين من القيام بواجبهم في نشر ممارسات هذه القوة الوحشية ضد إخوانهم، فاعتقلتهم وضربتهم وأجبرتهم على التوقيع على ورقة بعدم المساس بسياستهم مرة أخرى والابتعاد عن نشر أي شيء، وإلا سيكونون تحت الطائلة القانونية لقانون الظلم.
وفي موقف آخر، قيل لعمر بن عبد العزيز: إنّ الناس قد تمردت وساءت أخلاقها، ولا يقوّمها إلا السوط.. فقال عمر: "كذبتم، فإنه يقوّمها العدل والحق".