قادت الصدفة الشاب الفلسطيني أحمد الزعانين نحو صناعة المنتجات التذكارية والميداليات البسيطة، وتزيين الحقائب والهواتف الذكية باستخدام بقايا الأدوات الطبّية في قطاع غزة.
وباتت صناعة هذه الميداليات والمنتجات التذكارية مصدر دخل الشاب الزعانين (25 عاماً)، في ظل شحّ الوظائف وفرص العمل في القطاع المحاصر إسرائيلياً للعام الثاني عشر على التوالي.
ويعمل الشاب الغزي بشكلٍ شبه يومي في صناعة الميداليات البسيطة بأشكال وطرق متعددة، قبل بيعها للمحالّ التجارية والأفراد بأسعار رمزية، مقارنة بساعات العمل والمجهود الكبير الذي يتطلب من الزعانين تركيزاً كبيراً.
ويقول الزعانين لـ"العربي الجديد" إن الفكرة بدأت قبل سنتين، إلا أن انطلاقتها الرسمية والحقيقية توّجت في أعقاب إصابة شقيقه خلال مشاركته في "مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار" على الحدود الشرقية للقطاع قبل أشهر، وخلال وجوده معه في المستشفى.
(عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)
وفي إحدى الليالي حين كان مع شقيقه غلب أحمد الملل، ليقرر الاستعانة بخرطوم أحد المحاليل الطبّية الذي عمل على تطهيره وتنظيفه، والبدء في صناعة الميداليات منه مستعيناً بخيوط حرير والصنانير الملونة.
ويشير إلى أنه بعد إنجاز عدد منها، فوجئ الأطبّاء والممرضون الموجودون في المستشفى، ليسارع الكثير منهم لطلب تذاكر وميداليات خاصة بهم.
ويقضي الشاب العشريني أحياناً من 3 إلى 4 ساعات في إنتاج كميات من هذه التذاكر والميداليات، وفي بعض الأحيان يقضي يومه كاملاً داخل منزله، إذ تحول الأمر بالنسبة له إلى هواية ووسيلة لتوفير مصروفه الشخصي.
وتكلفة البيع الواحدة للتذكار والميداليات تتراوح ما بين 5 إلى 7 شيكل إسرائيلي (1.5-2 دولار أميركي).
ويطمح الشاب الغزي إلى أن يطور فكرته لتصبح مشروعاً اقتصادياً حقيقاً، يمكّنه من إعالة نفسه ويصبح بمثابة فرصة عمل له في ظل عدم وجود أي عمل له، إلى جانب كونه لم يتم دراسته المدرسية خلال السنوات الماضية.
(عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)
وباتت الأعمال والأفكار الفردية ملاذاً للكثير من الشابّات والرياديين والشباب الفلسطينيين في القطاع، في ظل غياب فرص العمل وانعدامها على مستوى القطاعين الخاص والحكومي، وحالة انسداد الأفق وتردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية.
وارتفعت خلال العامين الماضيين معدلات الفقر والبطالة، وانعدام الأمن الغذائي في صفوف الغزيين، إذ تقدر نسبة البطالة بنحو 54 في المائة، في الوقت الذي تقدّر نسبتها في صفوف خريجي الجامعات بنحو 70 في المائة، وتعتبر فئة الشباب الأكثر تضرراً منها، إذ تشير التقديرات إلى أن نحو 60 في المائة من الشباب ضمن قوافل البطالة.