في المساء، حين يأتي مالك المطعم لحصاد أرباحه، كان النادل يراقبه عبر زجاج باب المطبخ، ومع كل رزمة نقود يطويها المالك، كان النادل يكسر صحنًا أو كأسًا.
في ليلة حافلة ظلّ المطعم فيها مشرعًا حتى الفجر، استوى المالك على مقعده أمام كومة من الأموال، وشرع على مهل يرتّبها ويحزمها. وكالعادة، كسر النادل مع كل رزمة تستقر في حقيبة المالك صحنًا أو كأسًا، إلا أن الرزم تكاثرت، ونثار الزجاج وقطع الأطباق ملأت أرضيّة المطبخ، حتى أجهز النادل على الأطباق والكؤوس كلها.
بقيت رزمة أخيرة دسّها المالك في الحقيبة، فلم يجد النادل أمامه شيئا ليكسره، فكسر يده! لوّح بها في الهواء أمام وجه شوّهه الغضب، وألقاها بكل عزم على الحافة الرخامية، وكتم صرخة ألم لم يعرف مثله قط.
وبما تبقّى من عزم، أمسك النادل يده المكسورة، وعضّ على أوجاعه، ونظر من نافذة المطبخ. وقبل أن يخرج المالك من الباب الرئيس، لوّح للنادل بيده وكانت فيها رزمة نقود أخرى.