حين احترفت الفنون الجميلة، وعلى رأسها فنّ النحت، لم يخطر في بالها أن تحبّ جمع القطع المعدنيّة واستخدامها في ابتكار فنّ جديد. تضمّ هذه القطع إلى بعضها بعضاً، لتصنع تماثيل أو مجسّمات. فاطمة صفر بور (36 عاماً)، التي تقطن في مدينة كرج الواقعة قرب العاصمة الإيرانية طهران، حاصلة على شهادة بكالوريوس في الهندسة المعمارية، إلا أنها كانت قد تعلّمت النحت منذ فترة طويلة. ومع أنّها تخصّصت في نحت التماثيل مستخدمة الخشب، إلا أنها اكتشفت أخيراً أن "إدراج هذا الفنّ (القطع المعدنيّة) ضمن الحداثة، هو أكثر متعة وتشويقاً بالنسبة إليها".
تروي فاطمة قصّتها مع صنع التماثيل والمجسّمات لـ "العربي الجديد"، خصوصاً من خلال الاستعانة بقطع معدنيّة تستخدم لصناعة السيارات. تقول إنه في أحد الأيام، كانت تشارك في معرض أُقيم في مبنى برج ميلاد، وهو برج الاتصالات الأعلى والأشهر في طهران، بل في إيران. كانت تعرض منحوتاتها الخشبية مع زملاء لها في قسم خاص، وقد لفتها وجود ورشة عمل لفنانين وطلاب يستخدمون القطع المعدنية في صناعة أعمالهم الفنية. تشير إلى أنها أعجبت بعملهم واستغربت مدى براعتهم وقدرتهم على تحويل المجسّمات إلى شكل فريد وغريب وجميل في آن واحد، من خلال القطع المعدنية. صارت تزور هذه الورشة طوال الفترة التي أقيم فيها المعرض، وبدأت التدرّب معهم كونها لم تستخدم المعادن في النحت وصناعة التماثيل من قبل. خلال هذا الفترة، نجحت في بناء مجسّمٍ لبرج ميلاد مستخدمةً قطعاً معدنية مختلفة، وكان بعضها عبارة عن قطع معدّة للتلف، بالإضافة إلى قطع أكبر، كالسيارات مثلاً.
منذ ذلك الحين، قرّرت التخصّص في هذا المجال. تقول إنها لم تتوقّع أن يكون العمل بالصعوبة التي هو عليها. جهّزت مكان عملها، واشترت الجهاز الخاص بتذويب المعادن الذي يستخدمه الفنانون عادة، وأتقنت الأمر. تشير إلى أن الأمر لم يكن سهلاً وقد اعتمدت على نفسها. عادة ما تستخدم قطعاً معدنيّة تكون معدّة للتلف في مكبّات النفايات، وأُخرى لم تعد صالحة للاستخدام أو تالفة، ما يجعل أعمالها الفنية أكثر جمالاً. كذلك، تشير إلى أن اعتماد الفنانين على مواد كهذه يساعد البيئة ويقلّل من عبء النفايات.
اقــرأ أيضاً
تؤكد فاطمة أن عملها هذا لاقى استحسان كثيرين، خصوصاً النخبة من الفنانين، الذين يشجعون الفنون المعاصرة والحديثة، ولا يقفون في وجه التجديد، ما ساعدها على الاستمرار في مسيرتها الصعبة كونها تعتمد على نفسها بتعلم تقنيات جديدة ومختلفة. لكن أكثر ما يشجعها هو أنها قرّرت التخصّص في هذا المجال الصعب. كثيرون يسألونها عن طريقة استخدام قطع السيارات وكيفيّة فكّها وتركيبها، ويدركون مدى صعوبة الأمر. تشرح أنها ليست مهمّة سهلة، لكن التشجيع الذي حصلت عليه من الآخرين، ونظرة الإعجاب على وجوههم، يجعلها تستمر في هذا الفن الذي يحتاج إلى جهد كبير ووقت للتميّز.
شاركت فاطمة في ستة معارض محلية خلال الأشهر الماضية. ولم تسنح لها الفرصة لعرض أعمالها خارج إيران. وعلى الرغم من أنها استطاعت بيع تماثيلها المصنوعة من قطع السيارات في تلك المعارض، إلا أنها تحلم بتطوير أعمالها وعرضها في معارض أجنبية. ترى أنه يجب على الآخرين التعرّف على قدرات الشباب الإيرانيّين وحب الفنانين للتجديد وصناعة ما هو غريب.
تؤكد أنه من الضروري أن يكون هناك دعم حكومي أكبر لهذا النوع من الفنون الحديثة، ما سيساعد بالترويج لها ويزيد من شهرة الفنانين الإيرانيين من الشباب على وجه الخصوص، في الداخل والخارج على حد سواء. تقول إن النحت في إيران يعدّ من الفنون المختلفة والمتطورة، لافتة إلى أنه يمكن أن ينافس عالمياً، خصوصاً أن كثيرين يعملون جاهدين للّحاق بركب مدارس الحداثة العالمية. تضيف أن هناك تعدّداً في الأساليب والتقنيات، ما يجعل النحت في إيران مميّزاً، ويفوق توقعات الفنانين الآخرين.
مع ذلك، تقيّم فاطمة وضع النحت الحديث في إيران، وتقول إنه ما زال ينحصر في صالات العرض. بالتالي، لا تأخذ العديد من الأعمال حقها. الجميع قادرون على مشاهدة مجسّمات وتماثيل في مختلف شوارع إيران، والتي تعتمد في غالبيّتها على المواد المتعارف عليها. لكنّ يجب إيلاء اهتمام أكبر بالمدارس الحديثة، مشيرة إلى أن الإيرانيّين يحبون الأعمال الفنية ويقدّرونها، ويجب تقديم كل ما هو جديد للجميع لا للنخبة فحسب.
تقول فاطمة إنها لم تصل إلى المرحلة التي تريد، لافتة إلى أن الطريق أمامها ما زال طويلاً وصعباً. تحلم بالوصول إلى العالمية، مشيرة إلى أنها ما زالت تحتاج إلى تقنيات وأساليب أخرى لتطوير عملها، ما يتطلّب وقتاً وجهداً.
اقــرأ أيضاً
تروي فاطمة قصّتها مع صنع التماثيل والمجسّمات لـ "العربي الجديد"، خصوصاً من خلال الاستعانة بقطع معدنيّة تستخدم لصناعة السيارات. تقول إنه في أحد الأيام، كانت تشارك في معرض أُقيم في مبنى برج ميلاد، وهو برج الاتصالات الأعلى والأشهر في طهران، بل في إيران. كانت تعرض منحوتاتها الخشبية مع زملاء لها في قسم خاص، وقد لفتها وجود ورشة عمل لفنانين وطلاب يستخدمون القطع المعدنية في صناعة أعمالهم الفنية. تشير إلى أنها أعجبت بعملهم واستغربت مدى براعتهم وقدرتهم على تحويل المجسّمات إلى شكل فريد وغريب وجميل في آن واحد، من خلال القطع المعدنية. صارت تزور هذه الورشة طوال الفترة التي أقيم فيها المعرض، وبدأت التدرّب معهم كونها لم تستخدم المعادن في النحت وصناعة التماثيل من قبل. خلال هذا الفترة، نجحت في بناء مجسّمٍ لبرج ميلاد مستخدمةً قطعاً معدنية مختلفة، وكان بعضها عبارة عن قطع معدّة للتلف، بالإضافة إلى قطع أكبر، كالسيارات مثلاً.
منذ ذلك الحين، قرّرت التخصّص في هذا المجال. تقول إنها لم تتوقّع أن يكون العمل بالصعوبة التي هو عليها. جهّزت مكان عملها، واشترت الجهاز الخاص بتذويب المعادن الذي يستخدمه الفنانون عادة، وأتقنت الأمر. تشير إلى أن الأمر لم يكن سهلاً وقد اعتمدت على نفسها. عادة ما تستخدم قطعاً معدنيّة تكون معدّة للتلف في مكبّات النفايات، وأُخرى لم تعد صالحة للاستخدام أو تالفة، ما يجعل أعمالها الفنية أكثر جمالاً. كذلك، تشير إلى أن اعتماد الفنانين على مواد كهذه يساعد البيئة ويقلّل من عبء النفايات.
تؤكد فاطمة أن عملها هذا لاقى استحسان كثيرين، خصوصاً النخبة من الفنانين، الذين يشجعون الفنون المعاصرة والحديثة، ولا يقفون في وجه التجديد، ما ساعدها على الاستمرار في مسيرتها الصعبة كونها تعتمد على نفسها بتعلم تقنيات جديدة ومختلفة. لكن أكثر ما يشجعها هو أنها قرّرت التخصّص في هذا المجال الصعب. كثيرون يسألونها عن طريقة استخدام قطع السيارات وكيفيّة فكّها وتركيبها، ويدركون مدى صعوبة الأمر. تشرح أنها ليست مهمّة سهلة، لكن التشجيع الذي حصلت عليه من الآخرين، ونظرة الإعجاب على وجوههم، يجعلها تستمر في هذا الفن الذي يحتاج إلى جهد كبير ووقت للتميّز.
شاركت فاطمة في ستة معارض محلية خلال الأشهر الماضية. ولم تسنح لها الفرصة لعرض أعمالها خارج إيران. وعلى الرغم من أنها استطاعت بيع تماثيلها المصنوعة من قطع السيارات في تلك المعارض، إلا أنها تحلم بتطوير أعمالها وعرضها في معارض أجنبية. ترى أنه يجب على الآخرين التعرّف على قدرات الشباب الإيرانيّين وحب الفنانين للتجديد وصناعة ما هو غريب.
تؤكد أنه من الضروري أن يكون هناك دعم حكومي أكبر لهذا النوع من الفنون الحديثة، ما سيساعد بالترويج لها ويزيد من شهرة الفنانين الإيرانيين من الشباب على وجه الخصوص، في الداخل والخارج على حد سواء. تقول إن النحت في إيران يعدّ من الفنون المختلفة والمتطورة، لافتة إلى أنه يمكن أن ينافس عالمياً، خصوصاً أن كثيرين يعملون جاهدين للّحاق بركب مدارس الحداثة العالمية. تضيف أن هناك تعدّداً في الأساليب والتقنيات، ما يجعل النحت في إيران مميّزاً، ويفوق توقعات الفنانين الآخرين.
مع ذلك، تقيّم فاطمة وضع النحت الحديث في إيران، وتقول إنه ما زال ينحصر في صالات العرض. بالتالي، لا تأخذ العديد من الأعمال حقها. الجميع قادرون على مشاهدة مجسّمات وتماثيل في مختلف شوارع إيران، والتي تعتمد في غالبيّتها على المواد المتعارف عليها. لكنّ يجب إيلاء اهتمام أكبر بالمدارس الحديثة، مشيرة إلى أن الإيرانيّين يحبون الأعمال الفنية ويقدّرونها، ويجب تقديم كل ما هو جديد للجميع لا للنخبة فحسب.
تقول فاطمة إنها لم تصل إلى المرحلة التي تريد، لافتة إلى أن الطريق أمامها ما زال طويلاً وصعباً. تحلم بالوصول إلى العالمية، مشيرة إلى أنها ما زالت تحتاج إلى تقنيات وأساليب أخرى لتطوير عملها، ما يتطلّب وقتاً وجهداً.