انطلقت فعاليات "مهرجان طنجة للمسرح" مساء الجمعة الماضي في مدينة طنجة، بمشاركة أكثر من 20 فرقة مسرحية تنتمي إلى 14 دولة عربية وأجنبية، بينها إيطاليا والمكسيك ومصر وتونس، على أن تختتم الثلاثاء.
يعيد المهرجان رسم ملامح الهويّة المسرحية المغربية المحلية، ويستدعي إلى عروض دورته الثالثة مجموعة فرق من مناطق مغربية مختلفة، بينها مسرحيات بعناوين ومواضيع مختلفة، كمسرحية "رجل الخبز الحافي"، وأخرى تحمل عنوان "سكيزوفرينيا"، ومسرحية "بين بين"، ومسرحية "الساروت" وغيرها.
وكان لافتا استعادة الفرقة المسرحية السويسرية "لاكوباني 94" مسرح "المونودراما"، من خلال عرض مُقتَبَس من أحد أشهر الأعمال المسرحية للكاتب الفرنسي المعروف، برنارد ماري كولتي، وهي مسرحية "الليل يقع خلف الغابات"، وقد ألّفها في عام 1977.
في فضاءات وأمكنة عدّة متخيّلة تتواجد الشخصية الرئيسية للمسرحية، تجاورها في زاوية قريبة شخصية أخرى مجهولة، لتنطلق الأولى في سرد واقع أحوالها، والاغتراب الشديد الذي تُحسّ به في مجتمع أوروبي ينزع على الدوام إلى جعلها تحسّ أنّها الغريبة القادمة من مسافات بعيدة، من أجل العمل والكدح والسعي لكسب قوت العيش، في إطار نصّ محبوك بلغة رصينة وقوية المعاني.
هذا الصنف المسرحي الخاصّ، أو ما يطلق عليه "مونودراما"، ظهر في أوروبا خلال القرن العشرين، باعتباره أحد أشكال المسرح التجريبي الذي رافق التحوّلات الفلسفية ذات المنزع التجريدي الذي ظهر في أوروبا خلال تلك الفترة. وهو يسمح لممثل الشخصية الرئيسية في المسرحية، بأن يدخل في حوار ذاتي طويل، بمثابة همس مسموع، أو بوح مشروع يمكن للمشاهد متابعته، خلاله يتداخل الذاتي بالموضوعي الخارجي، ويجعل البناء الدرامي في مجمله في يد الشخصية الرئيسية، ونصّ الحوار الذي تسرده.