ويستطيع كل زعيم يميني أن ينسب الانتصار الكبير لشخصه، وهو ما فعله ساركوزي وجوبيه وبرونو ليمير وفرانسوا بايرو وغيرهم، ولكن استطلاعات الرأي غالبا ما تنسب الأسبقية لمن يكون على رأس الحزب الفائز. وهو ما كشف عنه آخر استطلاع للرأي (وهو الثالث) أجرته مؤسسة إيفوب ونشره موقع أتلانتيكو بين المتعاطفين مع اليمين.
وأظهرت هذه الشريحة (اليمين) ميلا نحو نيكولا ساركوزي باعتباره الأكثر قدرة في اليمين على الفوز في الانتخابات الرئاسية سنة 2017، بنسبة 51 في المائة، في حين أتى آلان جوبيه ثانيا بنسبة 27 في المائة.
وجاء التكريس لساركوزي على الرغم من أن شعبية آلان جوبيه، بالنسبة لمجموع الفرنسيين، في ارتفاع متواصل، إذ يُنظَر إليه باعتباره رمزا للجدية والتعاطف والشرف والشجاعة، وهي خصال "إنسانية" أكثر مما هي خصال "سياسية".
ويرى المحللون أن فريق الاتصال الذي يعمل مع جوبيه له دور في هذا الصعود، كما ساعدته حالة اليسار المزرية، أيضا، على ذلك. ولهذا فإن قسما كبيرا من المتعاطفين مع اليسار سيختارونه في كل الأحوال، إذا كان عليهم أن يختاروا بينه وبين ساركوزي.
أما ساركوزي فالكثيرون يميلون إليه بسبب خصاله المتمثلة في "قدرته على تجميع قوى اليمين" وأيضا بسبب "ديناميته" المفرطة.
وقد ظهر تأثير هذه الدينامية ليس فقط في حزبه "التجمع من أجل حركة شعبية" التي حقق فيها 18 نقطة، فأصبح يمثل 58 في المائة، بل حتى في أوساط اليمين المتعدد، التي حقق فيها 13 نقطة فأصبح أفضل مرشح بنسبة 46 في المائة.
وجرى هذا الاستطلاع قبل اتهام ثلاثة من مسؤولي حملة ساركوزي، في إطار التحقيق في قضية الفساد، كما ينبغي أن نشير أيضا إلى أن كل من سيُصوّت في هذه الانتخابات التي ستجرى في دورتين في 20 و27 نوفمبر/تشرين الثاني 2016 سيتوجب عليه الانتساب لميثاق الانتخابات الداخلية، وكذلك التوقيع على نصّ حول "تقاسُم قِيَم اليمين والوسط الجمهورية" ويدفع 2 يورو.
اقرأ أيضاً: ساركوزي في الانتخابات: يميني متطرف ضد المسلمين لأجل الفوز