تناقضت تصريحات رئيس الحكومة الفرنسية، مانويل فالس، ووزير الداخلية، برنار كازنوف، بشأن صلة منفذ هجوم نيس، أمس الخميس، بـ"التشدد"، إذ في الوقت الذي صرح فالس بأن "هناك احتمالا كبيرا بأن يكون منفذ الهجوم قد ارتبط بدوائر التشدد الإسلامي"، رفض كازنوف الجمعة تأكيد وجود هذه الصلات.
وردا على سؤال لقناة "تي اف 1" الفرنسية الخاصة: "هل يمكنكم هذا المساءأن تقولوا لنا إنه على صلة بالإسلام المتشدد؟"، قال الوزير: "كلا"، مشددا على أن المحققين لم يتوصلوا حتى الآن لمعرفة إن كان منفذ الهجوم في نيس، الذي أودى بحياة 84 شخصا على الأقل، مساء أمس الخميس، "قد استلهم ما فعله من رسائل لمتشددين".
وأبرز المتحدث ذاته: "لدينا شخص لم تعرف أجهزة المخابرات له أي صلة بالتشدد الإسلامي".
وأتت تصريحات وزير الداخلية بعدما صرح رئيس الحكومة لمحطة "فرانس 2" التلفزيونية: "إنه إرهابي، ربما كان على صلة بطريقة أو بأخرى بالتشدد الإسلامي. نعم هذا عمل إرهابي، وسننظر في الصلات الموجودة بتنظيمات إرهابية".
وأضاف رئيس الوزراء الفرنسي أنه "مقتنع" بأن بلاده ستربح الحرب على الإرهاب والإسلام المتشدد.
إلى ذلك، بدأت تتكشف، شيئا فشيئا، حقيقة منفذ اعتداء نيس الفرنسي من أصل تونسي محمد لحويج بوهلال (31 عاما)، إذ تبين، بحسب فرانس برس، أنه كان "قليل الكلام وعنيفا مع زوجته السابقة، ولم يكن يظهر اي ميول دينية"، وفق ما يصفه جيرانه السابقون.
ولد لحويج بوهلال في 31 كانون الثاني/يناير 1985 في مساكن بضاحية سوسة في تونس، وتزوج امرأة فرنسية من نيس أصولها تونسية، وكان أبا لثلاثة أولاد بينهم طفل. وكان الثنائي يرتدي أزياء غربية، بحسب كل الشهادات التي جمعتها الوكالة.
وكان النائب العام في باريس، فرنسوا مولان، قد أوضح لبيوم أن لحويج بوهلال "لم يكن لديه أي ملف، ولم يظهر أي مؤشر إلى اعتناقه التطرف".
وأشار موقع "لا برس" الإلكتروني الأوسع انتشارا في تونس، والناطق بالفرنسية، إلى أن لحويج هلال غادر تونس إلى فرنسا عام 2005.
لم يكن لحويج هلال يتردد يوما على المسجد الصغير في شمال نيس، حيث كان يعيش مع زوجته قبل انفصالهما، و"كان يشرب البيرة"، بحسب ما روى عدد من أعضاء "الجمعية الثقافية في شمال نيس".
ويقول حارس مبنى في هذه المنطقة، وهو جالس في مطعم مجاور لقاعة الصلاة: "لم يكن تقيا، ولم أره يوما في المسجد". ووافقه ثلاثة رجال ملتحين جالسين قربه.
واكد النائب العام في باريس أن لحويج هلال "كان معروفا لدى الأجهزة الأمنية والقضائية على خلفية أعمال تهديد وعنف وسرقة وتخريب تم ارتكابها بين عامي 2010 و2016".
وفي 24 مارس/آذار حكم عليه بالسجن ست سنوات مع وقف التنفيذ، بسبب إقدامه على ارتكاب "اعتداء مسلح بشكل طوعي" في يناير/كانون الثاني خلال مشادة على خلفية حادث مروري، بحسب ما أكد بيان صادر عن وزير العدل.