ضجّة سياسية وإعلامية تحيط بمستقبل حزب "التجمع من أجل حركة شعبية" الفرنسي، بعدما احتل المرتبة الثانية في الانتخابات الأوروبية، وبعدما فقد الكثير من رصيده شعبياً، وتفوّق عليه حزب "الجبهة الوطنية"، اليميني المتطرف، الأمر الذي يشكل سابقة في تاريخ فرنسا.
سببٌ آخر خلق بلبلة في الأوساط السياسية، تمثّل باستقالة أو إقالة أمينه العام، جان فرانسوا كوبيه، نتيجة فضيحة مالية. وفي الوقت الذي تعالت فيه الأصوات مطالبة بعودة الرئيس السابق نيكولا ساركوزي لقيادة الحزب، الذي يواجه أزمة وانقسامات، قرر المكتب السياسي للحزب، الذي عقد اجتماعاً طارئاً، تعيين الوزير السابق لوك شاتيل، أميناً عاماً، ليتولى مهامه الجديدة في 15 من الشهر الحالي، على أن تكون أولوياته التحضير لمؤتمر الحزب في الخريف المقبل.
يعرف شاتيل جيداً أن مهامه ستكون صعبة، وأنه من أجل الخروج من المأزق الحالي الذي يواجهه حزبه، ينبغي عليه استيعاب الجميع، وعدم الوقوع بأخطاء، أي تأييد شخصيات حزبية ضد أخرى، والدخول في مواجهة مع القيادة المشتركة الحالية للحزب، التي تضم ثلاثة رؤساء حكومات سابقين: الآن جوبيه، وجان بيار رافاران وفرانسوا فيون.
وتفيد كوادر الحزب، أن هذه القيادات، وإن كانت تقوم بمهمة مشتركة اليوم، لكن لكل منها جدول أعمال خاص بها لناحية الطموحات السياسية.
ووسط ذلك كله، يبقى السؤال الجوهري: متى ستتم مناقشة مسألة ترشيح ساركوزي لقيادة الحزب، والذي عاد اسمه يتردد على أكثر من صعيد؟ ويقول شاتيل إنه "لا يعود لنا أن نطلب من ساركوزي مخاطبة الحزب، أو أن نضع له جدول أعمال، فإذا قرر العودة، فإنه سيعود".
إلا أن شاتيل وكوادر الحزب، يدركون جيداً أن الأولوية تكمن في بذل جهود خارقة لرص الصفوف الحزبية، وخصوصاً أن رئيس الحزب المقبل الذي سيقود السفينة، قد يترشح للانتخابات الرئاسية عام 2017.
وعاد اسم ساركوزي إلى الواجهة أخيراً، وتصدّر وسائل الإعلام في الأسابيع القليلة الماضية. وأدلى عدد من المقربين منه بتصريحات تطالب بعودته إلى رئاسة الحزب "لإنقاذ الموقف" بعد تفوّق "الجبهة الوطنية" على حزب "التجمع من أجل حركة شعبية".
وأكد وزير الداخلية الأسبق، بريس هورتوفو، أن عودة ساركوزي ضرورية أكثر من أي وقت مضى و"نحن بحاجة إلى قائد ومشروع"، على حد تعبيره.
كما أن ظهور ساركوزي في أكثر من مناسبة أخيراً، شكل مصدر تساؤلات حول رغبته في الترشح، بعدما قام بزيارات عديدة إلى الخارج، ومنها موسكو، وبعدما شارك في احتفالات النورماندي إلى جانب عدد كبير من زعماء العالم.