أكد فريق الادعاء في قضية اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري مع 22 شخصاً آخرين في 14 فبراير/ شباط 2005، أن الأدلة التي تدين المتهمين باغتيال الحريري "دامغة"، لافتاً إلى أن "النظام السوري في صلب مؤامرة الاغتيال".
وقال فريق الادعاء في المحكمة الخاصة بلبنان إن "مصطفى بدر الدين، المتهم الرئيسي في عملية الاغتيال والذي قتل في سورية، كان مسؤولاً كبيراً في حزب الله وخبرته العسكرية أوصلته إلى قيادة قوات الحزب في سورية، وهذه الخبرة تجلّت في طريقة التحضير وتنفيذ عملية الاغتيال".
وانطلقت صباح اليوم، أولى جلسات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، في مرحلتها الأخيرة، التي ستستمر على مدار 15 يوماً، في لاهاي، والمخصصة للمرافعات الختامية وإصدار ادعاء في قضية اغتيال الحريري استناداً إلى المذكرات النهائية التي قدمها فرقاء المحكمة الثلاثة، وهم المدعي العام، ووكلاء الدفاع، ووكلاء المتضررين.
وأكد فريق الادعاء في مذكرته النهائية أن "مرتكبي الجريمة قد استعملوا عن سبق إصرار مواد متفجرة لقتل الحريري و22 شخصًا آخرين عمدًا، وأنهم أيضًا مسؤولون عن محاولة قتل 226 شخصًا آخرين عمدًا".
وقال الفريق في مذكرته النهائية، إن اعتداء 14 شباط/فبراير قد نُفِّذ كجزء من مهمة معقدة متعددة الجوانب ما كان من الممكن إلا أن تكون نتيجة مؤامرة.
من جهته، قال محامي أسر الضحايا في محكمة لاهاي إن الأدلة على تورط المتهمين الأربعة دامغة وإنهم تمكنوا من تحليل الاتصالات رغم محاولات الحجب، لافتاً إلى أن المجرمين اتخذوا خطوات لمنع التعقب وهناك مشاركة للنظام السوري في عملية الاغتيال.
وأضاف محامي الضحايا أن "الأدلة تعكس أن رفيق الحريري كان يُنظر إليه كتهديد للوجود السوري".
Twitter Post
|
وتحاكم المحكمة غيابياً أربعة من مسؤولي "حزب الله"، هم سليم عياش، وأسد صبرا، وحسن عنيسي وحسن مرعي، بعد اتهامهم بتنفيذ جريمة الاغتيال، في حين أسقطت الملاحقة عن المتهم مصطفى بدر الدين الذي قتل في سورية، والذي تعتبره المحكمة العقل المدبر في قضية اصطلح على تسميتها قضية عياش وآخرين.
وستوجّه المحكمة، كما هو متوقع، اتهامات مباشرة لعناصر الحزب الأربعة، مستندة إلى معطيات وأدلة، أبرزها "داتا" الاتصالات التي تلخص تنسيق وحركة العناصر بالتزامن مع العملية الإرهابية، وتحليل العينات التي رفعت من مسرح الجريمة، إضافة إلى مئات الإفادات للشهود.
الحريري: لن نلجأ للثأر
من جهته، وصف رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، اليوم، بدء المرافعات الختامية أمام المحكمة الدولية حول اغتيال والده، بـ"اليوم الصعب".
وقال سعد الحريري: "منذ البداية، طالبنا بالعدالة، لأنها تحمي لبنان. لن نلجأ إلى الثأر، لأن رفيق الحريري كان رجل عدالة، والحقيقة ستظهر، ومن ارتكب الجرائم سيدفع الثمن".
وأضاف من أمام مقر المحكمة: "حضرتُ الجلسة لأنها من الجلسات الختامية للادعاء والدفاع"، مشيراً إلى أن "هذا اليوم صعب، لأن رفيق الحريري ليس معنا، هو والشهداء سقطوا لحماية لبنان وليس لخرابه".
كما لفت إلى أن "أهالي الضحايا كانوا موجودين أيضاً في الجلسة، وكنا نصغي، وخلال أشهر سيصدر الحكم، وهذه هي العدالة التي لطالما طالبنا بها".
وتابع "لبنان شهد الكثير من الاغتيالات ولم تظهر يوماً الحقيقة، إلا أن الحقيقة ستظهر اليوم، ونتمنى أن يحاسب من ارتكب الجريمة".
وبخصوص تشكيل الحكومة، شدد الحريري على أن "على جميع الأفرقاء التوقف عن الطمع بالحقائب، وعندها تتشكل الحكومة".