وبحسب ما ذكر رئيس تحرير الصحيفة، أولاف آندرسن، في عدد الجريدة منذ يومين، "فإن تحقيقا داخليا أجرته بي تي لحوالى 4 آلاف مقال قد انتهى". وكانت الصحيفة قد اختارت عشوائيا 283 مصدرا تبين أن تصريحاتهم لم تكن صحيحة، حسبما كان يكتب قريشي.
وقالت الصحيفة إن بعض تلك المصادر، في 155 حالة تحديداً، ترتبط الاقتباسات بـ"مشكلة أخلاقية" (مهنية)، وهو ما أدى بالتالي إلى سحب تلك المقالات بشكل واسع.
وأسفت مؤسسة بيرلينغسكا للإعلام، القائمة على يومية "بي تي" لما جرى، حيث قامت بسحب 287 مقالا نشرت في الفترة بين 2001-2014، وفق ما جاء في افتتاحية رئيس التحرير آندرسن أيضاً. وأضاف آندرسن "بيرلينغسكا للإعلام سحبت 5 مقالات لشهر ديسمبر/كانون الأول الماضي".
اقرأ أيضاً: كيف تتأكد من مصداقية الأخبار؟
وتقدمت "بي تي" بما لديها من معلومات وأدلة عن انتحال مصادر إلى كل من الشرطة ودائرة الضرائب، وهذه الإحالة تتعلق في جزء منها بعدم تمكن الصحيفة من الوصول إلى المصادر التي ذكرها الصحافي في مقالاته الرياضية، وفي حالات أخرى نفت المصادر الأخرى المذكورة تعاونها مع صحافي قسم الرياضة في الجريدة.
وكان ميكائيل قريشي قد أثار ضجة ولغطاً عقب الكشف عن أن مصادره التي يكتب نقلا عنها لم تكن تتحدث إليه أو لم تكن موجودة في الأصل، ويعتبر ذلك إخلالا حقيقيا بالعمل
الصحافي الدنماركي، وقد أدت القضية التي انكشفت تفاصيلها في ديسمبر/كانون الأول الماضي إلى فصل قريشي من صحيفة "اكسترا بلاديت" التابعة أيضا لمؤسسة "بيرلينغسكا"، بعد أن عمل فيها لمدة عام.
وناقشت القناة الثالثة الدنماركية فضيحة المقالات في برنامج خاص حول "أساليب عمل الصحافي قريشي"، حيث اقتبست وكالات أنباء ومواقع محلية كلام المصادر التي زعم قريشي التواصل معها.
استخدام قريشي اقتباسا زعم أنه يعود إلى لاعب كرة القدم الإيطالي غونزالو هيغواين، لاعب نادي نابولي، سلط الضوء على حقيقة ما حصل، خاصة بعد تأكيد النادي الإيطالي أن اللقاء لم يحصل على الإطلاق. ثم توالت بعض المعلومات عن مصادر ذكرها الصحافي من دون أن تصرح له حقيقة، ومنها اختراعه أسماء إيطالية مثل فرانشيسكو بيريني وثلاثة أسماء إسبانية غير موجودة، بحسب ما نقلته صحيفة "الموندو ديبرتيفو" عن البرنامج الرياضي على القناة الثالثة "TV3 Sport".
وكان قريشي قد اعترف، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، عبر صفحته على "تويتر"، بحقيقة ما قام به، وعلى الرغم من تأييد متابعيه تم فصله من عمله، كما أدانت نقابة الصحافيين في الدنمارك تصرفه.
وبحسب ما نقله التلفزيون الدنماركي، مساء الجمعة، عن البروفسور في الصحافة بجامعة روسكيلدة مارك أوستن، تتعلق القضية "بمصداقية الصحافة التي تجد نفسها تحت ضغوط كبيرة"، كما أضاف أوستن: "إنها واحدة من أكبر الفضائح المتعلقة بالانتحال والخداع".
الباحثة الدنماركية في شؤون حقوق الإعلام والصحافة، فيبيكا بوربيرغ، من مدرسة الصحافة العليا عقّبت على القضية للقناة الأولى بالقول: "هذه قضية ستضر قريشي، ولكنها ستضر مصداقية الصحافة كأكثر نقطة حساسة، فلو كان هناك من يظن أنها لا تستحق فهي ستشكل حتى في السنوات القادمة شكا في مصداقية الصحافة وتضربها في الصميم داخل البلاد".
يُشار إلى أن صحيفتي "اكسترا بلاديت" و"بي تي" من أكثر الصحف المثيرة للجدل، حيث يصفها خبراء في المجال بأنها "صحافة إثارة"، وينتقدها قراء كثر بسبب يسمونه "شعبوية كبيرة تتحكم في توجهات الصحيفتين"، في ما تنظر الصحافة الرزينة في الدنمارك إلى المطبوعتين كجزء من منظومة "الصحافة الصفراء".
اقرأ أيضاً: صحيفة "زمان" التركية ضحية الخلافات السياسية؟