يظهر الشرخ الكبير بين أغنياء المغرب وفقرائه جلياً في الصيف، إذ يختار الغني السفر خلال الإجازة سواء خارج البلاد، أو داخلها في المنتجعات الفخمة. أما الفقير فيلجأ إلى حيل كي يتمكن من إمضاء الصيف بأقل الأضرار
لا تجد العائلات الثرية في المغرب أيّ مشاكل في السفر إلى مناطق سياحية فخمة داخل البلاد، والإقامة في أجمل الفنادق وأفخم الشقق، وكذلك، التوجه إلى أشهر الوجهات السياحية في العالم، مثل البرازيل وهاواي واليونان، لكنّ وضع الفقراء مختلف. فهؤلاء من ذوي الدخل المحدود أو المعدوم يواجهون معاناة كبيرة في الصيف، إذ يضطرون إما لإمضاء إجازة الصيف في البيوت، أو في أحسن الأحوال السفر إلى ذويهم ومعارفهم في المدن والبوادي، حتى لا يضطروا إلى إنفاق كثير من المال.
يتوجه أثرياء المغرب في أسفارهم، خلال فصل الصيف، إلى وجهات طبيعية وسياحية فخمة لا يمكن للفقراء أن تطأها أرجلهم حتى داخل البلاد، من قبيل ساحل تمودة في شمال المملكة. باتت هذه المنطقة مساحة مميزة تجذب العائلات الغنية، بفضل ضمها فنادق ومساكن فخمة، حتى أضحت حديث تقارير دولية تؤكد أنّ ساحل تمودة بات وجهة الأغنياء المغاربة الأولى خلال فصل الصيف. تحرص عائلات مغربية على الاستجمام في تمودة، كما في مناطق سياحية فخمة أخرى مثل كابونيغرو ومارينا سمير في تطوان، وشواطئ خاصة لا يؤمها سوى الأثرياء.
أما السفر الخارجي للأثرياء في إجازة الصيف فهو نحو بلدان مشهورة بسياحتها ومناظرها الطبيعية الخلابة، ومنتجعاتها الساحرة، خصوصاً شواطئ البرازيل وجزر اليونان وهاواي وجامايكا وغيرها من المناطق. يقول محمد شامي، وهو مسؤول في وكالة سفر خاصة، إنّ هناك أثرياء مغاربة يحاولون تقليد عاهل البلاد الملك محمد السادس في تحركاته ورحلاته الخاصة، إذ سبق له إمضاء أيام أخيراً، في جزر اليونان، وأيضاً في جزر كوبا، فقرر عدد منهم التوجه نحو هذه المناطق تحديداً. يضيف أنّ هناك تفاخراً ضمنياً غير معلن بين العائلات الثرية المغربية في أسفارها الصيفية، فكلّ أسرة تختار منطقة فاخرة في أوروبا أو أميركا تضاهي أو تفوق اختيارات الأسر الأخرى.
اقــرأ أيضاً
هذه الحرب الخفية بين توجهات أثرياء المغرب في السفر خلال فصل الصيف، تقابلها طرق أخرى يحتال من خلالها فقراء المغرب لإمضاء الصيف من دون نفقات كثيرة، خصوصاً أنّ الصيف يأتي في سياق مناسبات اجتماعية عديدة. من أبرز طرق الاحتيال الاجتماعي لهؤلاء الفقراء الزيارات العائلية المتبادلة التي تكثر إلى أعلى حدّ خلال فصل الصيف. وبذلك، كان قرار كثير من الأسرة الفقيرة إمضاء إجازة الصيف لدى أسر تربطها بها علاقات عائلية أو مصاهرة، في مدن أخرى أو في قرى وبوادٍ، بدعوى صلة الرحم.
يحجم كثير من الأسر المغربية الضعيفة الحال عن السفر طوال العام، حتى في المناسبات الدينية مثل عيد الفطر والأضحى، لزيارة الأقارب في المدن والقرى البعيدة لكنّها تحرص على ذلك في إجازة الصيف. تعترف فتيحة أقرو، وهي أمّ أربعينية لثلاثة أبناء، لـ"العربي الجديد" أنّها تتعمد السفر إلى شقيقتها في ضواحي مدينة الجديدة (مدينة ساحلية تطل على المحيط الأطلسي بالقرب من الدار البيضاء) لتضرب بذلك أكثر من عصفور بحجر واحد.
تشرح هذه السيدة التي دأبت كلّ صيف على زيارة أقاربها وأقارب زوجها كلّ صيف، أنّها بهذه الطريقة تصل الرحم مع عائلتها الكبيرة وعائلة زوجها، وكذلك - وهو الأساس - تسمح لأسرتها بالتمتع بهذه الرحلة خلال الفصل القائظ. تضيف أنّها لا تملك غير هذه الطريقة "الاحتيالية البريئة" وفق تعبيرها: "الأولاد يتعرفون على أقاربهم وأبناء عمومتهم وأخوالهم، كما أنّهم يقضون أوقاتاً غير التي كانوا سيمضونها لو مكثوا محبوسين في البيت طوال أشهر الصيف الثلاثة قبل بداية الموسم الدراسي الجديد".
تضيف فتيحة أنّ هذه الطريقة تسمح لأسرتها بالسفر مثل بقية الأسر، لكن بمصاريف مالية أقل، فغالباً ما يأكلون ويشربون على حساب الأقارب باعتبارهم ضيوفاً، "فالمضيف لا يفرّط أبداً في ضيوفه" وفق العادات المغربية التقليدية.
أما السعدية عريف، وهي أرملة وأمّ لأربعة أبناء، فتقول لـ"العربي الجديد" إنّها لا تملك الطاقة المالية التي تسمح لأبنائها بالخروج من ملل فصل الصيف، والبقاء طوال أسابيع في المكان نفسه الذي أمضوا فيه العام بكامله. في المقابل، تشير إلى أنّها تتحايل على هذا الوضع من خلال الخروج ليلاً رفقة أبنائها إلى الحديقة المجاورة، أو شاطئ المدينة على أرجلهم، لقضاء ساعات استجمام قليلة لا تكلفهم أيّ مصاريف مالية.
بالنسبة لهذه الأسر الفقيرة ومن على شاكلتها، فإنّ الصيف يشكل عبئاً ثقيلاً عليها، خصوصاً في مثل هذا الصيف الذي يتزامن مع مناسبتين أساسيتين تتطلبان كثيراً من النفقات؛ الأولى عيد الأضحى في أوائل سبتمبر/ أيلول المقبل، والثانية افتتاح العام الدراسي الجديد في الشهر نفسه.
اقــرأ أيضاً
لا تجد العائلات الثرية في المغرب أيّ مشاكل في السفر إلى مناطق سياحية فخمة داخل البلاد، والإقامة في أجمل الفنادق وأفخم الشقق، وكذلك، التوجه إلى أشهر الوجهات السياحية في العالم، مثل البرازيل وهاواي واليونان، لكنّ وضع الفقراء مختلف. فهؤلاء من ذوي الدخل المحدود أو المعدوم يواجهون معاناة كبيرة في الصيف، إذ يضطرون إما لإمضاء إجازة الصيف في البيوت، أو في أحسن الأحوال السفر إلى ذويهم ومعارفهم في المدن والبوادي، حتى لا يضطروا إلى إنفاق كثير من المال.
يتوجه أثرياء المغرب في أسفارهم، خلال فصل الصيف، إلى وجهات طبيعية وسياحية فخمة لا يمكن للفقراء أن تطأها أرجلهم حتى داخل البلاد، من قبيل ساحل تمودة في شمال المملكة. باتت هذه المنطقة مساحة مميزة تجذب العائلات الغنية، بفضل ضمها فنادق ومساكن فخمة، حتى أضحت حديث تقارير دولية تؤكد أنّ ساحل تمودة بات وجهة الأغنياء المغاربة الأولى خلال فصل الصيف. تحرص عائلات مغربية على الاستجمام في تمودة، كما في مناطق سياحية فخمة أخرى مثل كابونيغرو ومارينا سمير في تطوان، وشواطئ خاصة لا يؤمها سوى الأثرياء.
أما السفر الخارجي للأثرياء في إجازة الصيف فهو نحو بلدان مشهورة بسياحتها ومناظرها الطبيعية الخلابة، ومنتجعاتها الساحرة، خصوصاً شواطئ البرازيل وجزر اليونان وهاواي وجامايكا وغيرها من المناطق. يقول محمد شامي، وهو مسؤول في وكالة سفر خاصة، إنّ هناك أثرياء مغاربة يحاولون تقليد عاهل البلاد الملك محمد السادس في تحركاته ورحلاته الخاصة، إذ سبق له إمضاء أيام أخيراً، في جزر اليونان، وأيضاً في جزر كوبا، فقرر عدد منهم التوجه نحو هذه المناطق تحديداً. يضيف أنّ هناك تفاخراً ضمنياً غير معلن بين العائلات الثرية المغربية في أسفارها الصيفية، فكلّ أسرة تختار منطقة فاخرة في أوروبا أو أميركا تضاهي أو تفوق اختيارات الأسر الأخرى.
هذه الحرب الخفية بين توجهات أثرياء المغرب في السفر خلال فصل الصيف، تقابلها طرق أخرى يحتال من خلالها فقراء المغرب لإمضاء الصيف من دون نفقات كثيرة، خصوصاً أنّ الصيف يأتي في سياق مناسبات اجتماعية عديدة. من أبرز طرق الاحتيال الاجتماعي لهؤلاء الفقراء الزيارات العائلية المتبادلة التي تكثر إلى أعلى حدّ خلال فصل الصيف. وبذلك، كان قرار كثير من الأسرة الفقيرة إمضاء إجازة الصيف لدى أسر تربطها بها علاقات عائلية أو مصاهرة، في مدن أخرى أو في قرى وبوادٍ، بدعوى صلة الرحم.
يحجم كثير من الأسر المغربية الضعيفة الحال عن السفر طوال العام، حتى في المناسبات الدينية مثل عيد الفطر والأضحى، لزيارة الأقارب في المدن والقرى البعيدة لكنّها تحرص على ذلك في إجازة الصيف. تعترف فتيحة أقرو، وهي أمّ أربعينية لثلاثة أبناء، لـ"العربي الجديد" أنّها تتعمد السفر إلى شقيقتها في ضواحي مدينة الجديدة (مدينة ساحلية تطل على المحيط الأطلسي بالقرب من الدار البيضاء) لتضرب بذلك أكثر من عصفور بحجر واحد.
تشرح هذه السيدة التي دأبت كلّ صيف على زيارة أقاربها وأقارب زوجها كلّ صيف، أنّها بهذه الطريقة تصل الرحم مع عائلتها الكبيرة وعائلة زوجها، وكذلك - وهو الأساس - تسمح لأسرتها بالتمتع بهذه الرحلة خلال الفصل القائظ. تضيف أنّها لا تملك غير هذه الطريقة "الاحتيالية البريئة" وفق تعبيرها: "الأولاد يتعرفون على أقاربهم وأبناء عمومتهم وأخوالهم، كما أنّهم يقضون أوقاتاً غير التي كانوا سيمضونها لو مكثوا محبوسين في البيت طوال أشهر الصيف الثلاثة قبل بداية الموسم الدراسي الجديد".
تضيف فتيحة أنّ هذه الطريقة تسمح لأسرتها بالسفر مثل بقية الأسر، لكن بمصاريف مالية أقل، فغالباً ما يأكلون ويشربون على حساب الأقارب باعتبارهم ضيوفاً، "فالمضيف لا يفرّط أبداً في ضيوفه" وفق العادات المغربية التقليدية.
أما السعدية عريف، وهي أرملة وأمّ لأربعة أبناء، فتقول لـ"العربي الجديد" إنّها لا تملك الطاقة المالية التي تسمح لأبنائها بالخروج من ملل فصل الصيف، والبقاء طوال أسابيع في المكان نفسه الذي أمضوا فيه العام بكامله. في المقابل، تشير إلى أنّها تتحايل على هذا الوضع من خلال الخروج ليلاً رفقة أبنائها إلى الحديقة المجاورة، أو شاطئ المدينة على أرجلهم، لقضاء ساعات استجمام قليلة لا تكلفهم أيّ مصاريف مالية.
بالنسبة لهذه الأسر الفقيرة ومن على شاكلتها، فإنّ الصيف يشكل عبئاً ثقيلاً عليها، خصوصاً في مثل هذا الصيف الذي يتزامن مع مناسبتين أساسيتين تتطلبان كثيراً من النفقات؛ الأولى عيد الأضحى في أوائل سبتمبر/ أيلول المقبل، والثانية افتتاح العام الدراسي الجديد في الشهر نفسه.