من كوبنهاغن إلى فيليامسهافن... فلسطينيو الشتات يشدّون عضد ناشطي أسطول الحرية لغزة

برلين
5698EA23-7F4D-47FA-B256-09D7BCA82E5A
ناصر السهلي
صحافي فلسطيني، مراسل موقع وصحيفة "العربي الجديد" في أوروبا.
29 مايو 2018
1E3DDA01-5632-4D11-87C9-B00C6B7BBDFB
+ الخط -
تجمّع العشرات من أبناء الجالية الفلسطينية في ميناء كوبنهاغن بالدنمارك، وانكبوا على تأمين كل ما يستطيعون من مستلزمات للمتضامنين الدوليين في طريقهم البحري الطويل نحو كسر حصار قطاع غزة المستمر منذ أكثر من 10 سنوات.

ومنذ اللحظة الأولى للتحضير لانطلاق أسطول الحرية، بدا واضحاً الدور الذي يلعبه أبناء الجالية الفلسطينية، سواء على الصعيد الفردي أو المؤسساتي، وبالتعاون مع النشطاء الغربيين المحليين، في دعم سفينة العودة والقوارب المرافقة من ميناء كوبنهاغن. 

ويبرز الدور الذي لعبه "المنتدى الفلسطيني" في الدنمارك بالتعاون مع نشطاء محليين ودوليين في محطة الانطلاق الأولى والمحطات التي يتوقف فيها الأسطول، إلى جانب "اللجنة الدولية لكسر حصار غزة".
ويتناوب مشاركون من عدد كبير من الدول على قضاء أيام على ظهر المراكب خلال عبورها  دولهم، ويؤكدون أن "فلسطينيي الشتات يلعبون دورا بارزا في استقطاب المجتمعات المحلية لإظهار عدالة القضية الفلسطينية والظلم الواقع على غزة بالحصار المتواصل"، حسب ما يجمع أكثر من ناشط دولي تحدثوا لـ"العربي الجديد"، من على متن الأسطول أثناء توقفه في محطة كوبنهاغن وفيليامسهافن في ألمانيا.

ويقول سعد شحيبر، من المنتدى الفلسطيني في الدنمارك، ممثل اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، إن الكثير من النشطاء المشاركين يرفضون تصوير ما يقدمونه إلى سفينة كسر الحصار باعتبار الأمر واجبا على الجميع، فالناس تقدم أرواحها في مسيرة العودة في غزة.

وجرى دعم القافلة المتوجهة إلى غزة بشكل سريع، ويقول شحيبر: "هذه ليست رحلة مجانية، فهي مكلفة ماديا في غياب أي دعم رسمي، لكن بمجرد الإعلان عن التحضير للرحلة بدأ أبناء الجالية يعملون بحماسة لتقديم ما يمكن من دعم، فالطعام والمياه وكل ما يخطر بالبال جرى تأمينه من أبناء الجالية العربية، وتسابق الناس، وبينهم تجار يثقون بهذا العمل وأهدافه، حتى امتلأت مخازن سفينة العودة، وستقوم جالية فلسطينية أخرى بدورها في الميناء التالي".

وتجول "العربي الجديد" في مخزن السفينة بصحبة المتضامن الدولي يان بيتر، وهو المسؤول في هذه الرحلة عن "المطبخ"، وشارك أكثر من مرة في رحلات كسر الحصار، وسبق اعتقاله لدى سلطات الاحتلال.

وبالنسبة للجالية الفلسطينية في كوبنهاغن، ورغم الاختلاف الفكري بين اتجاهاتها، يرى شحيبر أنه "حين نبدأ العمل للدعم، نجتمع على الوحدة بتقاسم الأدوار، والجميع يشهد أننا في كوبنهاغن نتوحد في نشاطاتنا الهادفة لوضع فلسطين في سلم أولوياتنا".

ولا يخفي النشطاء الأجانب المشاركون في الرحلة سعادتهم برؤية هذا النشاط لفلسطينيي الشتات، فهو مؤثر عاطفيا وعمليا، فبعد 11 سبتمبر/أيلول 2001، شهدنا في الولايات المتحدة تراجعا وانسحابا من العمل العام، بسبب ما حصل من حملات على الفلسطينيين والمسلمين عموما.


الإيمان بعدالة القضية الفلسطينية (ناصر السهلي) 

وتقول الناشطة الأميركية إلزابيث ماري، لـ"العربي الجديد": "أن ترى هذا النشاط والحيوية الفلسطينية، وإبداء بعضهم رغبته بالمشاركة معنا في الموانئ، فهذا أمر يحرك الكثير من المشاعر، فكيف نستطيع نحن الأجانب أن نسافر ونرى مدنا وقرى هؤلاء، بينما هم ممنوعون من العودة إلى بلادهم".

وفي ميناء فيليامسهافن، استقبلت الجالية الفلسطينية المتضامنين الدوليين بمثل ما ودعتهم كوبنهاغن، بعد تعقيدات لوجستية من الطرف الألماني، حيث قال أحد الموظفين الرسميين في سلطة الميناء: "أتمنى أن تغرقكم البحرية الإسرائيلية وتموتوا جميعا"، ليجدوا ما يصفونه بأنه "لوبيات صهيونية تخريبية" تنتظرهم بكثير من التشويه والملصقات.


دعم واسع من أبناء الجالية الفلسطينية (ناصر السهلي)



يذكر أن عددا من أبناء الجالية الفلسطينية حضروا من برلين ومدن ألمانية بعيدة للمساهمة بكل ما قدر لهم في هذه الرحلة، فأقاموا حفلا فنيا وتظاهرة وداع لأسطول الحرية.


ومن بين هؤلاء الألمان عضو منظمة السلام والعدالة، من مدينة بريمن، والذي حضر حين سمع أن مشكلة غاز تواجه "سفينة العودة"، فتولى إيجاد حل للمشكلة ورفض تقاضي مصاريف شراء قطع الغيار، قائلا "هذا أقل ما يمكن تقديمه في سبيل العدالة للفلسطينيين، وأنتم تقدمون أرواحكم في طريق محفوف بالمخاطر".

تقديم كل ما يحتاجه أسطول الحرية  من دعم (ناصر السهلي)
 
مساع كبيرة لنصرة القضية الفلسطينية (ناصر السهلي) 

ذات صلة

الصورة
المصورة الوثائقية الألمانية ــ الإيرانية شيرين عابدي/ فيسبوك

منوعات

واجهت المصورة الوثائقية الألمانية ــ الإيرانية شيرين عابدي موجة انتقادات بعد قولها عبارة "فلسطين حرة" أثناء تسلمها جائزة الجمعية الألمانية للتصوير
الصورة
وزيرة الخارجية الألمانية خلال مؤتمر صحافي، 23 يوليو 2024 (فرانس برس)

سياسة

دعت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، اليوم الأربعاء، إلى فتح تحقيق ضد وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، من قبل المحكمة الجنائية الدولية.
الصورة

سياسة

مُنع وزير المال اليوناني الأسبق يانيس فاروفاكيس من دخول ألمانيا لحضور مؤتمر مؤيد للفلسطينيين في برلين
الصورة
مظاهرة في برلين بعد منع مؤتمر فلسطين 13 إبريل 2024

سياسة

خرجت مظاهرة، ظهر السبت، في برلين احتجاجاً على قيام الشرطة الألمانيّة بمنع انعقاد مؤتمر فلسطين، أمس الجمعة، إضافة لمنع الطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة
المساهمون