من كوبنهاغن إلى فيليامسهافن... فلسطينيو الشتات يشدّون عضد ناشطي أسطول الحرية لغزة
ومنذ اللحظة الأولى للتحضير لانطلاق أسطول الحرية، بدا واضحاً الدور الذي يلعبه أبناء الجالية الفلسطينية، سواء على الصعيد الفردي أو المؤسساتي، وبالتعاون مع النشطاء الغربيين المحليين، في دعم سفينة العودة والقوارب المرافقة من ميناء كوبنهاغن.
ويبرز الدور الذي لعبه "المنتدى الفلسطيني" في الدنمارك بالتعاون مع نشطاء محليين ودوليين في محطة الانطلاق الأولى والمحطات التي يتوقف فيها الأسطول، إلى جانب "اللجنة الدولية لكسر حصار غزة".
ويتناوب مشاركون من عدد كبير من الدول على قضاء أيام على ظهر المراكب خلال عبورها دولهم، ويؤكدون أن "فلسطينيي الشتات يلعبون دورا بارزا في استقطاب المجتمعات المحلية لإظهار عدالة القضية الفلسطينية والظلم الواقع على غزة بالحصار المتواصل"، حسب ما يجمع أكثر من ناشط دولي تحدثوا لـ"العربي الجديد"، من على متن الأسطول أثناء توقفه في محطة كوبنهاغن وفيليامسهافن في ألمانيا.
ويقول سعد شحيبر، من المنتدى الفلسطيني في الدنمارك، ممثل اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، إن الكثير من النشطاء المشاركين يرفضون تصوير ما يقدمونه إلى سفينة كسر الحصار باعتبار الأمر واجبا على الجميع، فالناس تقدم أرواحها في مسيرة العودة في غزة.
وجرى دعم القافلة المتوجهة إلى غزة بشكل سريع، ويقول شحيبر: "هذه ليست رحلة مجانية، فهي مكلفة ماديا في غياب أي دعم رسمي، لكن بمجرد الإعلان عن التحضير للرحلة بدأ أبناء الجالية يعملون بحماسة لتقديم ما يمكن من دعم، فالطعام والمياه وكل ما يخطر بالبال جرى تأمينه من أبناء الجالية العربية، وتسابق الناس، وبينهم تجار يثقون بهذا العمل وأهدافه، حتى امتلأت مخازن سفينة العودة، وستقوم جالية فلسطينية أخرى بدورها في الميناء التالي".
وتجول "العربي الجديد" في مخزن السفينة بصحبة المتضامن الدولي يان بيتر، وهو المسؤول في هذه الرحلة عن "المطبخ"، وشارك أكثر من مرة في رحلات كسر الحصار، وسبق اعتقاله لدى سلطات الاحتلال.
وبالنسبة للجالية الفلسطينية في كوبنهاغن، ورغم الاختلاف الفكري بين اتجاهاتها، يرى شحيبر أنه "حين نبدأ العمل للدعم، نجتمع على الوحدة بتقاسم الأدوار، والجميع يشهد أننا في كوبنهاغن نتوحد في نشاطاتنا الهادفة لوضع فلسطين في سلم أولوياتنا".
ولا يخفي النشطاء الأجانب المشاركون في الرحلة سعادتهم برؤية هذا النشاط لفلسطينيي الشتات، فهو مؤثر عاطفيا وعمليا، فبعد 11 سبتمبر/أيلول 2001، شهدنا في الولايات المتحدة تراجعا وانسحابا من العمل العام، بسبب ما حصل من حملات على الفلسطينيين والمسلمين عموما.
وتقول الناشطة الأميركية إلزابيث ماري، لـ"العربي الجديد": "أن ترى هذا النشاط والحيوية الفلسطينية، وإبداء بعضهم رغبته بالمشاركة معنا في الموانئ، فهذا أمر يحرك الكثير من المشاعر، فكيف نستطيع نحن الأجانب أن نسافر ونرى مدنا وقرى هؤلاء، بينما هم ممنوعون من العودة إلى بلادهم".
وفي ميناء فيليامسهافن، استقبلت الجالية الفلسطينية المتضامنين الدوليين بمثل ما ودعتهم كوبنهاغن، بعد تعقيدات لوجستية من الطرف الألماني، حيث قال أحد الموظفين الرسميين في سلطة الميناء: "أتمنى أن تغرقكم البحرية الإسرائيلية وتموتوا جميعا"، ليجدوا ما يصفونه بأنه "لوبيات صهيونية تخريبية" تنتظرهم بكثير من التشويه والملصقات.
يذكر أن عددا من أبناء الجالية الفلسطينية حضروا من برلين ومدن ألمانية بعيدة للمساهمة بكل ما قدر لهم في هذه الرحلة، فأقاموا حفلا فنيا وتظاهرة وداع لأسطول الحرية.