وقال رئيس لجنة المتابعة لشؤون فلسطينيي 48، محمد بركة، في حديث لـ"العربي الجديد": "الفلسطينيون في كل مكان متفقون على الإضراب العام والشامل، في الأول من أكتوبر/تشرين الأول القادم".
وأوضح أن "الإضراب ليس بمناسبة ذكرى هبة القدس والأقصى فحسب، ولكن بالأساس احتجاجاً على قانون القومية العنصري الذي أقره الكنيست الإسرائيلي، أخيراً، وتصدياً لصفقة القرن".
وحول التنسيق الفلسطيني والاجتماع مع مختلف الفصائل الفلسطينية في رام الله، أخيراً، بمبادرة لجنة المتابعة، والدعوة إلى إضراب يشمل الفلسطينيين أينما كانوا، أشار إلى أن "هذه خطوة غير مسبوقة وجاءت للرد على قانون القومية، والذي عملياً ألغى الوجود الفلسطيني وحقوق الشعب الفلسطيني على كامل فلسطين التاريخية، سواء في أراضي 48 أو الضفة والقطاع، وحتى في الشتات".
واعتبر أن "عملياً قانون القومية جاء ليضع الأمور في مكان بغاية الخطورة، إذ يرفض المواطنة المتساوية لنا، يرفض حل الدولتين ويرفض حل الدولة الديمقراطية الواحدة، وحل الدولة ثنائية القومية، وبالتالي لم يبقِ لنا إلا نظام الأبرتهايد".
وشدد بركة على أنه "لا استعداد لدينا للقبول بهذا الواقع، فنحن نعيش على أرضنا وفي وطننا. هنا رأينا أنه إلى جانب المظاهرة الكُبرى التي أقمناها في تل أبيب بمشاركة عشرات الألوف من أبناء شعبنا وكذلك من قوى يهودية، الشهر الماضي، أنه من الضروري أن يكون هنالك موقف لكل أبناء الشعب الفلسطيني المستهدف برمته من هذا القانون".
كما لفت أيضاً إلى ضرورة توحيد الموقف ضد "صفقة القرن، التي باتت ملامحها واضحة، وعلى ما يبدو قانون القومية جزء منها، ونقل السفارة أيضا وقطع الميزانيات عن الأونروا وغير ذلك".
ثلاثة عناوين للإضراب العام
ولفت بركة، في معرض حديثه، إلى أن "الإضراب العام يطرح ثلاثة عناوين"، موضحاً أن "العنوان الأول هو إسقاط قانون القومية، أما الثاني فهو لا لصفقة القرن، بينما الثالث فهو إنهاء الانقسام على الساحة الفلسطينية".
وأكد بركة أن "جميع الفصائل الفلسطينية مُجمعة على خطورة قانون القومية العنصري وصفقة القرن"، لافتاً إلى أن "في الإعلام الجميع يعبّرون عن هذا الموقف وينادون بإنهاء الانقسام، ولكن نحن لم نعد نحتمل المماطلة بهذا الشأن".
مسيرة مركزية في جت
بالتزامن، قررت لجنة المتابعة تنظيم مسيرة قطرية ومهرجان مركزي في الأول من أكتوبر المقبل، إحياء لذكرى هبة القدس والأقصى في قرية جت بمنطقة المثلث، بلد الشهيد رامي غرة، أحد شهداء هبة القدس والأقصى في العام 2000.
إلى ذلك، يتخوف بعض فلسطينيي الداخل من أن انتخابات السلطات المحلية، المزمع إجراؤها في نهاية أكتوبر، قد تؤثر في فعاليات إحياء ذكرى انتفاضة الأقصى الثانية، وذلك لانشغال الكثيرين فيها على مدار الساعة، وهي التي تتصف عادة بالعائلة وتستنزف الكثير من الجهود.
وفي السياق، حذّر رئيس بلدية سخنين واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية في أراضي 48، مازن غنايم، في حديث لـ "العربي الجديد"، من مغبة انشغال الناس بالانتخابات على حساب المناسبة الوطنية.
وقال لـ"العربي الجديد": "هناك فترة شهر تقريبًا بين إحياء الذكرى وموعد الانتخابات، وحتى لو كان الكثيرون ينشغلون بالاستعداد للانتخابات ويستغلّون كل لحظة ممكنة، فإن ذكرى شهدائنا يجب أن تأخذ حقها".
وأضاف: "من المعيب جدًا أن تتأثر الذكرى بالانتخابات. نحن جزء من الشعب العربي الفلسطيني، وكل مناسبة وطنية يجب أن نحييها بالشكل الذي يليق بها والابتعاد عن أجواء الانتخابات. هناك شهداء ودماء زكية سالت، والأصل أن يكون هنالك فصل تام بين الانتخابات وهذه الذكرى العزيزة على قلوبنا".
كما دعا "المرشحين إلى أن يتنافسوا على أداء الواجب الوطني ودعوة مؤيديهم وأبناء مجتمعنا عموماً وحشدهم للمشاركة في هذه المناسبة الوطنية، والالتزام بالإضراب والمشاركة في مسيرة جت وأيضاً بالفعاليات والنشاطات المحلية، الخاصة بذكرى هبة القدس والأقصى".