يُطلق فنّان الكاريكاتير الفلسطيني، محمد سباعنة، مساء الأربعاء المقبل، كتابه "فلسطين بالأبيض والأسود"، في غاليري "موزاييك روومز" في لندن، والذي صدر عن دار النشر الأميركية "Just World Books".
يضمّ الكتاب قرابة 180 رسمة لسباعنة كلّها بالأبيض والأسود، وتدور في الفضاء المغلَق والمضغوط والمزدحم والمتاهة المشكّلة من الجدران ونقاط التفتيش وحظر التجوال وزنزانة السجن، والجنود والدبّابات.
يُظهر سباعنة فلسطين دائماً من داخل مكان ضيّق، الأطفال والكبار دائماً يظهرون من مساحة ضيّقة ومعقّدة، مذكّراً كل من يرى رسوماته بتعقيدات الخروج والدخول من فلسطين وصعوبة الحياة اليومية فيها.
يُقدّم الكتاب، خلال الأمسية، رسّامُ الكاريكاتير البريطاني مارتين روسون، والذي يعمل في صحيفة الـ "غارديان"، حيث يتحاور روسو الفنّان حول رسم بورتريه للحياة اليومية للفلسطينيين تحت الاحتلال وتجربة سباعنة في تقديمها بلغة الكاريكاتير.
ليس روسون أوّل رسّام عالمي يهتمّ بأعمال الفنّان الفلسطيني، فقد سبق وأن كتب عن تجربته سيث توبوكمان مؤسّس مجلّة "الحرب العالمية الثالثة"، حيث قال "ينشر الفنّان ترسانة من الرموز المفهومة جيدًاً، والتي تتحدّث إلى تاريخ الأمّة. وهذا أكثر من مجرّد ممارسة فكرية، إنه شكل من النشاط المسلّح، وله مخاطره. لذلك، ليس من المستغرب على الإطلاق أن سباعنة أنجز أفضل أعماله الفنّية خلال الستّة أشهر التي احتُجز فيها في سجن إسرائيلي".
ووصف تيد رال، الرسّامُ الأميركي، الرسومَ المتحرّكة التي أنجزها سباعنة بـ "الوحشية التي تتناول الاحتلال الوحشي، والتي تدفع القرّاء إلى التفكير في الأشياء من وجهة نظر مختلفة. وجهة نظر جديدة يمكن أن تغيّر العالم".
وكتب عنه فنان الكوميكس جو ساكو "كل رسومات سباعنة قوية تذهب مباشرةً إلى جوهر الواقع الصارخ للحياة الفلسطينية تحت الاحتلال الإسرائيلي. هذه هي الطريقة التي يقاوم بها الفنان".
أما كتبفيكتور نيفلوسكي، مؤسّس مجلّة "ذا نيشن" فقال: "إذا كنت ترغب في الحصول على نظرة فلسطينية ذكية لما يحدث في الشرق الأوسط، لا يمكنك أن تفعل أفضل من مشاهدة الرسوم الكاريكاتورية لسباعنة، والتي تقول لك أكثر مما تقوله الكلمات".
يُذكر أن سباعنة من مواليد الكويت عام 1979، درس التصميم في جامعة النجاح في نابلس، وأقام معارض في فلسطين وأميركا والأردن وألمانيا وإسبانيا وبريطانيا.