وتصاعد التوتر فجأة في الساعات الـ48 الماضية، بينما تغرق البلاد في الفوضى تدريجياً مع انقطاع التيار الكهربائي يومياً، واختصار عمل الأجهزة الحكومية إلى يومين في الأسبوع فقط، ووقوع عمليات نهب للمحلات التجارية، وتظاهرات احتجاجية، وحوادث إحراق لصوص أحياء.
وكان مادورو قد أعلن، ليل الجمعة السبت، "حالة الاستثناء"، مشيراً إلى "تهديدات خارجية"، قبل أن يأمر السبت بمصادرة المصانع التي "تشلها البرجوازية" وبسجن المتعهدين المتهمين "بتخريب البلاد".
ولم تكشف تفاصيل المرسوم الذي يفترض أن ينشر اليوم ويمدد "خلال 2016، وبالتأكيد خلال 2017 (...) مرسوم الطوارئ الاقتصادية" المطبق منذ منتصف يناير/ كانون الثاني، وانتهى السبت.
وانتهز مادورو فرصة تجمع السبت ليتهم من جديد الولايات المتحدة بأنها تريد "إنهاء التيارات التقدمية في أميركا اللاتينية". ومن أجل "الاستعداد لأي سيناريو"، أمر الرئيس الفنزويلي بإجراء "تدريبات عسكرية وطنية للقوات المسلحة والشعب".
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين في الاستخبارات الأميركية أن انتفاضة شعبية قد تطيح بالحكومة الفنزويلية اعتباراً من السنة الجارية. وقال أعضاء في هذه الأجهزة الاستخباراتية: "يمكننا سماع أصوات تصدع".
ومنذ انتصار تحالف المعارضة في الانتخابات التشريعية في نهاية 2015، تواجه فنزويلا أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية تؤجج التوتر.
وتصاعدت المواجهة بين التشافيين (أنصار تيار الرئيس الراحل هوغو تشافيز، الذي حكم البلاد من 1999 إلى 2013، وهو راعي مادورو) ومعارضيهم، منذ أن جمعت المعارضة مطلع مايو/ أيار 1,8 مليون توقيع لبدء إجراءات تفضي إلى استفتاء لإقالة الرئيس، تأمل في تنظيمه قبل نهاية 2016.
لكن نائب الرئيس الفنزويلي، أريستوبولو أيستوريز، بدد آمال تحالف "طاولة الوحدة الديموقراطية" المعارض، الذي يشكل أغلبية في البرلمان، برفضه أمس الأحد أي إمكانية لإجراء استفتاء.
وقال أيستوريز، خلال تجمع أقيم في كراكاس دعماً لديلما روسيف، رئيسة البرازيل اليسارية التي علقت مهامها، أن "مادورو لن يغادر السلطة بموجب استفتاء، لأنه لن يجري استفتاء"، مضيفاً أن قادة المعارضة "يعلمون أنه لن يجري استفتاء"، لأن الإجراءات التي اتخذتها المعارضة لتنظيمه أتت "متأخرة كثيراً وسيئة كثيراً وتضمنت عمليات تزوير".
وشبهت الحكومة اليسارية في فنزويلا ما يحدث بما جرى في البرازيل، حيث قام البرلمان بإقصاء الرئيسة عن السلطة، وتتهم المعارضة، أيضاً، بالإعداد "لانقلاب" لإسقاط نيكولاس مادورو.
وقال نائب الرئيس: "يجب أن يقوموا بقتلنا جميعاً قبل أن يحدثوا انقلاباً برلمانياً".
ويفترض أن تبت السلطات الانتخابية رسمياً في قبول إجراء استفتاء، بينما دعا أحد قادة المعارضة، إنريكي كابريليس، إلى تظاهرات جديدة الأربعاء في جميع أنحاء البلاد أمام مقار الهيئات الانتخابية.
وكانت الشرطة في كراكاس ومدن أخرى قد أغلقت، الأربعاء الماضي، الطرق خلال تجمعات للمطالبة بالاستفتاء، من أجل منع مرور المتظاهرين.
وعلى غرار المعارضة، يشير الخبراء إلى خطر "انفجار" البلاد، بينما لا تلقى إدارة الرئيس رضى سبعة من كل عشرة فنزويليين، حسب استطلاع أجراه معهد "فينيبارومترو".
وارتفعت نسبة التضخم في البلاد في 2015 إلى 180,9 في المائة، وهي واحدة من الأعلى في العالم، بينما تراجع إجمالي الناتج الداخلي بنسبة 5,7 في المائة للسنة الثانية على التوالي.