فوضى الإعلام العراقي تخدم "داعش"

01 مارس 2015
التصريحات بخصوص المعارك تؤثر سلباً عليها (أحمد الرباعي/فرانس برس)
+ الخط -
يحاول المسؤولون العراقيون من سياسيين وعسكريين تلميع صورة الجيش العراقي ومليشيا "الحشد الشعبي"، عبر إطلاق تصريحات تتحدث عن تقدّم عسكريٍ وتحرير منطقة، وإساءة استخدام الإعلام "ذي الحدّين"، الأمر الذي أدى إلى كشف معلومات عسكريّة يفترض أن تكون سرّية، تمكّن تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش) من الاستفادة منها.

ولم تنحصر تلك التصريحات على شخصٍ معيّنٍ، فبعد انفلات الجيش في يونيو/حزيران من العام الماضي، دأب رئيس الوزراء السابق نوري المالكي والحالي حيدر العبادي، وغالبية القادة والسياسيين، ثم قادة "الحشد الشعبي"، على تسخير الإعلام الحكومي لترميم صورة الجيش والمؤسسة العسكريّة، ولكن بشكل سلبي.

ويشير هذا التوجّه إلى فوضى كبيرة في استخدام الإعلام، وعدم وجود خطة إعلاميّة مدروسة بشكل مهني تظهر الجانب السلبي والإيجابي، لتكشف الحقيقة وتسهم بترميم وإصلاح نقاط الضعف والخلل.

وانتقد مختصون في المجال الأمني والإعلامي تلك التصريحات، مؤكّدين أنّها تدل على فوضى كبيرة وعدم انضباط إعلامي، وقال عضو لجنة الأمن البرلمانيّة، هوشيار عبد الله لـ"العربي الجديد"، إنّ "تصريحات المسؤولين السياسيين والأمنيين حول التحركات العسكريّة هي تصريحات غير مدروسة وسلبيّة". وأكّد أنّه "للأسف فإن بعض تلك التصريحات تسبب بكشف مواعيد الحملات العسكرية المزمع تنفيذها، الأمر الذي صب في مصلحة العدو، واستطاع الاستفادة منها بوضع خطط احترازية".

وأشار إلى أنّ "الاستراتيجية العسكرية يجب أن تحاط بسريّة تامة، ويجب ألا تكشف حتى للسياسيين، الذين يسرّبونها أولاً بأوّل". وقال إن "داعش أصبح يعتمد على سلاح الإعلام الحكومي، ويدرس المعلومات التي يكشفها"، داعياً وزارتي الدفاع والداخلية والجهات المسؤولة الى "إيجاد حلٍ لهذه الفوضىى".

اقرأ أيضاً ("طلائع النصر": معركة الصورة في سورية تدخل عصراً جديداً؟)
من جهته، قال الخبير الأمني أحمد السعيدي، إنّ "خسارة الجيش العراقي وانفلات المؤسسة العسكرية في البلد، دفع بالقادة والسياسيين إلى محاولة ترميم صورتها، وإعادة ثقة الشارع بها، الأمر الذي دفعهم إلى إصدار تلك التصريحات".
وأشار السعيدي، خلال حديثه لـ "العربي الجديد"، إلى أنّ "فوضى دخول (الحشد الشعبي) إلى المؤسسة العسكرية، وهي مليشيات غير منضبطة، وإدماجها مع المؤسسة العسكرية، أسهم أيضاً بإطلاق تلك التصريحات وتسريب المعلومات".
وعدّ السعيدي تلك التصريحات بـ "مثابة خيانة للأمانة وحنث باليمين بالنسبة للسياسيين والعسكريين، حتى وإن كانت من حيث لا يدرون، لأنّهم بكل الأحول تسببّوا بإلحاق الضرر بالمؤسسة العسكرية وبالشعب العراقي". وأضاف أنّ "السياسيين العراقيين والقادة العسكريين يجب أن يتحمّلوا مسؤوليّة الكثير من المعارك الخاسرة مع (داعش) في عدة جبهات، بسبب فوضويتهم بتسريب المعلومات".
وشدّد على أنّ "القائد والسياسي الذي يسرّب المعلومات، هو غير مؤهل لمكانه الذي يشغله، فهو في مكانه يقدّم خدمة لتنظيم "داعش"، ويأخذ مخصصات تقتطع من قوت الشعب".
المساهمون