بعد نجاح فيلم Bebe العام الفائت، اجتمع من جديد المنتج جمال سنان وزوجته الممثلة ماغي بو غصن مع المخرج إيلي حبيب وزوجته الكاتبة كلود صليبا، ليقدّموا فيلماً جماهيرياً جديداً عنوانه "فيتامين".
أصداء هذا الفيلم التي وصلت إلى آذان المخرج إيلي حبيب كانت "أكثر من رائعة"، فتفاجأ بأنّ الجميع اتّفقوا على نجاحه، الجمهور العريض والنقّاد، "فما من كلمة سيّئة قيلت عن الفيلم، حتّى من أقسى النقاد".
مدّة الفيلم التي تمتدّ إلى ساعتين من الزمن لم يشعر بها الجمهور، بحسب ما عبّروا للمخرج. حتّى إنّ البعض تفاجأوا أنّهم أمضوا كل هذا الوقت في الصالة من دون أن يشعروا. وحين نسأله عن ردّة فعله هو حين شاهد الفيلم مع الجمهور، بما أنّ المخرج يرى الفيلم بعينٍ مختلفة حين يكون مع المشاهدين، يجيب: "في الحقيقة كنت أعرف أنّ الجمهور سوف يضحك في هذا المشهد أو ذاك، لكنّني تفاجأت بأنّهم ضحكوا على مشاهد لم أتوقّعها. تركيبة الفيلم طريفة من أصلها، لذلك تجد الناس يتفاعلون مع الحوادث ببساطة وعفوية ومرح".
هل تخوّف إيلي حبيب من المقارنة بين "فيتامين" وفيلمه السابق "بيبي"؟، يجيب في حديث لـ"العربي الجديد": "لا لم أخف أبداً"، ويسارع إلى القول، "فهذا إبني وذاك إبني، ولا مشكلة عندي إذا فضّل أحدهم فيلماً على الآخر ما دام أحبّ الإثنين. لكن بالنسبة إليّ أرى أنّنا، في هذا الفيلم، تقدّمنا خطوةً إلى الأمام من حيث القصّة ونوعها وعدد الأبطال والإنتاج والإخراج...".
بطلة الفيلم ماغي بو غصن عانت كثيراً خلال التصوير بسبب الظروف الصعبة نتيجة الطقس والتصوير الخارجي في مناطق بعيدة، فهل تمنّت خلال مشاهدتها الفيلم للمرّة الأولى لو أنّ الظروف كانت مختلفة كي تستطيع أن تحسّن بعض التفاصيل مثلاً في أدائها؟ توضح ماغي في حديث لـ"العربي الجديد" أنّ "الممثل عليه أن ينسى كلّ شيء حين يصبح أمام الكاميرا، فإذا تأثّر أداؤه حيناً بسبب البرد، وحيناً بسبب الحرّ وحيناً آخر بسبب التعب أو الجوع، ذلك يعني أنّ الفيلم بكامله سيبدو "مصيبة".
عن موضوع المقارنة بين فيلمَيها "بيبي" و"فيتامين"، ترى بو غصن أنّ المقارنة كانت ستظهر لو أنّ الفيلم فشل، "عندها كان الناس سيتذكّرون الفيلم السابق، ولكنّ نجاح هذا العمل جعل المشاهدين يكتفون بالحديث عنه، من دون مقارنة".
البعض علّق على طريقة كلام ماغي في الفيلم، إذ تتكلّم أحياناً بلهجة بعلبكية وأحياناً أخرى تعود إلى اللهجة البيروتية. توضح ماغي أنّ هذا الأمر ليس خطأ وقعَ سهواً، بل هو أمرٌ مقصود تحدّث فريق العمل عنه مطوّلاً قبل تصوير الفيلم: "نحن ثلاث فتيات، مَي سحّاب التي أمضت كل حياتها في الضيعة لا تتحدّث إلّا باللهجة البعلبكية، فرح بيطار التي تمضي معظم وقتها في بيروت اعتادت على اللهجة البيروتية، أما أنا، أي شخصية زوزو التي درست في بيروت، فأتحدّث البعلبكية مع أهل ضيعتي، والبيروتية مع أهل بيروت. وبالتالي فإنّ التنقّل بين لهجتين ليست خطأ، بل هو ما يحصل عند أهل الضِيَع الذين عاشوا في المدينة".
ماغي أكّدت أن رسالة الفيلم وصلت بوضوح، فلم يقف الجمهور عند التسلية فحسب: "الجميع فهم أنّ عليه أن يفكّر كيف يخدم ضيعته، الضيعة التي تمثّل الوطن، بدلاً من التذمّر وانتظار أن يُقدَّم له شيء على طبق من فضّة".
فيلم "فيتامين" يمكن اعتباره فيلماً جماهيرياً مسلياً، ومن الممكن مشاهدته في صالات السينما اللبنانية، على أن يُعرَض قريباً في الصالات العربية.