أشاد عدد من النقاد الجزائريين مؤخراً بفيلم "الدليل" للمخرج عمور حكار، الذي تطرق إلى موضوع العقم عند الرجل، وكسر حاجز التابوهات الاجتماعية التي باتت تسيطر على الناس، لكن فات كثيرين التأكد من مدى الابتكار والتجديد الذي جاءت به قصته، التي تدور أحداثها حول رجل يدعى "علي" يعيش في مدينة جزائرية داخلية، ويحاول التأكد من قدرته على الإنجاب لإثبات رجولته، فيذهب إلى المختبر ويجري تحليلاً طبياً يتبين فيه أنه عقيم، إلا أنه يلتقي حين عودته بفتاة حامل تطلب منه أن ينقلها إلى المدينة، ثم تتهمه بأنه هو من اعتدى عليها فحملت منه.
غير أن ما لا يعرفه كثيرون، هو أن هذه القصة تتطابق إلى حد كبير مع قصة الفيلم المصري "الجلسة سرية" الذي أنتج عام 1986، وأخرجه محمد عبد العزيز، وقام ببطولته محمود ياسين ويسرا وشهيرة، حيث يلتقي بطله أيضا بامرأة حامل يوصلها، وتتهمه بعد ذلك بأنه والد طفلها، والاختلاف الوحيد بين هذا العمل وفيلم "الدليل" يتمثل في النهاية، ففي حين فضل "محمود ياسين" أن يعترف أمام القضاء بعدم قدرته على الإنجاب، اختار بطل "الدليل" أن يلتزم الصمت ليحافظ على منظره الاجتماعي.
العمل كان من بطولة الممثل الجزائري نبيل عسلي، وتمت المشاركة به مؤخراً في عدد من المهرجانات السينمائية حول العالم كممثل للجزائر، آخرها مهرجان وهران السينمائي الذي اختتمت فعالياته قبل أيام قليلة ضمن فئة الأفلام الروائية الطويلة، كما حصد بطله جائزة أحسن ممثل في الدورة الخامسة عشرة لمهرجان لاورانسي في إسبانيا، وتوالت حوله ردود فعل إيجابية، رغم تغافل المشهد النقدي عن أهمية البحث عن مصدر قصته، ليبقى السؤال المطروح: هل هذا التشابه بينه وبين فيلم "الجلسة سرية" مجرد صدفة أم أنه اقتباس عن سبق إصرار وترصد؟