الذكرى الثالثة للحرب: مسيرات مؤيدة للحوثيين في صنعاء... وقتيل بالصواريخ على السعودية
وتوجه عشرات الآلاف من أنصار "الحوثيين"، اليوم، إلى ساحة السبعين في صنعاء، رافعين أعلاماً يمنية ولافتات تحمل صورة زعيم جماعة "الحوثيين" عبد الملك الحوثي وأخرى كتب عليها "ثلاث سنوات على العدوان".
وخلال المهرجان، ألقى رئيس ما يُسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى"، والذي يمثل واجهة السلطة في مناطق الحوثيين، صالح الصماد، كلمة مطولة، تعهد خلالها بالاستمرار بتطوير القدرات العسكرية في مختلف المجالات وفي مقدمتها "القوة الصاروخية". مضيفا أن الأخيرة "نستطيع من خلالها إيصال الوفود اليمانية إلى مختلف عواصم"، ما وصفه بـ"العدوان"، وذلك لـ"تقرع أسماعهم".
وخاطب الصماد جميع القوة اليمنية التي تقف مع التحالف "ندعوهم دعوة الناصحين والحريصين تعالوا لنتحاور كيمنيين ونحل مشاكلنا"، وقال "أنتم في الأخير مستهدفون ولن يرعى لكم العدوان حرمة"، في إشارة للتحالف.
ومنذ 26 مارس/آذار 2015، تقود السعودية التحالف العسكري دعماً لسلطة الرئيس عبد ربه منصور هادي في مواجهة الحوثيين.
وأدى النزاع إلى مقتل نحو عشرة آلاف شخص وإصابة نحو 53 ألفاً في ظل أزمة إنسانية تعتبرها الأمم المتحدة الأسوأ في العالم حالياً.
وشهد ليل الأحد الإثنين تصعيداً، إذ أعلن التحالف العسكري بقيادة الرياض رصد ما مجمله سبعة صواريخ بالستية أطلقها "الحوثيون" تجاه السعودية.
وأعلن الدفاع المدني في منطقة الرياض، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء السعودية (واس) "سقوط إحدى الشظايا على منزل سكني تسبب بقتل مقيم وإصابة اثنين آخرين جميعهم من الجنسية المصرية".
وصرّح المتحدث باسم التحالف العقيد تركي المالكي، بأنّ ثلاثة من هذه الصواريخ كانت موجهة إلى الرياض "وواحداً باتجاه خميس مشيط وواحداً باتجاه نجران واثنين باتجاه جازان".
وتابع المالكي أن "ما تقوم به المليشيات الحوثية يعد تطوراً خطيراً في حرب المنظمات الإرهابية ومن يقف خلفهم من الدول الراعية للإرهاب كنظام إيران"، مشيراً إلى أنّ هذا الهجوم الصاروخي يهدف إلى "تهديد أمن المملكة العربية السعودية وتهديد الأمن الإقليمي والدولي".
ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني أطلق "الحوثيون" صواريخ عديدة على السعودية، أكّدت الرياض أنّ دفاعاتها الجوية اعترضتها كلها، إلا أنها المرة الأولى التي يشير فيها التحالف إلى إطلاق هذا العدد من الصواريخ البالستية خلال يوم واحد على السعودية.
وأعلن زعيم جماعة "الحوثيين"، عبد الملك الحوثي، أمس الأحد، أنّ مقاتليه مستعدون لبذل مزيد من "التضحيات" في مواجهة التحالف العربي بقيادة السعودية، في خطاب متلفز بمناسبة الذكرى الثالثة لتدخل التحالف في اليمن.
على صعيدٍ متّصل، قالت جماعة مراقبة، اليوم، إنّ عبوات ناسفة مخفية على شكل صخور في اليمن تحمل أوجه تشابه مع قنابل أخرى استخدمها "حزب الله" في جنوب لبنان ومليشيات في العراق والبحرين، ما يشير في الأقل إلى تأثير إيراني في صنعها.
والتقرير الذي أصدره مركز "أبحاث التسلح في الصراع"، يأتي فيما يوجه باحثون في الغرب والأمم المتحدة اتهامات إلى إيران بتزويدها "الحوثيين" في اليمن بالأسلحة. في حين تنفي طهران هذه الاتهامات.
وقال رئيس العمليات الإقليمية لـ"أبحاث التسلح في الصراع، تيم ميشيتي، بحسب ما نقلته وكالة "أسوشييتد برس"، "ما نأمله هو أن نجعل النفي المقبول غير جدير بالتصديق. لا تستطيع أن تنفي هذا بعد الآن عندما تكون مكونات هذه الأشياء عائدة إلى موزعين إيرانيين".
ومنظمة "ميشيتي"، وهي جماعة مراقبة تتلقى تمويلاً من دولة الإمارات العربية المتحدة وألمانيا والاتحاد الأوروبي للبحث في طبيعة الأسلحة المستخدمة في اليمن، قالت إنها فحصت قنابل مخفية في الصخور في يناير/كانون الثاني بالقرب من المخا، التي تبعد نحو 250 كيلومترا إلى جنوب غرب العاصمة اليمنية صنعاء.
(فرانس برس، أسوشييتد برس)