13 يونيو 2020
في ذكرى... روضة عطا الله بشارة
كأن خبر الرحيل وقع منذ قليل، مرّت أربعة أعوام ، يصعد الخيال إلى حيفا ويهبط إلى الناصرة، أعرّج قليلا إلى جمعية الثقافة العربية، والى إقرث حيث تغفو الراحلة روضة عطا الله بشارة، براحة أبدية، نواسي زوجها الدكتور إلياس، وأخاها الدكتور عزمي بشارة، ومحبيها، نواسي أنفسنا بهذا الفقدان والخسارة، تركت لنا ما يحاصر شعورنا، ونحسن التمييز به بين شعور الخسارة والفقدان وبين شعور الحنين والأمل والتطلع إلى نافذة صغيرة من جمعية الثقافة العربية إلى فضاء واسع في مخيم اللغة والهوية، وقد تسرّب منه ضوء كبير يحمي لغة وموروثاً حضارياً ثقافياً، تركته لنا الراحلة كتعبير عن ذاكرة عثرت على ما يسندها في طريق كان مفروشاً بالعمل والأمل وقوة الإيمان بالمعرفة للتصدي للأسرلة والتهميش.
نتذكر سادنة اللغة العربية مع الشريك إلياس عطا الله، بالعمل الدؤوب والصبر دشنت قبل عقدين ما يُكمله أحباؤها وأصدقاؤها اليوم في جمعية الثقافة العربية في حيفا، مع أبنائها في مخيم اللغة والهوية يتابعون مسيرة كفاح لن تنتهي، لتبقى الذاكرة وديعة أجيال قادمة، وحتى تنتهي رحلتنا فوق الملح وتحت الشمس، يبقى مدماك الراحلة روضة يؤسس جمعية للذاكرة تعيش في خزانها الشعبي والحضاري، تبقى حاضرة للأبد في محبيها وأبنائها بتأكيدهم العزم على مجابهة كل محاولات التشويه التي تحيط بمجتمع أهل البلاد الأصليين.
أصبح شعار "لغتي هويتي" برنامج عمل، من خلال استمرار الصالون الأدبي في جمعية الثقافة العربية، يطوف بنا مع سكان البلاد الأصليين، أو الذين على سفر ولجوء، يقول: سنصل إلى الصفصاف يوماً، وشفا عمر، وكويكات، وصفورية والبروة والغابسية، ووادي الحنداج والدامون وعكا وحيفا ويافا، ولو طال سفرنا، فنحن ممتدون باقيةٌ جذورنا بين الذاكرة والجغرافية واللغة والتاريخ والحضارة والثقافة، هو ما يعزّي برحيل روضة، وذكراها تبقى نثراً عالياً لبذور المعرفة بذَرته في أرضها علماً وعملاً ومعرفة يحصده محبوها.
لم يكن إيمان الراحلة د. روضة، منفصلا عن إيمان الشباب الفلسطيني، الذي أملى عليها صياغة مشروعها النضالي لبناء الضامن الفعلي لاستمرار وجوده فوق أرضه التاريخية، فكانت كلمة السر معبرة عن تلك الثقافة والهوية كما يجب أن تكون في مجال العلم الذي تعاملت معه كبنية مهمة في إطار البناء الإنساني للحفاظ على الانتماء.
ذكرى رحيل روضة اللغة، نستدعيه طوعاً في عام الغياب الرابع، لنرى في صورتها وجه أصحاب البلاد وبشارتهم، صورتهم الحاضرة من ترشيحا إلى الناصرة والقدس وإقرث ويافا وعكا وكل المنكوبين هنا وهناك، يهبنا الرحيل في ذكرياته تجليات لها صفة الديمومة في ذاك الحصن والتحصين المستمر للغة والهوية بالحماية من العبرنة والطمس، والاعتزاز بالثقافة والمعرفة المؤسساتية، والفنون، ثقة بكل الأفكار التي آمنت بها ووضعت لبنات فوق بعضها لتكون متراساً يشد من عضد وصمود أهلنا فوق أرضهم، تجمعهم ثقافة واحدة موحدة ذات جذور وطنية مؤسسة على فكر حداثي غير مقموع.
تلك كانت بذرة الحياة الكامنة في أعماق روضة، نُثرت في أرضها حتى لا تموت، تمكين شبابي، منح دراسية، نشر ثقافي، وكل ما يصون الهوية الوطنية لأصحاب الأرض الأصليين، لن ينسى لها كل من عرفها دورها الرائد والمقدام في إضاءة شعلة اللغة والهوية التي أسهمت في إحداثها في "المخيم الصيفي" كل عام، للشباب من القرى والمدن المهجرة عام 48، ننحني أمام ذكرى الراحلة الدكتورة روضة بشارة احتراماً، بأن أرض فلسطين لن تكون صهيونية حتى لو رطن بعض المرضى فوقها أو حولها بالعبرية.
أصبح شعار "لغتي هويتي" برنامج عمل، من خلال استمرار الصالون الأدبي في جمعية الثقافة العربية، يطوف بنا مع سكان البلاد الأصليين، أو الذين على سفر ولجوء، يقول: سنصل إلى الصفصاف يوماً، وشفا عمر، وكويكات، وصفورية والبروة والغابسية، ووادي الحنداج والدامون وعكا وحيفا ويافا، ولو طال سفرنا، فنحن ممتدون باقيةٌ جذورنا بين الذاكرة والجغرافية واللغة والتاريخ والحضارة والثقافة، هو ما يعزّي برحيل روضة، وذكراها تبقى نثراً عالياً لبذور المعرفة بذَرته في أرضها علماً وعملاً ومعرفة يحصده محبوها.
لم يكن إيمان الراحلة د. روضة، منفصلا عن إيمان الشباب الفلسطيني، الذي أملى عليها صياغة مشروعها النضالي لبناء الضامن الفعلي لاستمرار وجوده فوق أرضه التاريخية، فكانت كلمة السر معبرة عن تلك الثقافة والهوية كما يجب أن تكون في مجال العلم الذي تعاملت معه كبنية مهمة في إطار البناء الإنساني للحفاظ على الانتماء.
ذكرى رحيل روضة اللغة، نستدعيه طوعاً في عام الغياب الرابع، لنرى في صورتها وجه أصحاب البلاد وبشارتهم، صورتهم الحاضرة من ترشيحا إلى الناصرة والقدس وإقرث ويافا وعكا وكل المنكوبين هنا وهناك، يهبنا الرحيل في ذكرياته تجليات لها صفة الديمومة في ذاك الحصن والتحصين المستمر للغة والهوية بالحماية من العبرنة والطمس، والاعتزاز بالثقافة والمعرفة المؤسساتية، والفنون، ثقة بكل الأفكار التي آمنت بها ووضعت لبنات فوق بعضها لتكون متراساً يشد من عضد وصمود أهلنا فوق أرضهم، تجمعهم ثقافة واحدة موحدة ذات جذور وطنية مؤسسة على فكر حداثي غير مقموع.
تلك كانت بذرة الحياة الكامنة في أعماق روضة، نُثرت في أرضها حتى لا تموت، تمكين شبابي، منح دراسية، نشر ثقافي، وكل ما يصون الهوية الوطنية لأصحاب الأرض الأصليين، لن ينسى لها كل من عرفها دورها الرائد والمقدام في إضاءة شعلة اللغة والهوية التي أسهمت في إحداثها في "المخيم الصيفي" كل عام، للشباب من القرى والمدن المهجرة عام 48، ننحني أمام ذكرى الراحلة الدكتورة روضة بشارة احتراماً، بأن أرض فلسطين لن تكون صهيونية حتى لو رطن بعض المرضى فوقها أو حولها بالعبرية.