31 مايو 2017
في نقد نقّاد الترامبية
نشرت صحيفة نيويورك تايمز في 2 فبراير/ شباط الجاري مقالًا للكاتب السوري المعارض، ياسين الحاج صالح، بعنوان "كيف يستفيد تنظيم الدولة الإسلامية من منع ترامب السوريين"، يهاجم فيه قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، منع دخول مسافرين قادمين من ستة بلدان إلى الولايات المتحدة لمدة 90 يومًا، وسورية التي خصّ ترامب مواطنيها بمنع نهائي. نقطة المحاججة الأساسيّة تقول إنّ منع السوريين هذا سيستفيد منه تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وإرهابيو "القاعدة" والمنظمات الإرهابية الأخرى الذين "سيستعملون قراراتٍ تمييزية كهذه... لوصف الغرب بأنه معادٍ للإسلام، وبأنهم حماة العالم الإسلامي". ولذا فإنّ إدارة ترامب غير المكتملة بعد، والتي كانت في بداية أسبوعها الثاني عند نشر المقالة، ليست أفضل من إدارة باراك أوباما الذي "سمح للأسد بالبقاء... وفي المقابل، تمّ إعفاء (الأسد) من العقاب، جرّاء استعماله السلاح الكيماوي، وتمّ عمليًّا ضمان بقائه"، إذ كان "الاتفاق... هديّةً ممتازة لمجموعاتٍ، مثل جبهة النصرة والدولة الإسلامية، مانحًا الشرعيّة لخطابهم العدمي أنّ العالم ضدّنا، وأنّ من يبحثون عن العدالة للمسلمين في العالم الغربي مضللون، لا بل هم حتى عملاء للصليبيين". أمّا الحملة العسكرية للنظام لتدمير المدن السورية فقد "ولدت من رحم الاتفاق الكيماوي في عام 2013". ليخلص الكاتب إلى المقولة العجيبة إنه "قد يكون الاختلاف شديدًا بين شخصيتي كلّ من السيّدين أوباما وترامب، لكنّ حتّى اللحظة، فإنّ إدارة السيد ترامب ليست سوى استكمال لإدارة السيد أوباما بما يخصّ سورية والشرق الأوسط". ثمّ يذكّرنا، وبميلودرامية مفخَّمة، بأنّ قرار المنع الذي أصدره ترامب "سيقوّي كلّا من "الدولة الإسلاميّة" و"القاعدة"، إذ إنه يخلق عالما يكون فيه الناس بلا أمل، حيث سيتمّ بالأخصّ التمييز ضدّ المسلمين". وبما أنّه كان لا بدّ من ختم المقالة بطريقةٍ تليق بالمناسبة، تمّ الاستخفاف والسخريّة من فكرة ترامب حول إنشاء "المناطق الآمنة" من أجل السوريين.
المقالة تموضع خطابي وسياسي محدّد من مثقّف سوري يهاجم فيه إدارة أميركية في أسابيعها الأولى، بينما هي تواجه حملة شعواء في متن الإعلام الأميركي، وفي مقدمته صحف، مثل نيويورك تايمز وواشنطن بوست، وقنوات تلفزيونية مثل "سي إن إن" بشأن مسائل تمسّنا، مثل العلاقة مع إيران. معارضو ترامب الذين هندسوا الاتفاق مع إيران وروّجوه، وقاموا بتقويتها في سورية والعراق واليمن، كانوا قد جنّدوا وسائل الإعلام هذه، مثل "نيويورك تايمز"، وجنّدوا صحافيين فيها، مثل دايفيد أغناتيوس، لترويج سياساتهم. هؤلاء حتمًا لا يعبأون بمصير الملايين من السوريين، ومقالة الحاج صالح لا تعدو بالنسبة لهم كونها طلقة إضافية على إدارة دونالد ترامب. لذا، نسأل أين مصلحة السوريين في الاندراج في هذا التصويب على ترامب؟
بالنسبة لمن يريد أن يحمل صوت شعبه، الخطوة الأهم في الدفاع عن حقوقه وحقوق وطنه ألا يسمح لأحد أن يستخدمه أداة، لأنه، حتى وإن عرض معاناته بشكل حقيقي، فهو سيخسر، لأنه سيعرضها بضاعة للاستخدام، لا قضية عادلة يؤمن بها حتى العظم، ولديه الاستعداد للدفاع عنها، مع عدم التنازل ولو عن شعرة منها، عبر جعلها بضاعة. لذا، بدل التكتيك المتّبع في المقالة حول "استفادة داعش من منع ترامب"، كان من الأجدى والأعدل الاعتراض على قرار ترامب، على أرضية حقوق الإنسان الكونيّة، والمجادلة بضرورة التمييز بين السوري اللاجئ إلى أميركا ومن يثبت أنّه ذاهب إلى هناك ليقوم بعمل إرهابيّ، مع التسليم بحقّ أيّ حكومة أميركيّة بمنع دخول إرهابيين إلى أراضيها. بدل ذلك نُفاجأ بتماهٍ غير مقصود حتما مع خطاب مؤيّدي النظام الأسدي في المقالة، لكثرة ترداد لازمة "الإرهابي" و"التنظيمات الإرهابية" فيها، تماه مع هؤلاء أنفسهم الذين يصمون ثورة السوريين "بالإرهاب". هناك تماهٍ حتى مع خطاب اليسار "الأنتي - إمبريالي" الأميركي، حين يضخّم الكاتب، ياسين الحاج صالح، بشكل غير منطقي ما يسمّيه "استفادة داعش والقاعدة والتنظيمات الإرهابية الأخرى" من قرار ترامب.
لم يكن هذا بقصد الكاتب، ولا في ذهنه، لكنها هي النتيجة (المتوقّعة) بالنسبة لمن يريد أن ينشر في "نيويورك تايمز" هذه الأيام. وقد استعمل الكاتب تسمية "القاعدة" ليشير إلى ما عُرِف "بجبهة النصرة" سابقًا التي أعلنت قطع علاقاتها مع تنظيم القاعدة منذ أكثر من سبعة أشهر، ثمّ عادت لتسمّي نفسها "تنظيم فتح الشام". هذه كلّها وقائع، وليست وجهة نظر. لكن، وحدهم الروس والإيرانيون ما زالوا يصرّون على استعمال تسمية "جبهة النصرة". فملائكة الموت مثل هؤلاء يحتاجون إلى "إرهابيين" أكثر من حاجتهم لسوريين أحياء. كما يستعمل الكاتب تعبير "التنظيمات الإرهابية الأخرى"، فلا نعرف إن كان ذلك يعني موافقةً منه على معايير التصنيف الإيراني - الروسي - التركي لما هو "إرهابي" أو "غير إرهابي" من الفصائل المعارضة في مؤتمر أستانة أخيرا. أمّا الزعم الأساسي للمقالة إنّ قرار ترامب يسمح لـ"داعش" بتجنيد أسهل للناس في صفوفها، فهو الأكثر إثارة للضحك: هل نسيَ الكاتب أنّ عنف النظام وحلفائه، ومن ضمنهم إدارة أوباما، هو السبب الأساسي في دفع الناس إلى التخندق في خطاب جهاديّ، وظيفته الشحن النفسي والأيديولوجي من أجل القتال؟ وإذا ما قبلنا بالافتراض السوسيولوجي الضمني أنّ الناس مجرّد دمى لا تفكّر بمصلحتها ويتمّ "شحنها"، فما هو الأكثر "شحنًا" بالنسبة لسوريين يُقتلون كلّ يوم: هل هو تدمير مدن حلب والموصل وإدلب ودرعا والرمادي وحمص وتدمر من النظام وحلفائه، أم ترى هي واقعة منع سفر بضعة سوريين إلى أميركا، معظمهم من النخب، أو من متوسّطي الحال، يشكّلون أساسًا نسبة لا تذكر من عموم السوريين؟ ذلك صحيح بغضّ النظر عن حقيقة أنّ السوريين، بأكثريتهم الساحقة، لا يريدون أن يُحكموا لا من نظام الأسد ولا من التنظيمات الإسلامية. فما لا ينتبه له الكاتب هو أنّه يناقض مقصده، من وجهة نظر أي حكومة أميركيّة ستردّ عليه قائلة: إذا كان تجنيد "إرهابيين ضدّ الغرب" من ضمن السوريين سيتمّ وبشكل أسهل لسبب سطحي، كمنع سفر إلى أميركا، ألا يبرّر ذلك ارتياب الحكومة الأميركية في كلّ سوري يريد أن يأتي إلى أراضيها؟
وفي ما يخصّ سياسة أوباما ومقارنته بترامب، من المفيد تذكر ما قاله روبرت فورد، سفير
الولايات المتّحدة في سورية أيام إدارة أوباما، منذ أيام: "لديّ ندم كبير أوحد، وهو أنّ السوريين في المعارضة اعتقدوا دومًا أنّنا سنرسل عسكرنا لنجدتهم من بشّار الأسد. مهما كانت المرات التي كنت أقول لهم فيها إنّ الأمر لن يحصل، لم يكونوا يصدّقونني. كانوا فقط يقولون لي: أميركا، تمثال الحريّة، أرض الحريّة، سيأتون. لكن أميركا لم تأت، وهي لم تأت لا بعد أن استعمل الأسد الأسلحة الكيماويّة على شعبه عام 2013، ولا بعد أن استمرّ بخرق وقف إطلاق نار بعد آخر أبرمها كلّها وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري". ("فول مِجور"، 13 فبراير/ شباط 2017). هذا اعتراف نادر بمدى غباء المعارضين السوريين في تحليل سياسات أميركا، على الرغم من أنّهم لم يكونوا يحتاجون تحليلا كثيرا بوجود هذه الصراحة لفورد معهم. أما الآن، فقد بات الجميع يعلم أن سياسة ترامب الخارجية محاولة عكسٍ جذريٍّ لإرث أوباما الرهيب، في ما يخصّ إيران، وإن هذا هو السبب الأساسي، إن لم يكن الأوحد، لحملة "نيويورك تايمز" على إدارة ترامب، وهي إيران التي لم ترد تسميتها في مقالة الحاج صالح بالمناسبة.
هناك أمور كثيرة تثير الغثيان في سياسات ترامب، مثل إعادة العمل بتقنية التعذيب المسمّاة "الإيهام بالغرق" مثلًا، وهذه كلها يجب استنكارها. لكن على عكس ما يدّعيه الكاتب، تصعب المحاججة بأن سياسة أميركا مع المكسيك، أو في ما يخص الإجهاض (أو ربّما حقوق المثليين؟) هي من أولوياتنا في هذه المنطقة. بالعكس، من البديهي القول إن مصلحتنا، نحن العرب، والسوريين تحديدًا، تكمن في نجاح ترامب في سياسته تجاه إيران. لذلك، لا يجب أن لا نُحاصر أنفسنا بأنانيتنا المشوَّهة أصلاً، سوريين أو لبنانيين أو غير ذلك، بل أن نفكّر في العراق واليمن والخليج، وبمصلحة العالم العربي ككلّ. فقد لا يعلم كثيرون أنّ ترامب دان في مقابلة مع صحيفة ذي تايمز البريطانية الحملة الروسية في سورية قائلًا "كان لدينا فرصة لنفعل شيئا، لكن ذلك لم يحدث... والآن يبدو الأمر كما لو أن الأوان فات من أجل ذلك. لكن حلب كانت امرًا شريرًا..." (15 يناير/ كانون الثاني 2017). لذا، بدل السخرية من فكرة ترامب إنشاء مناطق حماية للسوريين، وبدل أن نصبح في كورس واحد مع حيدر العبادي وأوس الخفاجي وحسن نصر الله، نصيح "إسلاموفوبيا إسلاموفوبيا"، ربّما علينا، نحن العرب، الانتظار، والعمل على الاستفادة من قدوم إدارة أميركيّة جديدة، من دون أن يعني ذلك تطبيلًا لترامب، كما فعل معارضون سوريون مع أوباما على مدى سنوات.
المقالة تموضع خطابي وسياسي محدّد من مثقّف سوري يهاجم فيه إدارة أميركية في أسابيعها الأولى، بينما هي تواجه حملة شعواء في متن الإعلام الأميركي، وفي مقدمته صحف، مثل نيويورك تايمز وواشنطن بوست، وقنوات تلفزيونية مثل "سي إن إن" بشأن مسائل تمسّنا، مثل العلاقة مع إيران. معارضو ترامب الذين هندسوا الاتفاق مع إيران وروّجوه، وقاموا بتقويتها في سورية والعراق واليمن، كانوا قد جنّدوا وسائل الإعلام هذه، مثل "نيويورك تايمز"، وجنّدوا صحافيين فيها، مثل دايفيد أغناتيوس، لترويج سياساتهم. هؤلاء حتمًا لا يعبأون بمصير الملايين من السوريين، ومقالة الحاج صالح لا تعدو بالنسبة لهم كونها طلقة إضافية على إدارة دونالد ترامب. لذا، نسأل أين مصلحة السوريين في الاندراج في هذا التصويب على ترامب؟
بالنسبة لمن يريد أن يحمل صوت شعبه، الخطوة الأهم في الدفاع عن حقوقه وحقوق وطنه ألا يسمح لأحد أن يستخدمه أداة، لأنه، حتى وإن عرض معاناته بشكل حقيقي، فهو سيخسر، لأنه سيعرضها بضاعة للاستخدام، لا قضية عادلة يؤمن بها حتى العظم، ولديه الاستعداد للدفاع عنها، مع عدم التنازل ولو عن شعرة منها، عبر جعلها بضاعة. لذا، بدل التكتيك المتّبع في المقالة حول "استفادة داعش من منع ترامب"، كان من الأجدى والأعدل الاعتراض على قرار ترامب، على أرضية حقوق الإنسان الكونيّة، والمجادلة بضرورة التمييز بين السوري اللاجئ إلى أميركا ومن يثبت أنّه ذاهب إلى هناك ليقوم بعمل إرهابيّ، مع التسليم بحقّ أيّ حكومة أميركيّة بمنع دخول إرهابيين إلى أراضيها. بدل ذلك نُفاجأ بتماهٍ غير مقصود حتما مع خطاب مؤيّدي النظام الأسدي في المقالة، لكثرة ترداد لازمة "الإرهابي" و"التنظيمات الإرهابية" فيها، تماه مع هؤلاء أنفسهم الذين يصمون ثورة السوريين "بالإرهاب". هناك تماهٍ حتى مع خطاب اليسار "الأنتي - إمبريالي" الأميركي، حين يضخّم الكاتب، ياسين الحاج صالح، بشكل غير منطقي ما يسمّيه "استفادة داعش والقاعدة والتنظيمات الإرهابية الأخرى" من قرار ترامب.
لم يكن هذا بقصد الكاتب، ولا في ذهنه، لكنها هي النتيجة (المتوقّعة) بالنسبة لمن يريد أن ينشر في "نيويورك تايمز" هذه الأيام. وقد استعمل الكاتب تسمية "القاعدة" ليشير إلى ما عُرِف "بجبهة النصرة" سابقًا التي أعلنت قطع علاقاتها مع تنظيم القاعدة منذ أكثر من سبعة أشهر، ثمّ عادت لتسمّي نفسها "تنظيم فتح الشام". هذه كلّها وقائع، وليست وجهة نظر. لكن، وحدهم الروس والإيرانيون ما زالوا يصرّون على استعمال تسمية "جبهة النصرة". فملائكة الموت مثل هؤلاء يحتاجون إلى "إرهابيين" أكثر من حاجتهم لسوريين أحياء. كما يستعمل الكاتب تعبير "التنظيمات الإرهابية الأخرى"، فلا نعرف إن كان ذلك يعني موافقةً منه على معايير التصنيف الإيراني - الروسي - التركي لما هو "إرهابي" أو "غير إرهابي" من الفصائل المعارضة في مؤتمر أستانة أخيرا. أمّا الزعم الأساسي للمقالة إنّ قرار ترامب يسمح لـ"داعش" بتجنيد أسهل للناس في صفوفها، فهو الأكثر إثارة للضحك: هل نسيَ الكاتب أنّ عنف النظام وحلفائه، ومن ضمنهم إدارة أوباما، هو السبب الأساسي في دفع الناس إلى التخندق في خطاب جهاديّ، وظيفته الشحن النفسي والأيديولوجي من أجل القتال؟ وإذا ما قبلنا بالافتراض السوسيولوجي الضمني أنّ الناس مجرّد دمى لا تفكّر بمصلحتها ويتمّ "شحنها"، فما هو الأكثر "شحنًا" بالنسبة لسوريين يُقتلون كلّ يوم: هل هو تدمير مدن حلب والموصل وإدلب ودرعا والرمادي وحمص وتدمر من النظام وحلفائه، أم ترى هي واقعة منع سفر بضعة سوريين إلى أميركا، معظمهم من النخب، أو من متوسّطي الحال، يشكّلون أساسًا نسبة لا تذكر من عموم السوريين؟ ذلك صحيح بغضّ النظر عن حقيقة أنّ السوريين، بأكثريتهم الساحقة، لا يريدون أن يُحكموا لا من نظام الأسد ولا من التنظيمات الإسلامية. فما لا ينتبه له الكاتب هو أنّه يناقض مقصده، من وجهة نظر أي حكومة أميركيّة ستردّ عليه قائلة: إذا كان تجنيد "إرهابيين ضدّ الغرب" من ضمن السوريين سيتمّ وبشكل أسهل لسبب سطحي، كمنع سفر إلى أميركا، ألا يبرّر ذلك ارتياب الحكومة الأميركية في كلّ سوري يريد أن يأتي إلى أراضيها؟
وفي ما يخصّ سياسة أوباما ومقارنته بترامب، من المفيد تذكر ما قاله روبرت فورد، سفير
هناك أمور كثيرة تثير الغثيان في سياسات ترامب، مثل إعادة العمل بتقنية التعذيب المسمّاة "الإيهام بالغرق" مثلًا، وهذه كلها يجب استنكارها. لكن على عكس ما يدّعيه الكاتب، تصعب المحاججة بأن سياسة أميركا مع المكسيك، أو في ما يخص الإجهاض (أو ربّما حقوق المثليين؟) هي من أولوياتنا في هذه المنطقة. بالعكس، من البديهي القول إن مصلحتنا، نحن العرب، والسوريين تحديدًا، تكمن في نجاح ترامب في سياسته تجاه إيران. لذلك، لا يجب أن لا نُحاصر أنفسنا بأنانيتنا المشوَّهة أصلاً، سوريين أو لبنانيين أو غير ذلك، بل أن نفكّر في العراق واليمن والخليج، وبمصلحة العالم العربي ككلّ. فقد لا يعلم كثيرون أنّ ترامب دان في مقابلة مع صحيفة ذي تايمز البريطانية الحملة الروسية في سورية قائلًا "كان لدينا فرصة لنفعل شيئا، لكن ذلك لم يحدث... والآن يبدو الأمر كما لو أن الأوان فات من أجل ذلك. لكن حلب كانت امرًا شريرًا..." (15 يناير/ كانون الثاني 2017). لذا، بدل السخرية من فكرة ترامب إنشاء مناطق حماية للسوريين، وبدل أن نصبح في كورس واحد مع حيدر العبادي وأوس الخفاجي وحسن نصر الله، نصيح "إسلاموفوبيا إسلاموفوبيا"، ربّما علينا، نحن العرب، الانتظار، والعمل على الاستفادة من قدوم إدارة أميركيّة جديدة، من دون أن يعني ذلك تطبيلًا لترامب، كما فعل معارضون سوريون مع أوباما على مدى سنوات.