في وداع اللبنانية نادين: حملة رفع سنّ الحضانة مستمرة

07 أكتوبر 2019
من تأبين الناشطة النسوية اللبنانية نادين جوني (العربي الجديد)
+ الخط -

توافد عشرات اللبنانيين على مقر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، مساء اليوم الإثنين، تلبية لدعوة الحملة الوطنية لرفع سن الحضانة لدى الطائفة الشيعية، وفي إطار تأبين الناشطة بالحملة نادين جوني التي توفيت في حادث سير فجر الأحد الماضي.

كان اختيار مكان التجمّع بديهياً، فهنا وقفت نادين مرّات عدة مع نساء وأمّهات أخريات لتطالب بحقّهن في حضانة أولادهن، إذ لا يوجد قانون مدني للأحوال الشخصية، وحدّدت المحكمة الجعفرية الخاصة بالطائفة الشيعية حقّ الأمّ المطلقة بحضانة أطفالها لمدة عامين فقط للصبي وسبعة أعوام للفتاة.

ورغم المشكلات الكثيرة التي سبّبها الإصرار على هذا الحكم، لم يتراجع المجلس الإسلامي الشيعي عنه، ورفض التجاوب مع المطالب والشكاوى.
عرفت نادين جوني التي عانت من تجربة الزواج المبكر، جور القرار الذي منعها من رؤية ابنها كرم أكثر من مرّة واحدة في الأسبوع، فشاركت في تأسيس الحملة الوطنية لرفع سنّ الحضانة لدى الطائفة الشيعية مع الناشطة زينة إبراهيم.

مع زيادة أعداد الحاضرين، بدأت زينة إبراهيم توزيع لافتات وشموع، وعلقت صورة كبيرة لنادين مع ابنها على سياج المجلس ذيّلت بعبارة "حضانتي ضدّ المحكمة الجعفرية".
وقالت إبراهيم: "عندما بدأنا الحملة، قلت لنادين إنّنا سنصل سويا إلى قرار برفع سن الحضانة، واليوم بعد رحيلها أقول إننا سنعمل كلّنا لتحقيق هذا الهدف. لم تكن نادين مجرّد زميلة بالنسبة لي، بل كانت شريكتي الأساسية والأولى في الحملة".

وتتوقع إبراهيم أن تدفع مأساة وفاة نادين، ويتم ابنها، لتغيير قضاة المحكمة قراراتهم، ولتسليط المزيد من الضوء على القضية، وأن تدفع الناس نحو مزيد من الضغط حتّى رفع سن الحضانة.





كان عدد الحضور نحو مائتي شخص أو أقلّ قليلاً، ومعظمهم يحملون شموعاً ولافتات كتب عليها شعارات مختلفة بينها "قهر نادين وحسرتها برقبتكم يوم القيام"، و"يا لثارات الأمهات"، و"نادين ما ماتت هلأ، نادين ماتت لمّا حرمتوها من كرم".
ووقف كثيرٌ، منهم أصدقاء نادين، وآخرين عرفوها، أو لم يعرفوها، ورغم بعض الهتافات، المندّدة بالمحكمة الجعفرية ورجال الدين، التي ارتفعت في وقتٍ لاحق من الوقفة، إلّا أنّ السكون كان المسيطر على الأجواء، وإن بدا الغضب واضحاً في عيون الحاضرين، ومعه إصرار على إكمال الدرب الذي بدأته نادين ورفيقاتها.





دلالات