قالت وسائل إعلام محلية عراقية، إن قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني، وصل صباح اليوم الثلاثاء، إلى بغداد للقاء عدد من القيادات الشيعية العراقية لبحث شكل الحكومة العراقية الجديدة، وذلك بعد يومين من انتهاء عملية الاقتراع العامة في البلاد بنسختها الرابعة، إثر الاحتلال الأميركي للبلاد.
ويأتي الإعلان بعد يوم واحد من لقاء عدد من القيادات العراقية بينهم رئيس الوزراء حيدر العبادي ورئيس البرلمان سليم الجبوري مع المبعوث الأميركي بالتحالف الدولي ضد "داعش" بريت ماكغورك، فضلاً عن قيادات عراقية مختلفة.
وذكر بيان لرئيس البرلمان أنه تم بحث تشكيل حكومة قوية لإرساء الاستقرار بالعراق، ومعالجة أخطاء الماضي.
ونقلت وكالة "الغد برس" العراقية عن مصادر عراقية مقربة من ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي قولها إن "زيارة سليماني تأتي بُعيد إعلان مفوضية الانتخابات نتائج أكثر من 90% من عدد الأصوات، وظهور ملامح الكتل الفائزة بالانتخابات".
ووفقا للوكالة ذاتها، فإن زيارة سليماني إلى العاصمة العراقية جاءت "للتباحث في شكل الحكومة المقبلة مع القوى السياسية الحاصلة على المقاعد في مجلس النواب العراقي".
ولم تصدر أي جهة سياسية عراقية تعليقا على تلك المعلومات بالنفي أو التأكيد، غير أن مسؤولا بمكتب العبادي قال لـ"العربي الجديد"، خلال اتصال هاتفي إن "السيد مسجدي (السفير الإيراني في بغداد إيرج مسجدي) بدأ بالتحرك منذ الأمس مع أطراف حزب الدعوة المختلفة، خاصة جناحي العبادي والمالكي، في مسعى لتوحيدها".
وأضاف أن مسألة وصول سليماني "متوقعة في أي وقت، بسبب حالة التشرذم الحالية التي أفرزتها الانتخابات".
وفي السياق، اعتبر الخبير بالشأن السياسي العراقي، أحمد الحمداني أن فوز الصدريين وضع اللاعب الإيراني بالعراق في حرج كبير، والأمر نفسه بالنسبة للأميركيين"، مبينا في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "إيران تجد أن الصدر بمثابة طرف متمرد غير مستقر، ولا يمكنها الضغط عليه، خوفاً من ردة الفعل، على عكس الأطراف الأخرى. والولايات المتحدة لا تعتبر الصدر حليفاً لها، لذا لا يمكن إلا الحديث عن سيناريوهات وصور مختلفة في طريق تشكيل الحكومة الجديدة".
ولفت الحمداني إلى أن المحادثات السياسية "بدأت بالفعل، وهي متغيرة وقد نسمع عن اقتراب تحالف ما ثم انفكاكه، وهذا وارد جدا لكن العبرة بالتحالف الذي سيدخل أول جلسة للبرلمان، فهو من سيكون دستورياً، له حق تشكيل الحكومة".