ويتعلق قرار القاضية جاكسون، بالمحامي السابق للبيت الأبيض، دون ماكغان، الذي تم استدعاؤه للمثول أمام اللجنة القضائية في الكونغرس.
وقالت وزارة العدل، لوكالة "فرانس برس"، إنها تنوي استئناف هذا القرار، ما يشير إلى معركة قضائية طويلة مقبلة في إطار المواجهة بين الديمقراطيين والجمهوريين.
وأشارت القاضية إلى أن مسؤولي الإدارة لا يمكن أن يحصلوا على حصانة مطلقة استناداً إلى قربهم من رئيس البلاد.
وكتبت القاضية الفدرالية أنّ "الخلاصة الأساسية للسنوات الـ250 الأخيرة من التاريخ الأميركي هي أن الرؤساء ليسوا ملوكاً"، وتابعت أن "لا أحد حتى رئيس السلطة التنفيذية فوق القانون".
وأضافت "لا حاجة للقول إن القانون ينطبق على المحامي السابق للبيت الأبيض دون ماكغان كما ينطبق على المسؤولين الكبار الحاليين والسابقين في البيت الأبيض".
وتابعت أن "هذه المحكمة خلصت إلى أن الأفراد الذين تتم دعوتهم للإدلاء بشهادة أمام لجنة مكلفة الاستماع إليهم في الكونغرس، يجب أن يحضروا شخصيا". وحرصت على التأكيد أنه "لا يمكنهم تجاهل أو تحدي" هذه الدعوات "بأمر من الرئيس أو غيره".
لكنها أشارت إلى أنهم أحرار في عدم الإدلاء بأي إفادة عندما يحضرون إلى الكونغرس.
وماكغان شاهد أساسي للمدعي الخاص روبرت مولر، الذي حقق لسنتين حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية التي جرت في 2016، والشبهات بمحاولة ترامب عرقلة عمل القضاء.
وقدم مولر تقريره إلى الكونغرس لاستخلاص النتائج. لكن التحقيق البرلماني يراوح مكانه في غياب إمكانية الاستماع إلى شهود أساسيين مثل ماكغان.
لا حصانة مطلقة
في الوقت نفسه، أطلق الديمقراطيون إجراءات لعزل ترامب في قضية تتعلق بأوكرانيا. ويشتبه بأن الرئيس ترامب ضغط على نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ليجري تحقيقاً حول جو بايدن خصمه المحتمل في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
في القضيتين، استخدم ترامب صلاحياته الرئاسية لمنع مساعدين سابقين ومسؤولين في البيت الأبيض من التعاون في التحقيقات البرلمانية للديمقراطيين.
وقد يفتح القرار القضائي الأخير الباب أمام لجنة الاستخبارات، التي تعد اتهامات تهدف لعزل ترامب، لإجبار ثلاثة مسؤولين على المثول أمامها وهم مستشار الأمن القومي السابق، جون بولتون، وكبير موظفي البيت الأبيض، ميك مالفيني، ووزير الخارجية، مايك بومبيو.
ويعتقد أن جميعهم لديهم معرفة مباشرة بمطالبة ترامب المزعومة بفتح الرئيس الأوكراني زيلينسكي تحقيقات بحق بايدن في مقابل قمة رفيعة المستوى ومساعدات عسكرية تحتاج إليها كييف بشدة.
وقال رئيس لجنة الاستخبارات، آدم شيف، في بيان "لهؤلاء الشهود الذين يختبئون وراء ادعاءات زائفة بالحصانة المطلقة. يظهر هذا القرار مرة أخرى كيف لا تزال مواقفهم من دون قيمة".
وتابع "سيتعين على الشهود الذين تحدوا الكونغرس بناءً على أمر الرئيس أن يقرروا ما إذا كان واجبهم تجاه البلد أو رئيس يعتقد أنه فوق القانون".
ويمكن للحكم أن يحيي مجدداً قضية عرقلة ترامب التحقيق حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية والذي قاده المستشار الخاص مولر.
وحدّد التقرير النهائي لمولر والذي نشر في إبريل/نيسان 10 أعمال لترامب يشتبه بأنه قام بها لعرقلة القضاء.
وقال رئيس اللجنة القضائية، جيري نادلر، في بيان "دون ماكغان شاهد رئيسي على مزاعم أن الرئيس ترامب عرقل تحقيق المستشار الخاص مولر".
وتابع أنّ "ادعاء الإدارة بأنه يمكن للمسؤولين المطالبة، بحصانة مطلقة، من مذكرات استدعاء صادرة عن الكونغرس لا أساس له قانوناً كما أقرت المحكمة اليوم".
لكنّ هذه الشهادات الحاسمة لن تحدث على الفور، إذ تخطط وزارة العدل للطعن في قرار القاضية جاكسون، كما أفاد المتحدث باسم الوزارة كيري كوبك.
وقد يؤدي ذلك إلى رفع القضية إلى المحكمة العليا، وفي الوقت نفسه، يمكن أن تسعى الوزارة للحصول على قرار قضائي لمنع ماكغان أو غيره من التحدث أمام اللجنتين.
ومع تزايد احتمالية أن يكون ثالث رئيس أميركي يواجه اتهامات رسمية لعزله، بعد أندرو جونسون وبيل كلينتون، استشاط ترامب غضباً وأطلق عدة هجمات ضد المنافسين الذين يقودون جهود عزله.
(فرانس برس)