في قلب القاهرة، وعلى مساحة 15 فدانا تقريباً (62000 متر مربع) في جزيرة الروضة وسط نهر النيل يقف قصر الأمير محمد علي شامخا، يزهو بعمره الذي جاوز قرناً من الزمان، كما يزهو بعمارته الرائعة وزخارفه الجميلة، تحيط بها أشجار جُلبت من عدة أماكن في العالم، في وقت كان حكام مصر وأسرتهم المالكة يهتمون بالتشجير واستيراد كل ما هو بديع ليزيّنوا به قصورهم الخاصة والحدائق العامة التي كانت منتشرة في كل مكان في قلب العاصمة.
بني القصر على فرعٍ صغير للنيل، في مواجهة قصر العيني، متاثراً بالعمارة العربية المغاربية، ولا تزال جدران القصر تحمل النقوش والزخارف التي صنعها حرفيون مهرة مصريون وأجانب، عاشوا في عصرهم الذهبي في تلك الفترة.
ويخلط البعض بين محمد علي الكبير مؤسس مصر الحديثة وبين صاحب القصر، وهو محمد علي توفيق ثاني أبناء الخديوي محمد توفيق، وشقيق الخديوي عباس حلمي الثاني، والوصي على العرش المصري بعد وفاة الملك فؤاد الأول وحتى بلوغ فاروق الأول السن القانونية عام 1936 واستلامه مهام الحكم الكاملة رسميا. وكان فاروق قد نصب على الحكم وهو لا يزال صبياً.
كان الأمير محمد علي يراوده حلم تولي العرش بعد الملك فؤاد الأول، بسبب صغر سن الملك فاروق، لكن الملكة نازلي لم تتركه يتمكن من ذلك وأصرت على تولية ابنها الحكم صبيا. ولكن الحلم الذي راود الأمير محمد علي كان من القوة بحيث أنتج لنا هذا القصر الرائع. فالأمير أعد كل شيء ليوم يتوج فيه ملكا لمصر التي كانت تضم السودان ويمتد نفوذها عربياً وأفريقياً، حتى لقد أعد الأمير غرفة العرش الخاصة به وزينها بكل ما يلزم من أبهة. ولا تزال تلك القاعة حتى الآن بألوانها وتحفها شاهدة على تلك الفترة من تاريخ مصر رغم أنها لم تنل حظ الحكم منها.
عام 1901 انتقى الأمير محمد علي مكان القصر، ثم اختار العمارة الإسلامية التي يهيم بها لتكون طرازا للبناء، ووضع بنفسه التصميمات الهندسية، كما اختار الزخارف، وأشرف على كل تفصيلة من تفاصيل البناء. حتى الحدائق التي تحيط بالقصر؛ فقد اختار لها الأمير أنواع الأشجار وتشكيلات تجمعاتها والزهور المنتشرة حول الممرات والطرقات وأحواض الزروع.
مباني القصر تحتل مساحة خمسة آلاف متر مربع، بينما تتسع الحدائق لمساحة 34 ألف متر مربع، وباقي المساحة هي طرق وممرات داخلية تربط القصر والحدائق والأسوار وأماكن الحرس وغيرها، وتبلغ حوالي 23 ألف متر مربع تقريبا.
بالقصر سرايا الاستقبالات الرسمية، وهي مكونة من طابقين يضم كل طابق قاعتين صممتا على الطرازين الشامي والمغربي. بينما تضمنت سرايا الإقامة طابقين أيضاً، الأرضي منهما خصص لاستقبال الضيوف وصالة الطعام والمكتبة، والطابق العلوي لغرف النوم. في حين جاء المسجد الملحق بالقصر رغم صغر حجمه؛ تحفة معمارية وزخرفية على الطراز العثماني، وقد زين سطحه بعرائس من الحجر الرملي على شكل رؤوس ثعبان، وتحتها بعض الآيات القرآنية، كذلك زخرفت جدرانه، كما أحيطت النوافذ بزخارف هندسية، وتبرز من الجدار الشرقي كتلة المحراب على شكل عقد. أما داخل المسجد فهو متنوع الزخارف بدرجة كبيرة، فهو يتكون من أيوانين شرقي –أيوان القبلة – وغربي يفصلهما عمودان رشيقان من المرمر، ويغطي جدران المسجد بلاط قاشاني ذو زخارف نباتية باللونين الأزرق والكحلي على أرضية بيضاء، كما توجد مستطيلات على شكل لوحات من بلاطات القيشاني باللون الكحلي عليها بعض أسماء الله الحسنى تقرأ من اليمين إلى اليسار والعكس إضافة إلى العديد من التفاصيل الأخرى.
وهناك أيضاً برج الساعة الذي شيد على النظام المغاربي، وسبيل ماء بارد، ومتحف خاص بالأمير يضم مجموعات نادرة من المخطوطات والمصاحف والسجاد ولوحات فنية وتحف فنية ذهبية وفضية وغيرها، وقاعة ذهبية للعرش، أما حديقة القصر فتعد متحفاً زراعياً مستقلاً، أما سور القصر فجاء على شكل حصون القرون الوسطى بأبراجه وشرفات حراسته. كما تزيِّن جدران الأسوار الآيات القرآنية المكتوبة بطريقة تداخلية رائعة.
اقــرأ أيضاً
بني القصر على فرعٍ صغير للنيل، في مواجهة قصر العيني، متاثراً بالعمارة العربية المغاربية، ولا تزال جدران القصر تحمل النقوش والزخارف التي صنعها حرفيون مهرة مصريون وأجانب، عاشوا في عصرهم الذهبي في تلك الفترة.
ويخلط البعض بين محمد علي الكبير مؤسس مصر الحديثة وبين صاحب القصر، وهو محمد علي توفيق ثاني أبناء الخديوي محمد توفيق، وشقيق الخديوي عباس حلمي الثاني، والوصي على العرش المصري بعد وفاة الملك فؤاد الأول وحتى بلوغ فاروق الأول السن القانونية عام 1936 واستلامه مهام الحكم الكاملة رسميا. وكان فاروق قد نصب على الحكم وهو لا يزال صبياً.
كان الأمير محمد علي يراوده حلم تولي العرش بعد الملك فؤاد الأول، بسبب صغر سن الملك فاروق، لكن الملكة نازلي لم تتركه يتمكن من ذلك وأصرت على تولية ابنها الحكم صبيا. ولكن الحلم الذي راود الأمير محمد علي كان من القوة بحيث أنتج لنا هذا القصر الرائع. فالأمير أعد كل شيء ليوم يتوج فيه ملكا لمصر التي كانت تضم السودان ويمتد نفوذها عربياً وأفريقياً، حتى لقد أعد الأمير غرفة العرش الخاصة به وزينها بكل ما يلزم من أبهة. ولا تزال تلك القاعة حتى الآن بألوانها وتحفها شاهدة على تلك الفترة من تاريخ مصر رغم أنها لم تنل حظ الحكم منها.
عام 1901 انتقى الأمير محمد علي مكان القصر، ثم اختار العمارة الإسلامية التي يهيم بها لتكون طرازا للبناء، ووضع بنفسه التصميمات الهندسية، كما اختار الزخارف، وأشرف على كل تفصيلة من تفاصيل البناء. حتى الحدائق التي تحيط بالقصر؛ فقد اختار لها الأمير أنواع الأشجار وتشكيلات تجمعاتها والزهور المنتشرة حول الممرات والطرقات وأحواض الزروع.
مباني القصر تحتل مساحة خمسة آلاف متر مربع، بينما تتسع الحدائق لمساحة 34 ألف متر مربع، وباقي المساحة هي طرق وممرات داخلية تربط القصر والحدائق والأسوار وأماكن الحرس وغيرها، وتبلغ حوالي 23 ألف متر مربع تقريبا.
بالقصر سرايا الاستقبالات الرسمية، وهي مكونة من طابقين يضم كل طابق قاعتين صممتا على الطرازين الشامي والمغربي. بينما تضمنت سرايا الإقامة طابقين أيضاً، الأرضي منهما خصص لاستقبال الضيوف وصالة الطعام والمكتبة، والطابق العلوي لغرف النوم. في حين جاء المسجد الملحق بالقصر رغم صغر حجمه؛ تحفة معمارية وزخرفية على الطراز العثماني، وقد زين سطحه بعرائس من الحجر الرملي على شكل رؤوس ثعبان، وتحتها بعض الآيات القرآنية، كذلك زخرفت جدرانه، كما أحيطت النوافذ بزخارف هندسية، وتبرز من الجدار الشرقي كتلة المحراب على شكل عقد. أما داخل المسجد فهو متنوع الزخارف بدرجة كبيرة، فهو يتكون من أيوانين شرقي –أيوان القبلة – وغربي يفصلهما عمودان رشيقان من المرمر، ويغطي جدران المسجد بلاط قاشاني ذو زخارف نباتية باللونين الأزرق والكحلي على أرضية بيضاء، كما توجد مستطيلات على شكل لوحات من بلاطات القيشاني باللون الكحلي عليها بعض أسماء الله الحسنى تقرأ من اليمين إلى اليسار والعكس إضافة إلى العديد من التفاصيل الأخرى.
وهناك أيضاً برج الساعة الذي شيد على النظام المغاربي، وسبيل ماء بارد، ومتحف خاص بالأمير يضم مجموعات نادرة من المخطوطات والمصاحف والسجاد ولوحات فنية وتحف فنية ذهبية وفضية وغيرها، وقاعة ذهبية للعرش، أما حديقة القصر فتعد متحفاً زراعياً مستقلاً، أما سور القصر فجاء على شكل حصون القرون الوسطى بأبراجه وشرفات حراسته. كما تزيِّن جدران الأسوار الآيات القرآنية المكتوبة بطريقة تداخلية رائعة.