أقول لنفسي كلّ يومٍ "سأكتب اليوم قصّة"، لكنني أقول في الليل، وأنا أتثاءب بعد غسل الصحون "غداً، غداً سأكتب". انتهیت من غسل صحون العشاء. أنظف المطبخ وأجلس أمام التلفاز. أقول لنفسي "سأكتب على جذاذة في بضع جمل، ملخصاً لقصة في ذهني، وألصق الورق بمرآة الحمام لأتذكّر غداً حين أغسل وجهي أنّ عليّ كتابة قصة". لديّ غداً متسعٌ من الوقت لكتابة القصة بعد تحضير الغداء، وقبل عودة الأولاد من المدرسة وعودة زوجي من الدائرة.
سأطبخ غداً الرزّ بالبندورة، لئلا يستغرق الطبخ كثيراً من وقتي. يحبّ الأولاد الرز بالبندورة، لكن زوجي... يمكنني تخيّل ملامح وجهه. يطرق رأسه، يأكل الغداء ويغادر طاولة الطعام صامتاً. أعرف أنه لا يحبّ الرز بالبندورة، لكنه لا يتذمّر، لا يشكو. بدلاً عن ذلك، سأطبخ بعد غدٍ ما يحبّه. بعد غدٍ سأشتري الخضر الطازجة، وأطبخ المرق بالخضر (قُرْمِهْ سَبْزِي). بعد غدٍ ليس عليّ كتابة قصّة، وعندي متّسع من الوقت لتنظيف الخضر، وللاحتجاج لدى بائعها إذ هي مليئة بالطين والتراب. ثمّ أملأ المجلى بالماء وأنقع الخضر فيه. وأغسل الخضر مرة، ثمّ أبدّل الماء، لأعود أغسلها. أبدّل الماء وأغسلها ثلاث أو أربع مرات وسبع أو ثماني مرّات أحياناً. ألبس نظارتي وأقلّب الخضر جيداً لأتأكد أنها نظيفة من الطين، ثم أقطّعها. سأنتبه هذه المرّة كي لا أقطع يدي بالسكين. أنا أقطع يدي دائماً حين أقطّع الخضروات. يضحك زوجي: "منذ خمس عشرة سنة وأنت ربة البيت. مع ذلك، فأنك لا تتقنين العمل". أضحك أنا أيضاً. أعرف أنه يمزح. أقطّع الخضروات قطعاً صغيرة. تقول أمي "خضر المرق تُقطَّع جيداً". لأمّي مهارة فائقة في تقطيع الخضر؛ تقطّعها بسرعة من دون أن تقطع يديها.
ولقلي الخضر، ثمة طريقة خاصة، تعلّمتها بعد خمس عشرة سنة في الزواج. يجب تقليب الخضر على نار هادئة لئلا تحترق، ويجب تقليتها جيداً. عليّ ألا أنسى نقع الفاصوليا في الماء، حتّى يُطهى بسرعة. في المرّة الأخيرة التي طبخت فيها مرق الخضر، نسيت نقع الفاصوليا في الماء، فنضج اللحم واهترأ، لكنّ الفاصوليا بقيت غير ناضجة. لم يقل لي زوجي شيئاً، بيد أنني انتبهت حين كنت ألمّ الصحون، أنه جمّع الفاصوليا في زاوية صحنه. قالت ابنتي تلك الليلة "بطني يؤلمني".
أخفض زوجي الجريدة من أمام عينيه، ونظر إلي، ثم ابتسم وأشار إلى المطبخ. لم يكن زوجي يدري، مثل أغلب الأزواج، أن فتيات في عمر ثلاث عشرة سنة كثيرًا ما يعانين من آلام البطن.
غداً، لا يأخذ الرز بالبندورة وقتي، إذن سأكتب قصتي. القصة للأطفال. تروي القصة حكاية أرنب يسقط في حفرة حفرها صياد. الحفرة عميقة، والأرنب لا يستطيع الخروج منها. يعثر عليه أصدقاؤه الأرانب، لكنهم لا يستطيعون إخراجه من الحفرة. يجلبون له الماء والطعام لئلا يموت جوعاً. يتحدثون معه أحياناً من أعلى الحفرة، لئلا يشعر بالملل. يبقى الأرنب في الجحر أياماً طويلة. لديه ما يأكله، كما لديه مكان دافئ مريح، لكنّه يشتاق إلى الخروج من الحفرة. يرى منها قطعة من السماء، مضيئة، زرقاء حيناً وغائمة رمادية حيناً آخر. وفي النهار يرى الطيور وهي تطير، وفي الليل يرى النجوم.
إلى الآن لا أعرف سبيلاً لإخراج الأرنب الصغير من الحفرة العميقة. سأفكّر غداً في حلٍّ له. عليّ كتابة ما توصلت إليه حتى الآن في جمل، كي لا أنساها. أتثاءب. فلأذهب إلى السرير، لأكون نشيطة غداً. غداً عليّ إخراج أرنب صغير من حفرة عميقة. أنا عطشى. أذهب إلى المطبخ، أفتح باب البراد، آخذ قنينة الماء. تقع عيناي على درج الفواكه في البراد. لديّ بندورتين فقط. لا تكفيان لطبخ الرز بالبندورة. عليّ شراء بندورة غداً. أشرب الماء. أشعر بالنعاس. أضع الكأس في مكانه وأطفئ الضوء وأخرج من المطبخ. كنت أريد كتابة شيء ما. ما هو؟ أخرج ورقةً من دفتر المشتريات وأكتب عليه: بندورة. عليّ إلصاق الورقة على مرآة الحمام كي أتذكّر غداً أنني...
(ترجمة سمية آقاجاني، قاصة ومترجمة إيرانية)
سأطبخ غداً الرزّ بالبندورة، لئلا يستغرق الطبخ كثيراً من وقتي. يحبّ الأولاد الرز بالبندورة، لكن زوجي... يمكنني تخيّل ملامح وجهه. يطرق رأسه، يأكل الغداء ويغادر طاولة الطعام صامتاً. أعرف أنه لا يحبّ الرز بالبندورة، لكنه لا يتذمّر، لا يشكو. بدلاً عن ذلك، سأطبخ بعد غدٍ ما يحبّه. بعد غدٍ سأشتري الخضر الطازجة، وأطبخ المرق بالخضر (قُرْمِهْ سَبْزِي). بعد غدٍ ليس عليّ كتابة قصّة، وعندي متّسع من الوقت لتنظيف الخضر، وللاحتجاج لدى بائعها إذ هي مليئة بالطين والتراب. ثمّ أملأ المجلى بالماء وأنقع الخضر فيه. وأغسل الخضر مرة، ثمّ أبدّل الماء، لأعود أغسلها. أبدّل الماء وأغسلها ثلاث أو أربع مرات وسبع أو ثماني مرّات أحياناً. ألبس نظارتي وأقلّب الخضر جيداً لأتأكد أنها نظيفة من الطين، ثم أقطّعها. سأنتبه هذه المرّة كي لا أقطع يدي بالسكين. أنا أقطع يدي دائماً حين أقطّع الخضروات. يضحك زوجي: "منذ خمس عشرة سنة وأنت ربة البيت. مع ذلك، فأنك لا تتقنين العمل". أضحك أنا أيضاً. أعرف أنه يمزح. أقطّع الخضروات قطعاً صغيرة. تقول أمي "خضر المرق تُقطَّع جيداً". لأمّي مهارة فائقة في تقطيع الخضر؛ تقطّعها بسرعة من دون أن تقطع يديها.
ولقلي الخضر، ثمة طريقة خاصة، تعلّمتها بعد خمس عشرة سنة في الزواج. يجب تقليب الخضر على نار هادئة لئلا تحترق، ويجب تقليتها جيداً. عليّ ألا أنسى نقع الفاصوليا في الماء، حتّى يُطهى بسرعة. في المرّة الأخيرة التي طبخت فيها مرق الخضر، نسيت نقع الفاصوليا في الماء، فنضج اللحم واهترأ، لكنّ الفاصوليا بقيت غير ناضجة. لم يقل لي زوجي شيئاً، بيد أنني انتبهت حين كنت ألمّ الصحون، أنه جمّع الفاصوليا في زاوية صحنه. قالت ابنتي تلك الليلة "بطني يؤلمني".
أخفض زوجي الجريدة من أمام عينيه، ونظر إلي، ثم ابتسم وأشار إلى المطبخ. لم يكن زوجي يدري، مثل أغلب الأزواج، أن فتيات في عمر ثلاث عشرة سنة كثيرًا ما يعانين من آلام البطن.
غداً، لا يأخذ الرز بالبندورة وقتي، إذن سأكتب قصتي. القصة للأطفال. تروي القصة حكاية أرنب يسقط في حفرة حفرها صياد. الحفرة عميقة، والأرنب لا يستطيع الخروج منها. يعثر عليه أصدقاؤه الأرانب، لكنهم لا يستطيعون إخراجه من الحفرة. يجلبون له الماء والطعام لئلا يموت جوعاً. يتحدثون معه أحياناً من أعلى الحفرة، لئلا يشعر بالملل. يبقى الأرنب في الجحر أياماً طويلة. لديه ما يأكله، كما لديه مكان دافئ مريح، لكنّه يشتاق إلى الخروج من الحفرة. يرى منها قطعة من السماء، مضيئة، زرقاء حيناً وغائمة رمادية حيناً آخر. وفي النهار يرى الطيور وهي تطير، وفي الليل يرى النجوم.
إلى الآن لا أعرف سبيلاً لإخراج الأرنب الصغير من الحفرة العميقة. سأفكّر غداً في حلٍّ له. عليّ كتابة ما توصلت إليه حتى الآن في جمل، كي لا أنساها. أتثاءب. فلأذهب إلى السرير، لأكون نشيطة غداً. غداً عليّ إخراج أرنب صغير من حفرة عميقة. أنا عطشى. أذهب إلى المطبخ، أفتح باب البراد، آخذ قنينة الماء. تقع عيناي على درج الفواكه في البراد. لديّ بندورتين فقط. لا تكفيان لطبخ الرز بالبندورة. عليّ شراء بندورة غداً. أشرب الماء. أشعر بالنعاس. أضع الكأس في مكانه وأطفئ الضوء وأخرج من المطبخ. كنت أريد كتابة شيء ما. ما هو؟ أخرج ورقةً من دفتر المشتريات وأكتب عليه: بندورة. عليّ إلصاق الورقة على مرآة الحمام كي أتذكّر غداً أنني...
(ترجمة سمية آقاجاني، قاصة ومترجمة إيرانية)