وشهد كورنيش الدوحة، لوحة وطنية رائعة بمشاركة مختلف أفرع القوات المسلّحة ووزارة الداخلية وقوة الأمن الداخلي "لخويا" والحرس الأميري، كما اشتمل عرض المسير الوطني الذي شهده أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، على طوابير مشاة من الجيش والشرطة والحرس الأميري وعرض للخيول والهجن العربية.
وبدأ العرض بدخول مجموعة الخيل والهجن العربية الأصيلة، من ثم هبوط عدد من المظليين التابعين للقوات المسلحة وقوة الأمن الداخلي "لخويا " بطريقة الاستعراض الجماعي والإسقاط الفردي، ثم بدأت طوابير المشاة من القوات المسلحة والحرس الأميري ووزارة الداخلية وقوة الأمن الداخلي، إضافة إلى عرض للمشاة والآليات والمدرعات والمعدات العسكرية الحديثة والقديمة.
اقرأ أيضاً: أطفال قطر يحتفلون بـ "القرنقعوه"
وكان للعرض البحري حصته أيضاً، إذ قدمت الزوارق الحربية عرضاً بحرياً أعقبه عرض جوّي للطائرات المقاتلة وطائرات الهليكوبتر وطائرات النقل، ترافقها أفواج من القوات المسلحة البرية، والجوية والبحرية، إضافة إلى قوة الدفاع المدني وأمن السواحل والحدود والمرور وعناصر كلية الشرطة والخدمة الوطنية وطلبة أكاديمية قطر للقادة.
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى جانب الأمير السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، صافحا حشودا من المواطنين والمقيمين، عقب اختتام "المسير الوطني".
وتحتفل دولة قطر بيومها الوطني في الثامن عشر من ديسمبر/كانون الأول كل عام، وهو تاريخ تولي الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، مؤسس الدولة، إذ يعد الشيخ جاسم بن محمد المؤسس الحقيقي لدولة قطر، وأول حاكم أصبحت البلاد في ظل زعامته كياناً عضوياً واحداً متماسكاً وبلداً موحداً مستقلاً.
وتواصلت على مدار أيام الأسبوع الاحتفالات باليوم الوطني في جميع أرجاء البلاد، إذ شارك أمير قطر أبناء شعبه بالاحتفالات التي تقيمها القبائل بالمناسبة الوطنية، والتي تذبح خلالها الجمال، لتكريم الضيوف، وتؤدى الأهازيج الوطنية ورقصة العرضة.
وبرزت هذا العام، فعاليات "درب الساعي" التراثية، التي زارها عشرات الآلاف من المواطنين والمقيمين والتي تسعى إلى ربط الأجيال الجديدة بتراثها، وموروثها الثقافي، وإظهار الإنجازات التي حققتها البلاد في جميع المجالات.
ومن بين أبرز الفعاليات في درب الساعي، فعالية المقطر، وفي مقدمتها ركوب الجمل واقفاً، والتي يتنافس فيها الأطفال، وهي من بين الأمور المتعارف عليها بين أهل البادية قديماً في أوقات الحرب، إضافة إلى الألغاز والصقار الصغير والسنع والزرابي، وغيرها من الفعاليات التي تستمر هذا العام بعدما حققته من نجاحات في الأعوام الماضية.
وفي بيت العقيد يتواجد الراوي الذي يقص عشرات القصص للأطفال والأسر المشاركة، والتي تحمل في طياتها الكثير من المواقف المتميزة المفيدة لهم، والشاعر التراثي، الذي يقدم أغانيه على أنغام الربابة.
وفي هذا السياق، أوضح رئيس فعالية المقطر، عبد الله بن محمد الكواري، أن هذه الفعاليات تجسد حياة الأجداد في الصحراء.
وفسرّ الكواري معنى المقطر، قائلاً إنه من تقاطر بيوته جنباً إلى جنب. ويتكون من عدد من البيوت، أولها بيت العقيد وفيه تُحضّر القهوة بالطريقة التقليدية، والراوي وجر الربابة، وتقديم العشاء في نهاية اليوم، ومسابقة للألغاز تقدم يومياً، وأمام بيت العقيد يوجد رأسان من الخيل، مجهزان بالسروج العربية، ورؤوس من الإبل، أما في بيت القناص، فتتواجد بعض المحنطات للحيوانات والطيور في البيئة الصحراوية، وتعريف بطريقة اصطياد الصقر لفرائسه".
وأضاف: "وفي بيت الطبخ، تواجدت مواطنات قطريات قمن بالطبخ على الطريقة التراثية القديمة، وتقديم الوجبات في آخر اليوم للضيوف في بيت العقيد. كما جرى تجسيد للحياة البرية من خلال قطيع الغنم وعملية الحليب وغيرها من المظاهر التي أبرزت الحياة القطرية في البادية قديماً بكافة صورها".
اقرأ أيضاً: احتفالات وعادات الأضحى حول العالم