ولع البرتغاليون كثيراً بهذه المدينة لموقعها الاستراتيجي في الطريق التجارية البحرية نحو الهند والمشرق العربي، حيث تكون نهاية إحدى طرق التبر (الذهب)، ولموقعها من منطقة دكالة بمكوناتها الاقتصادية؛ حيث تم اتخاذها مرفأ يتحمل السفن الكبيرة، ويُموّن الأسطول البرتغالي، وتنتقل منه الحبوب والمواشي والشمع والجلود والأنسجة الصوفية.
وتشبث البرتغال بالمدينة، ودافعوا عنها حتى الرمق الأخير، دون غيرها من المدن الساحلية التي تقع على المحيط الأطلسي، وتجلى ذلك من خلال الطابع المعماري البرتغالي الذي وسموها به، حتى أنهم لما خرجوا منها مطرودين على يد الجيش المغربي، شيدوا مدينة شبيهة لها تحمل الاسم نفسه والمواصفات الهندسية المماثلة على الساحل البرازيلي.
يكتب عباس ارحيلة، أحد المؤرخين المغاربة المتخصصين في التاريخ الوسيط "ظل للبرتغال ارتباطٌ روحيّ بهذه المدينة؛ إذ نسجوا الأساطير حول اكتشافها، ونقلوا معالم الهندسة البرتغالية إليها، وبالغوا في تحصينها، وتفانوْا في الحفاظ عليها، واختاروا الموت بدل الخروج منها، وتركوا الثغور المغربية كلها وتشبثوا بها."
ويوم تم إجلاء البرتغاليين عنها؛ لم يَحْلُ لأهلها المُقام في أرض سواها، فنزلوا ناحية من لشبونة مدة قصيرة؛ ثم رحلوا إلى البرازيل فأقاموا "مازغان" جديدة بكل تجلياتها المعمارية، التي كانت لها في بلاد المغرب، وظلت أرواحهم تهيم عبر المحيط لتعانق "مازغان" القديمة. وبقيت مدينة "مازغان" برتغالية من سنة 1502 إلى سنة 1769م، أي نحو 267 سنة، إلى أن تم تحريرها على يد محمد بن عبد الله العلوي سنة 1182هـ/1769م.
تعددت الأسماء
تعددت أسماء المدينة، من مازغان إلى البريجة إلى المهدومة إلى الجديدة، لكن المسمى واحد،
لمنح مسحة أسطورية على هذا المكان الملغز، والذي شهد على حروب كبيرة في تلك الفترة، في حين ما زالت أسراب النوارس نفسها تصنع الحلم الغامض لهذه المدينة المحصنة بقلعتها البرتغالية العتيدة، هذه المدينة، ذات الأبواب والنوافذ الزرقاء، وحيث للأزرق أكثر من معنى.
القلعة البرتغالية هي الجوهر الذي يشكل مدينة الجديدة حاليا، وتتداول كتب التاريخ ثلاثة أسماء لهذه المدينة، هي مازغان، وهو اسم برتغالي، والبريجة، وهو اسم عربي، تصغير البرج، والجديدة، وهو الاسم الذي استقرت عليه إلى الآن. ويقال إن السلطان العلوي المولى عبد الله هو من أطلق عليها هذا الاسم، بعد أن حررها من الاستعمار البرتغالي في القرن السابع عشر.
نظرة تاريخية
شكلت إسبانيا والبرتغال حركة استعمارية تقليدية في ذلك الوقت، بحكم الأسطول البحري المتطور ومعرفتهما بعلم البحار، وكانت اتفاقية 1479م بين إسبانيا والبرتغال، التي تم توقيعها بين الجانبين تنص على أن تحتكر البرتغال الساحل الأفريقي الغربي، وفي الفترة نفسها، التي حط فيها البرتغاليون بموقع مدينة الجديدة، بعد أن قام الرحالة البرتغالي، فاسكو دي غاما، بدورته نحو رأس الرجاء الصالح، في تلك الفترة أيضا تم احتلال شواطئ بحر العرب، وبالأخص الموقع الأثري البرتغالي في إمارة رأس الخيمة، ونعني بذلك مدينة جلفار.
يورد العالم الجغرافي العربي، المعروف بالشريف الإدريسي، في خريطته المشهورة اسم مازغان ويحدد ميناءها. أما الحسن بن محمد الوزان، المعروف بليون الأفريقي، فيتحدث عن المكان المعروف بالبريجة في كتابه "وصف إفريقيا".
وظل الموقع يحمل اسم "البريجة" و"مازيغن" أو "مازغان"، فلما فتحها محمد بن عبد الله، تم هدمُها فسميت "المهدومة"، ولما أُعيد بناؤُها أُطلق عليها اسم "الجديدة". ويقال أيضا إن المدينة هدمت بسبب زلزال ضربها أواسط القرن السابع عشر الميلادي، وإنه بعد ذلك أعيد بناؤها، فسميت "الجديدة".
لكن الفرنسيين أعادوا لها اسم "مازغان"، في مرحلة الاحتلال، وبعد الاستقلال سنة 1956م عاد إليها اسم الجديدة.
لقد كان اكتشاف موقع "مازغان" بصدفة الأشياء، وبسبب سفينة حربية جانحة، دفعتها العاصفة من ساحل تطوان، شمال المغرب، إلى هذا المكان، فنزل فيه طاقم السفينة الحربية وأعجب به.
وبعد العودة إلى لشبونة استأذنوا الملك البرتغالي مانويل في الإقامة هناك. وسواء كانت حكاية الصدفة صحيحة أو متخيلة، فإن القائد البرتغالي، جورج دي ميلو، ومن معه في أوائل القرن الخامس عشر سيبدؤون في تشييد مدينة برتغالية محصنة في هذا المكان، الذي قال عنه الجنرال الفرنسي ليون ليوطي، بغصة في الحلق، إنه "يتوفر على أجمل إطلالة بحرية في العالم".
وتشبث البرتغال بالمدينة، ودافعوا عنها حتى الرمق الأخير، دون غيرها من المدن الساحلية التي تقع على المحيط الأطلسي، وتجلى ذلك من خلال الطابع المعماري البرتغالي الذي وسموها به، حتى أنهم لما خرجوا منها مطرودين على يد الجيش المغربي، شيدوا مدينة شبيهة لها تحمل الاسم نفسه والمواصفات الهندسية المماثلة على الساحل البرازيلي.
يكتب عباس ارحيلة، أحد المؤرخين المغاربة المتخصصين في التاريخ الوسيط "ظل للبرتغال ارتباطٌ روحيّ بهذه المدينة؛ إذ نسجوا الأساطير حول اكتشافها، ونقلوا معالم الهندسة البرتغالية إليها، وبالغوا في تحصينها، وتفانوْا في الحفاظ عليها، واختاروا الموت بدل الخروج منها، وتركوا الثغور المغربية كلها وتشبثوا بها."
ويوم تم إجلاء البرتغاليين عنها؛ لم يَحْلُ لأهلها المُقام في أرض سواها، فنزلوا ناحية من لشبونة مدة قصيرة؛ ثم رحلوا إلى البرازيل فأقاموا "مازغان" جديدة بكل تجلياتها المعمارية، التي كانت لها في بلاد المغرب، وظلت أرواحهم تهيم عبر المحيط لتعانق "مازغان" القديمة. وبقيت مدينة "مازغان" برتغالية من سنة 1502 إلى سنة 1769م، أي نحو 267 سنة، إلى أن تم تحريرها على يد محمد بن عبد الله العلوي سنة 1182هـ/1769م.
تعددت الأسماء
تعددت أسماء المدينة، من مازغان إلى البريجة إلى المهدومة إلى الجديدة، لكن المسمى واحد،
القلعة البرتغالية هي الجوهر الذي يشكل مدينة الجديدة حاليا، وتتداول كتب التاريخ ثلاثة أسماء لهذه المدينة، هي مازغان، وهو اسم برتغالي، والبريجة، وهو اسم عربي، تصغير البرج، والجديدة، وهو الاسم الذي استقرت عليه إلى الآن. ويقال إن السلطان العلوي المولى عبد الله هو من أطلق عليها هذا الاسم، بعد أن حررها من الاستعمار البرتغالي في القرن السابع عشر.
نظرة تاريخية
شكلت إسبانيا والبرتغال حركة استعمارية تقليدية في ذلك الوقت، بحكم الأسطول البحري المتطور ومعرفتهما بعلم البحار، وكانت اتفاقية 1479م بين إسبانيا والبرتغال، التي تم توقيعها بين الجانبين تنص على أن تحتكر البرتغال الساحل الأفريقي الغربي، وفي الفترة نفسها، التي حط فيها البرتغاليون بموقع مدينة الجديدة، بعد أن قام الرحالة البرتغالي، فاسكو دي غاما، بدورته نحو رأس الرجاء الصالح، في تلك الفترة أيضا تم احتلال شواطئ بحر العرب، وبالأخص الموقع الأثري البرتغالي في إمارة رأس الخيمة، ونعني بذلك مدينة جلفار.
يورد العالم الجغرافي العربي، المعروف بالشريف الإدريسي، في خريطته المشهورة اسم مازغان ويحدد ميناءها. أما الحسن بن محمد الوزان، المعروف بليون الأفريقي، فيتحدث عن المكان المعروف بالبريجة في كتابه "وصف إفريقيا".
وظل الموقع يحمل اسم "البريجة" و"مازيغن" أو "مازغان"، فلما فتحها محمد بن عبد الله، تم هدمُها فسميت "المهدومة"، ولما أُعيد بناؤُها أُطلق عليها اسم "الجديدة". ويقال أيضا إن المدينة هدمت بسبب زلزال ضربها أواسط القرن السابع عشر الميلادي، وإنه بعد ذلك أعيد بناؤها، فسميت "الجديدة".
لكن الفرنسيين أعادوا لها اسم "مازغان"، في مرحلة الاحتلال، وبعد الاستقلال سنة 1956م عاد إليها اسم الجديدة.
لقد كان اكتشاف موقع "مازغان" بصدفة الأشياء، وبسبب سفينة حربية جانحة، دفعتها العاصفة من ساحل تطوان، شمال المغرب، إلى هذا المكان، فنزل فيه طاقم السفينة الحربية وأعجب به.
وبعد العودة إلى لشبونة استأذنوا الملك البرتغالي مانويل في الإقامة هناك. وسواء كانت حكاية الصدفة صحيحة أو متخيلة، فإن القائد البرتغالي، جورج دي ميلو، ومن معه في أوائل القرن الخامس عشر سيبدؤون في تشييد مدينة برتغالية محصنة في هذا المكان، الذي قال عنه الجنرال الفرنسي ليون ليوطي، بغصة في الحلق، إنه "يتوفر على أجمل إطلالة بحرية في العالم".