اعتبر تحليل للمراسل العسكري في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، عاموس هرئيل، أن التطورات الأخيرة الحاصلة في سورية، ولا سيما مصادقة البرلمان الروسي على اتفاقية منح روسيا حرية تشغيل وتفعيل القاعدة الجوية في منطقة حميميم (اللاذقية) إلى أجل غير مسمى، وازدياد حجم النشاط الروسي في سورية، تفرض تحديات جديدة على إسرائيل، خصوصاً مسألة نشر منظومات صاروخية جديدة لصواريخ أرض جو، إلى جانب إرسال طائرات إضافية من طراز سوخوي. وتتخوف سلطات الاحتلال الإسرائيلي تحديداً من استفادة حزب الله اللبناني من هذا الوضع لكي يقوم بنقل أسلحة متطورة وثقيلة إلى لبنان، طالما أن أنظمة الدفاع الروسية التي تم نشرها أخيراً تؤثر على حركة الطيران الإسرائيلي الذي سبق له أن قصف شاحنات ومركبات كانت تنقل، وفق إسرائيل، صواريخ لحزب الله.
وبحسب هرئيل فإن التطورات المتسارعة في سورية وبوتيرة عالية تلزم إسرائيل باليقظة المتواصلة ومتابعة رصد ما يحدث في الجبهة السورية. ومع إقراره بأن سيناريو نشوب معارك جوية بين مقاتلات أميركية ومقاتلات روسية، هو سيناريو مستبعد الحدوث على أرض الواقع، لكنه يعتبر أنه سيكون لسيناريو كهذا وقع كبير على إسرائيل في حال حصل.
لكن ما يقلق إسرائيل اليوم بشكل خاص هو احتمالات تدهور الصراع بين روسيا والولايات المتحدة في حال قررت الأخيرة التدخل بشكل مباشر في الحرب السورية، مما سيرفع من درجات التوتر في المنطقة ومن شأنها "حرق" الأوراق في عدد من الجبهات والميادين التي تتأثر إقليمياً ودولياً بما يحدث في سورية.
واعتبر هرئيل أن هناك تداعيات وعواقب خطيرة على إسرائيل بفعل تعزيز الدفاعات الأرضية والجوية للنظام السوري. فقد كشف الروس أخيراً عن عزمهم نشر مجموعة من المنظومات العسكرية في سورية ومن ضمنها صواريخ إس 400 وأنواع مختلفة من صواريخ إس 300، إلى جانب منظومات دفاعية أخرى على السفن الحربية، التي يصل مدى بعضها على نحو 400 كيلومتر.
وتخشى إسرائيل على ضوء ذلك، من أن يعتبر حزب الله أن الوضع الجديد يتيح له حرية إضافية في العودة لنشاط "تهريب الأسلحة". وقد يحاول حزب الله إدخال منظومات متطورة إلى الأراضي اللبنانية بعضها تلك المصنوعة في روسيا، على الرغم من أن إسرائيل أعلنت في مناسبات سابقة أنها تعتبر ذلك خطاً أحمر.
إلى ذلك، لفت هرئيل إلى أن التصعيد الحاصل في اللهجة الخطابية لما وصفه بالحرب الباردة بين الولايات المتحدة وروسيا، وإن كان يدور بالأساس حول الملف السوري، إلا أنه يطاول أيضاً ميادين أخرى ومن شأنه أن يؤثر إلى حد ما على الانتخابات الرئاسية الأميركية.