كشفت مصادر دبلوماسية رسمية مصرية، أن "هناك قلقاً يسيطر على دوائر صناعة القرار المصري، جراء تطورات الأحداث في المملكة العربية السعودية، والتي يعد الملك سلمان بن عبدالعزيز ونجله ولي العهد محمد بن سلمان من أبرز داعمي الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في الوقت الراهن". وأوضحت المصادر، أنه "رغم إشارة التأييد العابرة السريعة من السيسي، فإن القلق المصري ناجم عن التسارع الكبير في القرارات المتتالية"، متابعة أن "القاهرة ليست معنية بدرجة كبيرة بما يحدث ولكن الطريقة التي يتم بها التعامل مع الأمور في المملكة، لا تراعي شبكة التعقيدات في العلاقات سواء في هيئة البيعة أو العائلة الحاكمة بشكل عام".
وكشفت، أن "قوات الجيش المصرية، مستمرة بالبقاء عند الحدود الجنوبية للمملكة"، لافتة إلى أن "القاهرة ترى أن الأمر أزمة داخلية سعودية، خصوصاً أنها في الوقت ذاته تربطها علاقات جيدة بالأطراف الموقوفة جراء القرارات الأخيرة". بالتزامن مع ذلك أفادت مصادر دبلوماسية أميركية بالقاهرة أن "واشنطن كانت على علم بالقرارات وأدق تفاصيلها قبل اتخاذها بأكثر من ثلاثة أيام، وكان هناك ضوء أخضر سمح بتنفيذها"، مؤكدة أن "النظام الحالي في المملكة يسعى لإحداث تغيير في إدارة السعودية، التي تعد واحدة من مراكز حفظ التوازن في منطقة الشرق الأوسط بالكامل".
وشددت المصادر على أن "واشنطن تدرك جيداً أن ما تشهده الرياض من قرارات وإجراءات، منذ مساء السبت الماضي، لا يتعلق كثيراً باتهامات الفساد"، موضحة أن "الضوء الأخضر الذي منحته دوائر أميركية لولي العهد السعودي مؤقت ومحدد بما يسهم في إدماج المملكة في رؤية جديدة للمنطقة العربية، من دون أن يكون لتلك الإجراءات أي تداعيات أوسع".