ونفذّت دبابات عليها شعارات حكومة "الوفاق"، وسيارات مسلحة، انتشاراً كثيفاً في محيط قصور الضيافة الرئاسية، وفندق "ريكسوس"، بعد السيطرة عليها في العاصمة طرابلس.
وبعد اشتباكات بين الطرفين، يسود الهدوء الحذر المنطقة، مع استمرار تصاعد الدخان من أجزاء من القصور الرئاسية.
وكانت كتائب حكومة "الوفاق" الثلاث؛ وهي كتيبة هيثم التاجوري (جهاز الأمن المركزي) وكتيبة أغنيوة (التدخل السريع) وكتيبة كاره (قوة الردع) قد تبنّت، أمس الثلاثاء، تنفيذ خطط أمنية أعلنت عنها مديرية أمن طرابلس، تقضي بإخراج المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون، والموالية لحكومة "الإنقاذ" من كامل العاصمة.
وبحسب مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، فإنّ المجموعات المسلحة التابعة لحكومة "الإنقاذ" التي ترابط حالياً في جنوب وجنوب شرق طرابلس، لم يصدر عنها أي رد فعل رسمي.
كما لا يُعرف حتى الآن، مصير رئيس حكومة "الإنقاذ" خليفة الغويل، وطاقمه الوزاري، إذ لم يصدر عن الحكومة أي بيان توضيحي حول موقفها.
وشهدت طرابلس، منذ صباح أمس الثلاثاء، اشتباكات عنيفة بدأت من الأحياء الغربية للعاصمة في قرقارش وقرجي وغوط الشعال والدريبي والحي الإسلامي، بين قوات حكومة "الوفاق" ومجموعات حكومة "الإنقاذ"، لينتهي القتال ليلاً عند محاصرة مقرات الأخيرة التي يبدو أنّها فشلت في إحكام السيطرة عليها.
وفي بنغازي، أعلنت "سرايا الدفاع عن بنغازي"، المحافظة على مواقعها خارج موانئ النفط التي كانت قد سيطرت عليها الأسبوع الماضي، موضحة أنّ خسارة الموانئ، أمس الثلاثاء، تعود إلى "ضعف حراسات جهاز حرس المنشأت النفطية".
وأوضحت السرايا، في بيان نشرته وكالة "بشرى" التابعة لها، أنّها "اشتبكت مع قوات جيش برلمان طبرق في بعض المواقع الصحراوية، وتمكّنت من أسر مجموعة تابعة لمليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وغنم عددٍ من السيارات المسلحة والأسلحة الخفيفة والذخائر"، بحسب البيان.
وأوضحت "سرايا الدفاع عن بنغازي"، أنّها قامت بتسليم مينائي راس لانوف والسدرة، لجهاز حرس المنشآت النفطية في السابع من مارس/ آذار الجاري، مشيرة إلى أنّ سقوط الموانئ في قبضة قوات حفتر مجدّداً "راجع لضعف حراسات جهاز حرس المنشآت النفطية" التابع لحكومة "الوفاق الوطني".
وأكدت السرايا أنّها لا تزال "مصرّة على السير في وجهتها وهي بنغازي"، وأنّها ما تزال تحافظ على مواقعها، من دون أن تحدّدها.
وكان المتحدّث باسم قوات حفتر أحمد المسماري قد أعلن، مساء الثلاثاء، عن السيطرة الكاملة على منطقة الهلال النفطي، وصولاً إلى مناطق بن جواد والنوفلية غرب الهلال.
وقال المسماري إنّ "القتال لن يتوقّف حتى إنهاء وجود مليشيات السرايا، والسيطرة على قاعدة الجفرة والأماكن التي تنطلق منها"، معرباً في الوقت عينه عن خشيته من عودة السرايا مجدّداً إلى الهلال بالقول، "نخشى أن يكون القتال كراً وفراً".